.. وتتوالى الصفعات واللطمات القوية على وجه الاحتلال الاسرائيلى الغاشم من كل الاتجاهات.. حتى أصدقاء اسرائيل القدامى تخلوا عنها وانحازوا للقانون الدولى بعد تفاقم العدوان الاسرائيلى على المدنيين فى غزة وارتكاب جرائم حرب بشعة وغير مسبوقة.. لم يكد نتنياهو وحلفاؤه فى تل ابيب يفيقوا من صدمات قرارات المحكمة الجنائية الدولية والتى هددت بإصدار مذكرات اعتقال لزعيم العصابة نتنياهو ومساعده الاول مجرم الحرب جالانت.. إلا وجاءت لطمة قوية باطشة وصادمة ومرعبة من الاصدقاء فى اوروبا.. اسبانيا وايرلندا والنرويج يقررون فى وقت واحد الاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة ويطالبون بضرورة وقف النار فوراً فى غزة ويؤكدون فى نفس الوقت ان نتنياهو وحكومته قد تجاوزوا كل الخطوط الحمراء وارتكبوا جرائم حرب وابادة وتجويع وحصار لم يشهد لها التاريخ الحديث مثيلاً.
نتنياهو قابل قرار الجنائية الدولية بمنتهى البرود والصلف وقال إنه لا يشعر بأى قلق من قرار الجنائية الدولية وتهديدها باعتقاله.. وقال إن المدعى العام بالمحكمة هو من يجب عليه ان يقلق من مغبة قراراته واجراءاته فى اشارة تهديد سافرة وسافلة من جانبه انتقاماً من المواقف العادلة للمحكمة الدولية وانتصارها للحق والعدل والقانون.
وبنفس البرود والصلف رد نتنياهو على حلفاء الامس فى اسبانيا وايرلندا والنرويج وقال إن قرارهم بالاعتراف بالدولة الفلسطينية هو مكافأة للإرهاب ومعاداة لاسرائيل.. وعندما هدد وزير الخارجية النرويجى باعتقال نتنياهو إذا فكر فى زيارة بلاده فى حالة صدور مذكرة باعتقاله.. سارع مجرم الحرب فى تل ابيب بأن النرويج باتت من اشد اعداء السامية!!
قرار ثلاث دول اوروبية بالاعتراف بالدولة الفلسطينية تاريخى وغير مسبوق ويضع باقى دول الاتحاد الاوروبى فى مأزق خطير خاصة انجلترا وفرنسا والمانيا الاكثر دعماً وتأييداً لاسرائيل وظهرت دعوات شعبية وسياسية وحزبية فى تلك الدول تطالب باتخاذ خطوات مماثلة والاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة.. بل ظهرت دعوات كثيرة فى الولايات المتحدة تطالب إدارة بايدن باتخاذ خطوة مماثلة قبل رحيله عن البيت الابيض واعطاء الشعب الفلسطينى حقه فى تقرير مصيره والتوقف عن الانحياز الاعمى لاسرائيل التى قتلت آلاف الاطفال والنساء وفرضت حصاراً قاتلاً على الملايين الذين اضطروا للنزوح خوفاً من القتل والدمار والهلاك، قرار الجنائية الدولية حرك المياه الراكدة وارتقى بسقف التطلعات لدرجة ان البعض يتوقع صدور قرار قريباً بوقف اطلاق النار فى غزة وهو قرار ملزم ولابد لاسرائيل ان تنصاع إليه رغم انفها وبذلك تكون المحكمة الدولية قد فعلت ما عجز عنه مجلس الامن الدولى تحت ضغط الفيتو الامريكي.. كل هذه التطورات تؤكد هزيمة اسرائيل فى حربها اللا إنسانية ضد الشعب الفلسطينى فى غزة وانتصار المقاومة الباسلة التى مازالت تكبد جيش الاحتلال خسائر فادحة وتسقط مزيداً من الجنود والضباط الاسرائيليين بين قتلى وجرحى ما يؤكد استمرار فصائل المقاومة فى آداء دورها البطولى الوطنى فى الدفاع عن الارض والعرض والحق الفلسطيني.. إذن نتنياهو يكذب ويدعى عندما زعم ان حماس قد انتهت ولم تعد قادرة على الاستمرار فى الحرب ضد جيشه المحتل.. ها هى حماس تواصل توجيه ضربات موجعة لجنود نتنياهو فى غزة رغم الفوارق الرهيبة فى الافراد والمعدات والاسلحة.. يحدث ذلك ومازالت امريكا تقدم دعمها اللامحدود لجيش الاحتلال على عكس ادعاءات بايدن الزائفة بالتوقف عن تزويد اسرائيل بالسلاح.
اسرائيل نفسها أقرت بالهزيمة ولذلك ابلغت الوسطاء الدوليين برغبتها فى التفاوض من جديد وصولاً إلى هدنة يتم خلالها الافراج عن رهائنها المحتجزين لدى فصائل المقاومة مقابل اطلاق سراح مئات الاسرى الفلسطينيين فى السجون الاسرائيلية.. وهنا يأتى دور مصر من جديد كوسيط امين وقوى ومحل ثقة جميع الاطراف.. يأتى دور مصر لتقريب وجهات النظر بين الاسرائيليين والفلسطينيين للتوصل إلى هدنة انسانية عاجلة تفتح الطريق أمام وقف فورى لاطلاق النار فى غزة وادخال المساعدات الانسانية العاجلة لاغاثة الأشقاء فى غزة.. نتمنى ان تصل المفاوضات هذه المرة إلى اقرار هدنة انسانية سريعاً لوقف نزيف الدم المتواصل وتوفير حياة كريمة للاشقاء فى غزة خصوصاً بعد صدور الحكم التاريخى لمحكمة العدل الدولية الذى يلزم اسرئيل بوقف عدوانها الوحشى فى غزة.