خريجى التعليم الفنى .. القوة المحركة لعجلة الإنتاج وصاروخ الانطلاق نحو صناعة المستقبل
كتبت الأسبوع الماضى عن الضرورة القصوى لفتح ملف التعليم الفنى والتكنولوجى الآن وليس غدا لإحداث طفرة فى سوق العمل والدخول بقوة فى عالم المنافسة فى الداخل والخارج وستكون البداية مع خريجى التعليم الفنى باعتبارهم القوة المحركة لعجلة الإنتاج وصاروخ الانطلاق نحو صناعة المستقبل الذى يعتمد على العرق والجهد والعلم والتكنولوجيا..علينا ان يكون حلمنا ان نصل بمستوى خريجى المدارس والمعاهد الفنية عندنا إلى نظيرتها فى كوريا واليابان والصين وأوروبا.
البداية بتوقيع وزارتى التعليم والتعليم العالى لبروتوكولات تعاون حقيقية مع كل المصانع والمنشآت الصناعية والتكنولوجية والإنتاجية وشركات المقاولات وغيرها، حكومية خاصة واستثمارية لضم المدارس والمعاهد الفنية وكليات الهندسة والتكنولوجيا والزراعة والعلوم والذكاء الاصطناعي. لهذه المعاقل الصناعية من الناحية الفنية باعتبارها مصدراً للعمالة والتدريب، يعنى ما تنفقه المنشآت الصناعية لن يضيع سدى فى التدريب على أحدث المعدات لديها وتأهيلهم بالشكل الذى يحتاجه سوق العمل.
علينا توجيه جزء من نشاط المراكز البحثية لبحث وحل كافة المشاكل الفنية وخلق حلول ابتكارية لمشاكل الإنتاج وتطوير الأداء، تخيلوا مثلاً أن شركات الأدوية اتفقت مع كليات الصيدلة والطب والعلوم على ابتكار وإنتاج أدوية جديدة أو تخليق مستحضرات جديدة، مع تشغيل طلاب المدارس الفنية بعد تدريبهم على خطوط إنتاج وتغليف جديدة.
تخيلوا معى أن طلبة الأقسام الفنية فى المدارس والمعاهد الصناعية قد تدربوا على أحدث التكنولوجيا فى شركات الغزل، وأقسام النسيج والطباعة فى كليات الفنون التطبيقية ابتكروا أشكالا طباعية جديدة ونوعيات أقمشة معينة وصباغة طبيعية، وكليات الهندسة والذكاء الاصطناعى تدخلوا لحل المشاكل التقنية واضافة ابتكارات لماكينات الغزل والنسيج والأمر كذلك فى مصانع الأجهزة الكهربائية والأثاث والأدوية والإنشاءات ومصانع الحديد والصلب.
لنعقد اتفاقيات مع كيانات التدريب الكبرى فى العالم لإقامة فروع لها فى مصر وبمنح من المؤسسات الدولية ومساهمات من الدول الصديقة مثل روسيا واليابان وألمانيا وكوريا والصين لنستقبل فيها الملايين من خريجى الجامعات من مختلف التخصصات للتدريب التحويلى لتخصصات يحتاجها سوق العمل والتقدم داخل مصر وخارجها.
تخيلوا معى حجم الإنجاز والمكاسب حين تكون لدينا ملايين الأيدى العاملة الماهرة مع الذكاء المصرى المعهود والذكاء الاصطناعى المكتسب، بهم وبلا أدنى شك نستطيع أن نحول مصر إلى أكبر قلعة صناعية فى المنطقة، سواء لمشروعات الدولة أو القطاع الخاص أو الاستثماري، لأننا باختصار نملك أكبر ثروة لا تنضب أبدا أقصد الإنسان المصري.
تخيلوا معى ونحن نمتلك كل هذه الثروة وكيف نوجه بعضها لإقامة شركات مصرية تقوم بالمنافسة فى السوق العربى أو الأفريقى لتكون أكبر مصدر للدخل القومى لنا، وأكبر داعم لتقدم هذه الدول انطلاقاً من دور مصر الحضارى الذى يساعد على التقدم كبديل عن قوى الشر التى تريد الظلام للجميع.
تخيلوا معى ونحن ننافس بالمهارة والعلم وليس بالكتف والفتونة والبلطجة أو الفهلوة فى أسواق العمل داخل وخارج مصر، ويكون هدفنا الاكتفاء المحلى بأسرع ما يمكن للانطلاق للهدف الأكبر وهو التصدير. تعالوا نخلق لنا هدفاً كبيراً نلتف حوله جميعاً ولا يوجد أكبر من مصر كهدف نلتف حوله، لنليق بها الآن مثلما فعل الأجداد بالأمس فى أكبر حضارة عرفتها البشرية وقبل ميلاد التاريخ نفسه!!