من حق إسرائيل وإعلامها وسياسييها أن يتساءلوا عن سبب الإصرار المصرى على امتلاك جيش بهذه القوة والقدرات الكبيرة وسواء وصفوا ذلك بجنون التسليح أو اعتبروه خطراً عليهم أو حتى حاولوا تشويه الجيش المصرى عبر الأكاذيب فهم أحرار يفعلون ويسألون ويقولون ما يريدون.
لكن في المقابل من حقنا نحن بل واجبنا أن نفتخر بجيشنا الذي يسبب لهم كل هذا القلق والرعب ويجبرهم على طرح أسئلة كلها تؤكد أنهم غير مطمئنين ومتخوفين من أي مواجهة معه.
يقينا لو كان الجيش المصرى عادياً في قدراته وتسليحه ما تساءل الإسرائيليون وما أثاروا كل هذا النقاش، ولو كانوا يعلمون أنهم قادرون على الاقتراب من مصر وأرضها وأمنها القومي كما فعلوا في مناطق أخرى ما اهتموا أصلًا بالتساؤل عن قوة الجيش المصري.
كلنا نعلم أن إسرائيل لا تعمل بمفردها ولا تضرب بقوتها بل لديها دعم غير محدود من الولايات المتحدة الأمريكية التي فتحت لها خزائن أسلحتها وقدمت لها كل المساندة مع دول أوروبية أخري.
وكلنا نعلم أيضاً أن إسرائيل لم ولن تنسى سيناء ولم تتنازل عن الرغبة في دخولها والسيطرة عليها ولم تسقط من عقيدتها فكرة من «النيل إلى الفرات».. ولكن إسرائيل نفسها تعلم أن كل هذا سيظل في إطار الأوهام طالما ظل الجيش المصرى موجوداً بقوته وعقيدته القتالية الراسخة وقدراته الرادعة، فجيش مصر هو الذي يفرض على إسرائيل أن تؤجل احلامها وأن تتنازل مجبرة عن بعض مخططاتها حتى ولو كانت مدعومة أمريكيا.
وهذا نفسه يجلعنا نتباهي بجيشنا الوطنى الذى وهبه الله لمصر ليحميها ويدافع عن أمنها القومي ومقدرات شعبها وفى الوقت نفسه أن ندرك أن كل ما تم اتخاذه من إجراءات وخطوات لتطوير قدرات هذا الجيش وتسليحه بأحدث الأسلحة عالميا لم يكن رفاهية ولا إهدارا لأموال الدولة كما تحاول ميليشيات الجماعة الإرهابية ترويجه بهدف الفتنة والتحريض ضد الدولة، وإنما كان تطوير قدرات الجيش ضرورة يفرضها التحدى الذي تواجهه الدولة والخطر الواقف على حدودنا… كان قرار تطوير قدرات الجيش ناتجا عن رؤية عبقرية وقراءة استباقية من القيادة السياسية لما يجرى في الإقليم والأطماع الإسرائيلية ورغبة في أن تظل مصر عصية على كل المخططات..
ولهذا عندما تطرح إحدى القنوات التابعة لهيئة البث الإسرائيلية سؤالاً عن مدى قدرة جيش دولة الاحتلال واستعداده لسيناريو الحرب مع مصر في ظل قوة الجيش المصرى الذي تحذر من تعاظم قوته، فهذا يؤكد أن الرعب في تل أبيب واقع وليس وهما لأنهم يتابعون عن كثب كل ما يحدث للجيش المصرى وامتلاكه كل مصادر القوة ليكون قوة بحرية عبر تدعيم قدرات أسطوله البحرى وكذلك قوة جوية حاسمة عبر امتلاك أحدث الطائرات متعددة المهام بجانب امتلاكها منصات اطلاق صواريخ.
وطالما ظلت قوة الجيش وجاهزيته سيظل مرعبا لهم ويجبرهم على تأجيل بل تجميد كل أحلامهم ومخططاتهم.. ولهذا فعلينا أن نظل متمسكين بدعم قدرات جيشنا ومساندة كل خطوات تطويره والوقوف خلف القيادة السياسية التي تدرك تماما حجم المخاطر التي تهدد الدولة المصرية وتعمل بشكل دائم على امتلاك كل عناصر القوة الشاملة والرادعة لأى مصدر تهديد للأمن القومى المصري.
علينا أن نتوقف عن الالتفات إلى ما يروج لنا من شائعات وما يحيط بنا من أكاذيب وأن نكون على ثقة بدولتنا وأن ما تم خلال السنوات العشر الماضية هو السبب في أننا نقف الآن على أرض صلبة وقادرون على الصمود في محيط مضطرب وكله صراعات ودمار، علينا أن نعلم ان الاستهداف للدولة المصرية لم ولن يتوقف.. ولذلك لابد ألا نتوقف عن التطوير المستمر لقدراتنا الاقتصادية والعسكرية حتى لا نتراجع.
مرة أخري.. عندما يكون السؤال في تل أبيب عن قوة الجيش المصرى ومدى استعداد إسرائيل لخوض حرب ضدنا.. فهذه رسالة بأن ما تحقق كان ضروريا وعلينا أن نستمر.. فكلما امتلكنا القوة استطعنا أن نحمى بلدنا ومقدراتنا.. وهذ ما لا يرضى أعداء مصر.