تصاعدت حدة المواجهات بين الشرطة الأمريكية والطلاب المتظاهرين فى الجامعات رفضا للحرب الإسرائيلية مع غزة حيث نفذت الشرطة اعتقالات جديدة فى إطار حملة لقمع الاحتجاجات المستمرة فى كثير من الجامعات وبالتزامن انضمت جامعات أكثر فى أوروبا لمظاهرات الطلبة.
فى جامعة كاليفورنيا سان دييجو، فضت الشرطة مخيم احتجاج مؤيداً للفلسطينيين واعتقلت 64 شخصًا بينهم أعضاء فى هيئة التدريس ومراقبون قانونيون وصحفيون و40 طالبًا، بتهمة التجمع المخالف لحظر التجول والتآمر لارتكاب سطو.
فى نيويورك، أغلق الطلبة المحتجون أحد أكبر شوارع المدينة بعد مظاهرة بدأوها فى جامعة هانتر الأهلية تضامنًا مع غزة. وسار المحتجون فى شوارع المدينة ما اضطر السلطات إلى الدفع بمئات من رجال الشرطة لتفريقهم واعتقال عدد منهم.
وفى جامعة ماساشوستس للتكنولوجيا، حطّم الطلاب المحتجون حاجزًا أقامته الإدارة فى ساحة الاعتصام ودخلوها من جديد رغم انتهاء مهلة حددتها لهم الإدارة لفض الاعتصام.
ورفع المتظاهرون لافتات طالبوا فيها بوقف برامج التعاون بين جامعتهم وجيش الاحتلال. وكانت قوات الأمن قد عززت وجودها لفض الاعتصام بالقوة، فى حين أنذرت رئيسة الجامعة الطلاب المعتصمين بالفصل النهائى والاعتقال فى حال رفض أوامر فض الاعتصام وإخلاء الساحة.
فى غضون ذلك، ألغت جامعة كولومبيا حفل تخرج كان مقررًا فى 15 مايو الجاري، وقررت تنظيم فعاليات أصغر بدلا من ذلك. وقالت الجامعة فى بيان إنها قررت قصر أنشطة التخرج على تكريم الطلاب فرادي.
وفى السياق، أعلن 13 قاضيًا فيدراليًا أمريكيًا عينهم الرئيس السابق دونالد ترامب رفضهم تعيين طلاب من كلية الحقوق أو الطلاب الجامعيين بجامعة كولومبيا، متهمين إدارة الجامعة بالتساهل مع المظاهرات التى قالوا إنها تنشر التعصب ومعاداة السامية.
ويعين القضاة الاتحاديون خريجى كلية الحقوق سنويًا للتدريب العملى لمدة عام، وهو ما قد يؤهلهم لوظائف مرموقة عالية الرواتب.
من جانبه، قال رئيس جامعة هارفارد بولاية ماساشوستس إنه سيحيل جميع الطلاب والعاملين المشاركين فى الاعتصام الاحتجاجى إلى إجازة إجبارية.
كما قررت جامعة إيمورى فى مدينة أتلنتا بولاية جورجيا تغيير مكان حفل التخرج وإلغاء العديد من الفعاليات فى ظل استمرار الاحتجاجات الرافضة للحرب على غزة.
وللسيطرة على الاحتجاجات، اعتمدت الجامعات الأمريكية أساليب مختلفة منها إلغاء حفلات التخرج أو نقلها لأماكن أخري، ومنع أعداد من الطلاب المحتجين من اجتياز الامتحانات، والتهديد بطردهم واعتقالهم.
وفى أوروبا، انضمت جامعات جديدة إلى الحراك الطلابى الذى تشهده عدة دول رفضًا لحرب إسرائيل على غزة.
ففى بريطانيا، بدأ طلبة جامعة كامبريدج اعتصامًا للضغط على رئاسة الجامعة لوقف تعاملها مع مؤسسات وشركات وصفوها بالمتواطئة منذ عقود مع الاحتلال الإسرائيلي.
كما بدأ ائتلاف من طلاب جامعة أوكسفورد البريطانية وأعضاء هيئة التدريس والعاملين فيها اعتصامًا فى حرم الجامعة مطالبين إدارتها بسحب استثماراتها من شركات يعتبرونها متواطئة فى جرائم حرب إسرائيلية، كما دعوا إلى إنهاء الشراكات الأكاديمية مع إسرائيل.
كما أعلن طلاب محتجون فى جامعة أدنبره بأسكتلندا إضرابًا عن الطعام بهدف الضغط على إدارة جامعتهم لتحقيق مطالبهم وأهمها قطع العلاقات مع إسرائيل.
وفى هولندا، أقام الطلاب بجامعة أمستردام -التى تعد من أبرز جامعات البحوث فى أوروبا- مخيمًا فى الحرم للتضامن مع الفلسطينيين فى غزة، بيد أن الشرطة أنهت الاعتصام مبكرًا واعتقلت نحو 125 من المشاركين فيه. وطالب المعتصمون بقطع العلاقات الأكاديمية والبحثية مع إسرائيل ووقف التعاون التجارى للجامعة مع شركاتها.
وفى إسبانيا، انتشرت مظاهرات تضامنية مع فلسطين بمختلف الجامعات فى أقاليم باسك وناباره وأراجون والأندلس وكتالونيا. وأعلن طلاب جامعة باسك وناباره أن الاحتجاجات ستستمر إلى أجل غير مسمى بإقامة مخيمات كما حدث فى بالينثيا.
وفى فرنسا، نظم طلاب من معهد العلوم السياسية (سيونس بو) فى باريس أمس وقفة احتجاجية سلمية فى شارع سان چيوم أمام مقر المؤسسة، قبل أن تتدخل عناصر الشرطة وتطلب منهم المغادرة، فيما اعتقلت طالبين اثنين وكبلت أيديهما.
وفى بلجيكا، بدأ طلاب فى جامعة غينت غرب البلاد اعتصامًا فى حرم المؤسسة للمطالبة بقطع العلاقات مع المؤسسات والمعاهد الاسرائيلية، وذلك بعد رفض الإدارة طلبًا قدموه الأسبوع الماضي، وقال المنظمون إن الاعتصام سيستمر حتى تلبية مطالبهم.
وخارج أوروبا، تظاهر الآلاف من طلبة جامعات بنجلاديش فى العاصمة دكا تنديدًا بالعدوان الإسرائيلى على قطاع غزة، وأعربوا عن تضامنهم مع مظاهرات الطلاب فى الولايات المتحدة وأوروبا.