دخلت حرب الإبادة التى تشنها اسرائيل ضد المدنيين فى غزة شهرها الثامن ومازال العالم يتفرج أكثر من 35 ألف شهيد ونحو 80 ألف جريح فضلا عن أكثر من مليون ونصف مليون نازح.. ومازال جيش الاحتلال بقيادة مجرم الحرب نتنياهو يواصل حملته الشيطانية لقتل أطفال ونساء وشيوخ غزة.. بل ويستعد لاجتياح مدينة رفح الفلسطينية حتى تكتمل فصول الابادة الجماعية فى أبشع صورها على مدار تاريخ الإنسانية.. ولو ارتكب نتنياهو هذه الحماقة واجتاح رفح على ظهر دباباته ومدرعاته تحمية الطائرات فى الجو والسفن فى البحر ويتواصل القصف الجنونى للمنازل والمساجد والمستشفيات والكنائس.. سيخلف وراءه مجازر انسانية غير مسبوقة فى تاريخ البشرية.. مصر لا تتوقف أبداً عن بذل قصارى جهودها لتهدئة الأوضاع ووقف اطلاق النار محذرة من أى عمليات غير مدروسة لاجتياح رفح الفلسطينية.. وتواصل مصر اتصالاتها المكثفة مع كل شركائها الدوليين والعرب للتوصل لاتفاق سلام يضع نهاية سريعة لتلك المجزرة البربرية البشعة وحتى لا يتهور نتنياهو ويتخذ قراره الكارثى باجتياح رفح.. ورغم صمت العالم المخزى إلا ان قادة العالم وفى المقدمة الرئيس الأمريكى وزعماء أوروبا يدركون خطورة الموقف والتوابع الكارثية لأى عمليات توغل برية موسعة لجيش الاحتلال الاسرائيلى فى رفح.. ولعل قرار الرئيس الأمريكى جو بايدن بتعليق تصدير شحنات السلاح لإسرائيل دليلاً على خطورة الأوضاع ومخاوف أمريكا نفسها وهى أكبر داعمة للمدرعات والدبابات الاسرائيلية وهى تحصد آلاف الأبرياء يوميا فى غزة منذ ٨ أشهر.. صحيح ان القرار الأمريكى الأخير يقتصر فقط على القنابل الثقيلة التى تتراوح أوزانها بين 200-950 كيلو جرام وعددها تقريبا 3500 قنبلة جاهزة للشحن إلى غزة إلا انه رسالة تحذير قوية من البيت الأبيض لعصابة تل أبيب الدموية فربما تردعها عن قرار اجتياح برى واسع فى رفح.. فهل اهتز نتنياهو أو راجع مواقفه الدموية وقرر التوقف عن حرب التصعيد التى يمارسها ضد الجميع.. على العكس تماما.. ظهر نتنياهو على الشاشات ليوجه رسالة قوة وصمود لشعبه المقهور المكلوم على أبنائه الأسرى فى قبضة حماس ومنظمات المقاومة الفلسطينية.. حاول نتنياهو أن يبدو وكأنه متماسك وثابت وصامد أمام القرار الأمريكى الذى انفجر كالقنبلة فى وجهه.. وقال زعيم العصابة الاسرائيلية انه سيواصل حربه وعدوانه وذكر بالحرف «سنقاتل وحدنا إذا اضطررنا.. سنحارب بأظافرنا وسوف ننتصر بما لدينا من روح معنوية»!! طبعا كلها كلمات حماسية لا تمت للواقع بصلة.. فلا نتنياهو يستطيع أن يحارب وحده.. ولا رجاله – الذين دخل كثير منهم مصحات نفسية هلعا وفزعا ورعبا من رجال المقاومة الشجعان البواسل – يقدرون على الحرب بأظافرهم!! وإلا.. فكيف يصطادهم رجال المقاومة وهم فى قلب دباباتهم ومدرعاتهم المحصنة كالعصافير؟!
بايدن وهو يوجه رسالته التحذيرية القوية لصديقه وحليفه الأكبر فى اسرائيل اعترف بأن القنابل الأمريكية التى زودت بها واشنطن اسرائيل تم استخدامها فى قتل المدنيين بفلسطين وتحديدا فى غزة وهو أول اعتراف أمريكى رسمى بالمشاركة فى جرائم الإبادة الجماعية التى ترتكبها اسرائيل ضد أهالى غزة الأبرياء منذ ٨ أشهر.. ورغم كل ذلك عاد بايدن ليؤكد ان اسرائيل حتى الآن لم تتجاوز بعد الخط الأحمر!! 35 ألف شهيد و80 ألف جريح ومئات الآلاف من النازحين وتدمير مدن وأحياء كاملة واسرائيل لم تتجاوز بعد الخط الأحمر!!
والسؤال إلى السيد بايدن راعى حقوق الانسان فى العالم الحر المعاصر: وما هو مطلوب حتى يصل نتنياهو للخط الأحمر؟ هل ننتظر حتى يبيد شعب غزة بأكمله.. هل ننتظر حتى يجتاح رفح بدباباته ومجنزراته ومدرعاته وصواريخه وقنابله وزوارقه ويملأ الأرض بدماء الأبرياء من الأطفال والنساء.. هل ننتظر حتى يبيد نتنياهو الشعب الفلسطينى بأكمله وبذلك يحقق هدفه فى قتل شعب وتصفية قضيته ومحو هويته من على وجه الأرض؟!
حتى وبايدن يتخذ أول قرار عادل منذ بدء الحرب.. يواصل انحيازه الأعمى وتأييده السافر للعصابة الصهيونية ويزعم انهم مازالوا فى حدود الأمان إلا انه ولم يتجاوزوا بعد الخط الأحمر.. والآن.. متى يستيقظ العالم.. متى يتخلى العالم عن صمته المروع.. متى يتدخل المجتمع الدولى لوقف حرب الابادة الجماعية الدائرة فى غزة منذ ثمانية أشهر.. أصوات طلاب الجامعات فى أمريكا وأوروبا متى تصل إلى مسامع قادة حكوماتهم وأحزابهم وبرلماناتهم للضغط على عصابة تل أبيب لوقف الحرب والدخول فى عملية سلام تقود إلى اتفاق سلام شامل وعادل فى الشرق الأوسط يقوم على مبدأ حل الدولتين؟