رغم كل التحذيرات الدولية والاقليمية يصر رئيس الوزراء الاسرائيلى بنيامين نتنياهو على ارتكاب مذبحة جديدة فى رفح الفلسطينية، حيث يحث قواته على الاستعداد لاقتحامها ما يفتح أزمة إنسانية جديدة فى غزة.
الحكومة الاسرائيلية التى فشلت فى تحقيق أى من أهدافها المعلنة فى حربها على غزة وهى القضاء على حماس واعتقال قادتها واطلاق سراح الرهائن الاسرائيليين، لن تتردد فى فعل أى شيء لحفظ ماء وجهها حتى لو كان على حساب المدنيين. فعلى الفلسطينيين والعرب جميعا توخى الحذر فى هذه الفترة حيث سيدفع الفشل المتكرر لنتنياهو وحكومته من المتعصبين على ارتكاب أى حماقة قد تدفع المنطقة بأكملها إلى الحرب فى ظل عدم وجود رادع دولى يمنعه من تنفيذ تهديداته اليومية.
وأكدت مصر وحذرت مرارا من أى اجتياح لرفح مشددة على ان معبر رفح لم يغلق منذ بداية الازمة وانها تواصل جهودها لانفاذ المساعدات الانسانية للفلسطينيين، لكن اسرائيل تواصل تصريحاتها الاستفزازية وهو ما دعا الخارجية المصرية، للرد على تصريحات وزير المالية الإسرائيلى بتسلئيل سموتريتش، وذكر السفير أحمد أبو زيد المُتحدث باسم الخارجية المصرية، أنه من المؤسف والمشين أن يستمر وزير المالية الإسرائيلي، فى إطلاق تصريحات غير مسئولة وتحريضية، ولا تكشف إلا عن نهم للقتل والتدمير، وتخريب لأى محاولة لاحتواء الأزمة فى قطاع غزة. واعتبر أن مثل تلك التصريحات غير مقبولة جملة وتفصيلًا، حيث تسيطر مصر بشكل كامل على أراضيها، ولا تسمح لأى طرف بأن يقحم اسم مصر فى أى محاولة فاشلة لتبرير قصور أدائه.
ومنذ اللحظة الأولى للاشتباكات الإسرائيلية مع الفصائل الفلسطينية، أدارت الدولة المصرية الموقف بمزيج من الحسم فى القرار والمرونة فى التحرك والمتابعة الدقيقة لمجريات الأمور، وتحديث المعلومات بشكل دائم، والتواصل المستمر مع كافة الأطراف الفاعلة وتشكلت خلية إدارة الأزمة من جميع مؤسسات الدولة المعنية، لإيقاف آلة الحرب والقمع الإسرائيلية.
وقد أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي، فى أكثر من تصريح أن تهجير الفلسطينيين بالنسبة لمصر خط أحمر ولن نسمح به، مضيفًا: «نكرر رفضنا لتهجير الفلسطينيين إلى مصر أو الأردن «.
لكن بالرغم من كل التحذيرات الدولية، يُصر نتنياهو رئيس حكومة الحرب الإسرائيلية على القيام بمقامرة كبرى بالهجوم على رفح الفلسطينية ضد اناس عزل هربوا من جحيم النيران الاسرائيلية طيلة الشهور الماضية بحثا عن النجاة بحياتهم، وهم الآن ليس لهم مكان آخر يحتمون فيه من مذابح نتنياهو، فيحدهم البحر من الغرب، وإسرائيل من الشرق، ومصر من الجنوب.
ان العملية الإسرائيلية التى يلوح بها نتنياهو فى رفح تثبت صحة وجهة نظر القيادة المصرية التى كشفت منذ بداية الحرب على غزة النوايا الاسرائيلية فى تهجير سكانها، ووجود خطة إسرائيلية لإجبار أهل غزة على الهروب إلى سيناء.
وقد أعربت مصر عن رفضها القاطع لهذه الخطة منذ اليوم الأول للهجوم الحالى على غزة، ووضعت خطوطا حمراء لذلك وأكدت انه لا مجال للحديث فى هذه الازمة عن الاراضى المصرية وانها خارج اى تسويات.
على الجميع ان يعرف جيدا ان «الأرض مرادف للشرف فى مصر وخسارة «الأرض» تساوى خسارة الشرف والحياة فى هذا البلد. الجميع فى مصر مستعدون للموت قبل أن يأخذ الآخرون حبة رمل من بلادهم.