الكيانات الحزبية المصرية بسائر توجهاتها تدرك ماهية الوطن، وتعمل فى أجندتها على تعضيد ماهيته فى أذهان منتسبيها، بل، وكافة جمهور المجتمع؛ فالوطن فى شموليته تنصهر فى بوتقته مختلف المعتقدات، والثقافات، والعادات، والتقاليد، والأعراف؛ لتشكل ممتزجة نسيجًا قويًا، لا يستطيع كائن من كان أن ينال من قوته، وهنا ننظر إلى مجتمعنا، وصور الرباط بين أطيافه؛ فنجد أن طبيعة المكون المصرى تنحو اتجاه الإعمار، ومحبة السلام، والتفاعل مع كافة بنى البشر، مع الأخذ فى الاعتبار مسلمة رئيسة تؤكد أن الشعب لا يقبل الانهزامية، أو الاستسلام، أو الخضوع، والخنوع؛ فلديه عزيمة قوية، وإرادة لا تلين.
الرئيس عبدالفتاح السيسى يؤكد دومًا على احترام الخصوصيات، خاصة ما يرتبط بالعقيدة؛ حيث يذكر بأن التسامح، والتفاهم، ومحبة الوطن تسهم بصورة كبيرة فى صلابة الجبهة الداخلية؛ فالمجتمع المصرى يمتلك بصورة متفردة المقدرة على الاصطفاف حول أمر جامع، يتمثل فى الحفاظ على الدولة، ومؤسساتها، وتقديم كافة أشكال الدعم، بل، يتحمل ما لا يطيقه الغير من أجل تحقيق غايات كبرى، وهذا ما يؤكد لدينا فلسفة المواطنة الصالحة فى بلادنا وفق ما ندين به من معتقد، وما نرغب فى تحقيقه، وما نأمله.
الاهتمام الحزبى يقوم على فلسفة التوعية المجتمعية خاصة لفئة الشباب؛ فقد أصبح من الضرورة أن يدرك المواطن ما يحدث حوله من مجريات أحداث، وتقلبات سياسية تموج فى الساحة الدولية، المفعمة بكثير من الأحداث الجارية، سواءً الجيدة منها، وغير الجيدة، وارتباط ذلك بمختلف القضايا، التى تهم، وتخص وطننا الحبيب، وهنا يعى الجميع أن ما يصيب جزءاً من العالم، ينتقل أثره إلى أجزاء أخري؛ لذا يتوجب علينا أن نكون على استعداد للمواجهة، محافظين على مقدراتنا، ومواردنا.
عندما يعى المواطن المصرى قضاياه، ويشارك فى حلها، ويدرك ضرورة أن يصبح إيجابيًا حيال التحديات المختلفة، التى تواجه الدولة، ومؤسساتها؛ فإن ذلك دون مواربة يسهم فى اندماجه مجتمعيًا، بل، يدفعه إلى بذل أقصى ما فى الجهد حيال تحقيق غاياته النبيلة، التى تصب فى مصلحة وطنه، وتشد من أزره، وهذا ما يجعل العمل الحزبى، لا ينفك عن مهمة رئيسة، تتمثل فى إيضاح، أو إبراز الروابط المشتركة بين الفرد، ومجتمعه؛ ليدرك الإنسان منا ماهية صلة الدم، والرحم، وحسن الجوار، واحترام العادات، والتقاليد، وتقدير الجهود، التى تبذل من أجل رفعة الوطن، وعلو رايته.
النموذج المصرى متمثلاً فى فخامة السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى، وممارساته على الأرض تشير إلى فلسفة المواطنة الصالحة، التى يتوجب أن يمتلكها الجميع؛ فالرئيس يدعونا دون استثناء إلى عمق الإحساس بالوطن، والشعور بآلامه، والعمل على تضميد جراحات خلفها إرث، لا ينبغى أن نلتفت إليه، بل، ينبغى أن نستلهم من حضارتنا العزيمة، التى تدفعنا إلى المضى قدمًا تجاه نهضة الوطن، نرى أنها مستحقة، وندرك أهميتها لأجيال المستقبل، التى تستكمل مسيرة العطاء؛ فبناء الدول، والأوطان، لا يقوم على شعارات بعيدًا عن عمل شاق قائم على الإخلاص، والاتقان.