السفير منير زهران : تل أبيب متهمة بالقيام بارتكاب جرائم حرب وضد الإنسانية وإبادة جماعية
ثمِّن المجلس المصرى للشئون الخارجية بشدة إعلان مصر، اعتزامها التدخل رسمياً لدعم الدعوى التى رفعتها جنوب أفريقيا ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية، للنظر فى انتهاكات إسرائيل لالتزاماتها بموجب اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها فى قطاع غزة. أكد المجلس تأييده الكامل لهذا التحرك الحاسم من قِبَل الدولة المصرية، فى هذا الوقت الحرِج الذى تواجه فيه القضية الفلسطينية تحدياتٍ صعبة، وسط استمرار الاعتداءات الإسرائيلية المُنكَرَة والمتفاقمة ضد المدنيين الفلسطينيين فى قطاع غزة المُحاصَر، من استهدافٍ مباشر لهم وتدمير بنية القطاع التحتية ودفعهم للنزوح والتهجير القسرى خارج أرضهم، فى انتهاكٍ صارخ لكافة الأعراف والقوانين الإنسانية والدولية، بما فيها اتفاقية چنيف الرابعة لعام 1949 بشأن حماية الأشخاص المدنيين فى زمن الحرب، بجانب ما تُظهِره من استفزازات إسرائيلية لا مثيل لها، لاسيما إثر تبنِّى تل أبيب خيار مواصلة عدوانها واجتياح رفح، بحثاً عن انتصار وهمي، رغم موافقة حركة حماس على المقترحات الأخيرة لوقف إطلاق النار فى القطاع.
وجدّد المجلس تأكيده على أن هذه الاعتداءات الممنهجة أدت إلى أزمة إنسانية غير مسبوقة، فى قطاعٍ يعج بمثات الآلاف من المدنيين العُزَّل، أسفرت بدورها عن خلق ظروف غير قابلة للحياة فى قطاع غزة، واستشهاد أكثر من 35 ألف مدنياً، أغلبهم من النساء والأطفال. وقد عزَّز ذلك– من دون شك– انتهاكات إسرائيل السافرة لالتزاماتها فى القطاع، باعتبارها القوة القائمة بالاحتلال، وأثبت تقاعسها الفجّ عن اتخاذ التدابير المؤقتة الصادرة عن محكمة العدل الدولية فى 26 يناير و16 فبراير الماضيَيْن، التى تطالب بضمان نفاذ المساعدات الإنسانية والإغاثية على نحو كافٍ يلبى احتياجات الفلسطينيين فى قطاع غزة، وعدم اقتراف قوات الاحتلال لأى انتهاكات ضد الشعب الفلسطينى باعتباره شعب يتمتع بالحماية وفقاً لاتفاقية منع ومعاقبة جريمة الإبادة الجماعية، وأحكام القانون الدولى والقانون الإنسانى الدولي.
فى السياق عاليه، شدِّد المجلس على أن التحرك المصرى يأتى فى إطار دور مصر الرائد الداعم للقضية الفلسطينية، انطلاقاً من مسئوليتها التاريخية إزائها، ومن مصالحها العليا وأمنها القومي، وهو الدور الذى اضطلعت به الدولة المصرية بجدارة على مدى أكثر من 75 عاماً من الاحتلال الإسرائيلي، المدعوم من قوى غربية، على رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، التى وفَّرت الغطاء السياسى والعسكرى الدائم لإسرائيل لمواصلة جرائمها فى الأراضى المحتلة، والاستخفاف بأحكام ومبادئ القانون الدولى وميثاق الأمم المتحدة.
وجدد المجلس مطالبته للمجتمع الدولى بضرورة التحرك الفورى لوقف إطلاق النار فى قطاع غزة والعمليات العسكرية فى مدينة رفح الفلسطينية، وتوفير الحماية اللازمة للمدنيين الفلسطينيين. كما يدعو إلى تعزيز الجهود الدولية لدعم القضية الفلسطينية، على ضوء تأييد الجمعية العامة للأمم المتحدة، مؤخراً، وبغالبية كبري، حصول فلسطين على العضوية الكاملة فى الأمم المتحدة، والاعتراف فعلياً بدولة فلسطينية مستقلة على خطوط الرابع من يونيو 1967.
من جانبه قال السفير الدكتور منير زهران الرئيس الأسبق لوفد مصر الدائم فى الأمم المتحدة بچنيف, ان اعلان مصر اعتزامها التدخل رسمياً لدعم الدعوى التى رفعتها جنوب أفريقيا ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية وتاكيد على موقف مصر الثابت فى دعم القضية الفلسطينية ومواجهة الاجرام الاسرائيلى مضيفا ان مصر اتخذت هذا الموقف فعليا .
والقت المستشارة جاسمين موسى بيانا كان شاملا وكاملا فى فبراير الماضى امام محكمة العدل الدولية، مؤكدا على موقف مصر الثابت تجاه القضية الفلسطينية.
واضاف السفير زهران ان محكمة العدل الدولية طلبت من إسرائيل الالتزام بمنع الابادة الجماعية، وردت إسرائيل على هذا بانها ملتزمة، لكن من الناحية العملية.. غير ملتزمة بدليل المقابر الجماعية التى تم اكتشافها فى أكثر من مكان فى قطاع غزة بجوار المستشفيات والتى بلغ فيها اعداد كبيرة للغاية من الضحايا والذين تم دفنهم احياء او بعد قتلهم فى المقابر الجماعية وبالتالى فهى ابادة جماعية.
أوضح ان جنوب افريقيا طلبت من محكمة العدل الدولية ان تقوم بإجراءات من أجل وقف الانتهاكات الإسرائيلية وفى هذا الصدد تم اعلان مصر اعتزامها التدخل لدعم دعوى جنوب افريقيا التى رفعتها امام محكمة العدل الدولية، مشيرا الى ان كل هذه التصرفات الإسرائيلية تؤكد ان إسرائيل تقوم بالابادة الجماعية والمحرمة دوليا منذ اتفاقية الامم المتحدة الخاصة بالابادة الجماعية وتحريم القيام بها.
لفت الى انه يضاف الى هذا انها ليست إبادة جماعية فقط فهناك الجرائم التى نصت عليها معاهدة روما والتى انشأت المحكمة الجنائية الدولية وهى مثل القيام بجرائم حرب وجرائم ضد الانسانية، يضاف اليها جريمة الابادة الجماعية.
أشار إلى ان هناك محكمة العدل الدولية والمحكمة الجنائية الدولية، وفلسطين طرف فى معاهدة روما والتى انشأت المحكمة الجنائية الدولية، فإسرائيل متهمة بالقيام بارتكاب تلك الجرائم والتى تتمثل فى جرائم الحرب وجرائم ضد الانسانية بالاضافة الى جريمة الابادة الجماعية .
قال ان ما تقوم به إسرائيل ليست فقط ابادة جماعية ولكنها جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية فهناك ثلاثة أنواع من الجرائم انما فى البداية كانت خاصة بالابادة الجماعية والتى اصدرت محكمة العدل الدولية بناء عليها بيانها والتى لم تعيره إسرائيل أى انتباه لانها استكملت جرائمها والتى تتعلق بالإبادة الجماعية، بالاضافة الى ذلك الجرائم ضد الحرب وضد الانسانية وينطبق عليها الاحكام الخاصة بمعاهدة روما المنشأة للمحكمة الجنائية الدولية فهناك محكمتين هنا المحكمة الجنائية الدولية ومحكمة العدل الدولية.