دعونا فى البداية نؤكد أن الاغتيال أيا كانت دوافعه عمل جبان يلجأ إليه عادة العاجز عن تغيير الوضع على الأرض هذا هو ما تفعله إسرائيل وهذا هو ما اعتادت عليه تلجأ إلى سياسة الإغتيالات لتغطية فشلها حين تعجز عن تحقيق أى نصر وحتى تشعر بتفوقها العسكرى الزائف.. عشرة أشهر مرت على حربها الهمجية فى قطاع غزة دون أن تحقق أى هدف.. نعم دمرت القطاع وقتلت وأصابت أكثر من مائة ألف فلسطينى لكنها فشلت فى القضاء على حركة حماس كما فشلت فى تحرير أسراها المحتجزين فى القطاع.. وأمام هذا الفشل وضعت قيادات حركة حماس على رأس قائمة الإغتيالات ولذا لم يكن مفاجئا اغتيالها إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسى لحركة حماس.. هى ليست فى حاجة لإعلان مسئوليتها عن هذا الاغتيال كما أننا لسنا فى حاجة لهذا الاعتراف.
تخطئ إسرائيل إذا توهمت أن اغتيال إسماعيل هنية أو غيره نصر حققته أو عمل بطولى أقدمت عليه.. اغتيال هنية ليس إغتيال للقضية.. وتخطئ إسرائيل أكثر إذا اعتقدت أن هذه الاغتيالات سوف تجلب لها الأمن والأمان فالقضية الفلسطينية سوف تستمر لأنها قضية شعب وليست قضية أشخاص والتاريخ يؤكد ذلك فالقضية لم ولن تموت رغم تاريخ إسرائيل الحافل باغتيال العديد من القيادات الفلسطينية لكن يبدو أن تل أبيب لاتريد أن تتعلم من دروس الماضى وأن تدرك أن سياسة الاغتيالات التى تمارسها والمذابح التى ترتكبها لن توفر لها الأمن والاستقرار بل تزيد الأمور تعقيدا وتصعيدا وهو ماحدث بالفعل عقب اغتيال هنية فى طهران وفؤاد شكر أحد قادة حزب الله فى ضاحية بيروت الجنوبية حيث أصبحت منطقة الشرق الأوسط على حافة الهاوية بعد أن توعد الزعيم الإيرانى على خامنئى بضرب إسرائيل ردا على اغتيال هنية على الأراضى الإيرانية وهو مايعد انتهاكا لسيادتها كما توعدت كتائب القسام بالانتقام أما حسن نصرالله أمين عام حزب الله أعلن بدوره أن القرار الأن أصبح فى يد الميدان ونبحث عن رد حقيقى ومدروس جدا وليس عن رد شكلى وهو مايعنى أن منطقة الشرق الأوسط مقبلة على تصعيد خطير. ينذر بحرب إقليمية شاملة.
وسط كل هذا التصعيد وهذا الوعيد هل تتحقق نبوءة المنجم الهندى كوشال كومار الذى يطلقون عليه «نوستراداموس الجديد» الذى أعلن أنه لم يتبق سوى أيام قليلة لاندلاع الحرب العالمية الثالثة وأنه من المتوقع أن تؤدى وتيرة الأحداث فى النقاط الساخنة حول العالم بما فى ذلك إسرائيل إلى اندلاع حرب واسعة النطاق.. وأشار كومار إلى أن الصراعات الدولية المستمرة والمتصاعدة عبر العالم مجرد علامات على النزاعات العالمية المحتملة فى المستقبل القريب ..وكان كومار قد تنبأ من قبل بوفاة الرئيس الإيرانى إبراهيم رئيسى وهو ما تحقق بالفعل وكان قد تنبأ بوقوع حرب عالمية ثالثة فى يوم 18 يونيو الماضى لكن نبوءته لم تتحقق فهل تصدق هذه المرة وتندلع الحرب العالمية الثالثة ويكون ميدانها منطقة الشرق الأوسط؟.. هذا ما لا نتمناه وهذا ما حذرت منه مصر مرارا وتكراراً من توسيع دائرة الصراع ومن التصعيد الذى تتسبب فيه إسرائيل بأفعالها غير المسئولة.