ضمن برنامج صندوق التنمية الثقافية الفني و الثقافي لجمهوره خلال شهر رمضان الكريم، وفي إطار رؤيته لتقديم الشعر العربي بأساليب إبداعية جديدة، يستضيف بيت الشعر العربي (مركز إبداع الست وسيلة) خلف الجامع الأزهر فرقة “الورشة” المسرحية تحت اشراف المخرج الكبير حسن الجريتلي، في العرض الجديد “أهو جه يا ولاد” وذلك الليلة في تمام الساعة 9:00 مساءً.
يمثل العرض تجربة استثنائية في تقديم الشعر العربي، حيث يمزج بين الأداء المسرحي والأسلوب الشعري، ليعيد صياغة العلاقة بين النص والجمهور، وتأتي هذه التجربة استكمالًا لنهج فرقة الورشة، التي أسسها “الجريتلي” عام 1987، في استكشاف أساليب مسرحية جديدة، بدأت بتمصير نصوص عالمية لكتاب بارزين مثل بيتر هاندكه، داريو فو، هارولد بنتر، وفرانتس كافكا، قبل أن تتجه نحو استلهام فنون العرض التراثية المصرية والتجارب المسرحية الشعبية.
قدمت الفرقة على مدار تاريخها أعمالًا مسرحية متنوعة، من بينها “غزير الليل”، “غزل الأعمار”، “حلاوة الدنيا!” و”ليالي الورشة”، كما قدمت رؤى معاصرة لنصوص المسرح المصري، مثل “رصاصة في القلب” لتوفيق الحكيم، وأوبريت “أيام العز” لبديع خيري وداود حسني، فضلًا عن عروض مستوحاة من أشعار بيرم التونسي وألحان زكريا أحمد.
محجوب: تجربة مختلفة تسعى لصياغة تلقى الشعر خارج قوالبه التقليدية
ومن جانبه صرح الشاعر سامح محجوب، مدير بيت الشعر العربي أن البيت يسعى إلى تقديم تجربة مختلفة تعيد صياغة تلقي الشعر العربي خارج القوالب التقليدية، وتفتح المجال أمام الجمهور لاكتشاف جمالياته في أشكال أدائية جديدة موضحا أن التعاون مع فرقة الورشة يأتي في هذا السياق، حيث يقدم العرض تجربة مسرحية مبتكرة تجعل الشعر أكثر حضورًا وتأثيرًا، في تمازج حي بين الكلمة والإيقاع والأداء.”
جدير بالذكر أن فرقة الورشة تُعد من الفرق المسرحية الرائدة في التجريب المسرحي، وقد شاركت في مهرجانات دولية مرموقة، أبرزها مهرجان أڤينيون بفرنسا عام 2014، وكانت أول فرقة مصرية تمثل المسرح المستقل في هذا المحفل العالمي، إلى جانب إنتاجها المسرحي، تعمل الفرقة على تدريب أجيال جديدة من الفنانين، وتعزز دور المسرح في مجالات التنمية والتعليم، بالتعاون مع مؤسسات ثقافية ومجتمعية محلية وعربية. يُشكل عرض “أهو جه يا ولاد” دعوة مفتوحة لعشاق الشعر والمسرح لاختبار تجربة فنية غير تقليدية، تعيد إحياء التراث الشعري برؤية معاصرة، وتجعل الكلمة المنطوقة فضاءً حيويًا للتفاعل الفني والثقافي