كلما استمر العدوان الصهيونى على غزة بنفس الوحشية والبربرية كلما كانت نتائجه كارثية ومدمرة على كيان الاحتلال مهما كانت الرعاية والدعم والمساندة الأمريكية له.
وكلما ازداد شطط وتهور سفاح القرن بنيامين نيتنياهو باستعداء الجيران ومحور المقاومة وارتكاب أفظع الجرائم كلما اقتربت نهاية العدو الصهيوني.
أثبتت تجارب الحروب السابقة أن كيان الإحتلال كان يعتمد على الحروب الخاطفة والدعم الأمريكى الاستعمارى الغربى وكان دائما ما يتجنب اطالة أمد عدوانه أو فتح جبهات جديدة ضده ولكن العدوان على غزة قلب الطاولة عليه وجعله فى وضع خطير يحاول بكل أفعاله الاجرامية ومغامراته الخارجية التغطية على حقيقة وضعه الكارثي.
10 شهور لم يحقق مجرم الحرب ايّا من أهدافه فيما أسماه النصر المطلق وتدمير حماس والقضاء عليها واستعادة المحتجزين الإسرائيليين وتحقيق الأمن لإسرائيل بل ان نتائج القتال حتى الآن تؤكد ان المقاومة التى أفشلت المخطط الإسرائيلى هى المنتصرة على الرغم من الدمار والخراب الذى أحدثته آلة الحرب الصهيونية كما ان شهور الحرب أثبتت أن العدو لا يستطيع مواصلة الحرب على عدة جبهات حتى ولو كانت تلك الجبهات تحكمها قواعد اشتباك متفق عليها فكل جبهات المقاومة لم تستخدم للآن كل أسلحتها وكل امكاناتها لكن بين كل فترة وأخرى ترسل للعدو رسائل أنها قادرة على الوصول إلى عمق الكيان وتوجيه ضربات موجعة وكلنا نعرف ان الرقابة الإسرائيلية لا تسمح بنشر الخسائر الحقيقية أو الأهداف التى تم قصفها بشكل مباشر وفشل قبتهم الحديدية فى التصدى لصواريخ المقاومة القادمة من اتجاهات مختلفة.
خسائر الكيان الصهيونى لا تتوقف على الجانب العسكرى فقط الذى يستطيع إخفاءها بمنع نشرها ولكن الخسائر الاقتصادية لا يمكن التغطية عليها وهى بمئات مليارات الدولارات ويكفى ان نصف سكان إسرائيل يعيشون فى المخابئ أو هجروا من الجنوب والشمال إلى الداخل منذ بداية الحرب مما أدى إلى غضب وتمرد ضد السلطات فى بعض المدن ولا يمكن ان يعيش الكيان طويلا وعدد السكان فى المخابئ يزيد يوما بعد آخر فضلا عن هروب وفرار مئات الآلاف إلى الخارج والدليل انه منذ اغتيال الرجل الثانى فى القيادة العسكرية لحزب الله فى الضاحية الجنوبية ببيروت واغتيال إسماعيل هنية فى طهران وتهديدات حزب الله وإيران بالانتقام وكل سكان إسرائيل وليس نصفهم يعيشون تحت الأرض فى المخابئ من سفاح القرن نيتنياهو إلى أصغر إسرائيلى وتصوروا كياناً يعيش كل سكانه هذه الظروف المذلة والقاسية والمؤلمة وكم الخسائر الناجمة عن اغلاق المصانع والمصالح وبناء ملاجئ جديدة هل يستطيع ان يصمد طويلا.
لقد نجحت المقاومة فى جعل كل سكان كيان الاحتلال يعيشون هذه الظروف التى لم يسبق ان مروا بها وكيف سيكون الأثر الاجتماعى والنفسى عليهم فى المستقبل وأغلبهم يعانون من أمراض نفسية وانهم ليسوا مجبرين على الاستمرار فى العيش بكيان يفرض عليهم هذه الأوضاع الغريبة خاصة ان كل منهم يحمل جنسية أخرى ومهما تشدق قادة العصابة الحاكمة بالأساطير والأوهام والتخاريف الدينية التى أوهموهم بها للهجرة إلى أرض فلسطين لا يمكن ارغامهم على العيش فى هذا الوضع المرعب والمزري.
بالطبع الرد المحدود وفق حسابات محور المقاومة ليس فى صالح الكيان الصهيونى ولا فى استمرار وجود سفاح القرن لأن حرب الاستنزاف التى تقوم بها حركات المقاومة والحرب النفسية قادرة فى النهاية على إلحاق الهزيمة المحققة بإسرائيل وتاريخ الحروب مع العدو أكدت حقيقة واحدة أن الكيان الصهيونى لا يستطيع القتال على أكثر من جبهة ولا القتال فى حروب طويلة الأمد وسفاح القرن يريد الخلاص من المأزق الشديد الذى تسبب فيه للكيان بجر المنطقة إلى حرب شاملة يورط فيها أمريكا والغرب الاستعمارى للدفاع عن أمنه ووجوده فالحرب الحالية أصبحت عبئا ثقيلا لا يستطيع الكيان تحمل خسائرها البشرية والاقتصاديه والاجتماعيه والنفسية وحتى حلفاؤها فى الغرب الاستعماري.
سفاح القرن أمام خيارين اما اشعال المنطقة بخلط أوراقها واما وقف العدوان على غزة وأحلاهما مر فانتظروا لجوءه للخيار الثانى «وقف العدوان على غزة» مجبرا ومضطرا ومهزوما مهما غطى وجهه وتاريخه الأسود من وحل.
تداعيات ونتائج العدوان الصهيونى على غزة بدت بعضها تؤشر على انها ستكون مدمرة على كيان الاحتلال وكلما امتدت الحرب كلما كانت نتائجه أخطر وأوسع ولو بنفس الوتيرة الحالية فإنها ستؤدى إلى نفس النتائج.