شعبنا العظيم يدرك معنى وقيمة مصر العريقة جيدا ويمتلك قدرة عجيبة على استشعار الاخطار والتهديدات والتحديات التى تواجهها فنجده بشكل تلقائى يصطف إلى جانبها ويحتشد خلف قيادتها وتصبح مصر بكل مكوناتها منصهرة فى بوتقة واحدة تمتزج فيها كل مقومات القوة والقدرة القادرة على ردع اى محاولة للتهديد أو العدوان وترسل رسائل لكل من يهمه الامر ان مصر قادرة على تخطى الصعاب ومواجهة كافة التحديات وتجاوز كل الأزمات والاخطار.
فى القرن العشرين كانت التجليات الشعبية تخرج بعفوية كما شاهدنا فى ثورة 1919 وبعدها بعد ان قام جيشنا العظيم بثورة 23 يوليو انحاز اليها الشعب وخرج يؤيدها ويقف إلى جانب قادتها مؤازرا وداعما وعندما حاولت جماعة الإخوان الإرهابية اختطاف الثورة عام 1954 خرجت المظاهرات المؤيدة لموقف مجلس قيادة الثورة عندما قرر حل الجماعة واختار المسار الوطنى المنحاز للشعب وليس لجماعة تدثرت بشعارات دينية تتاجر وعندما تآمرت دول الاستعمار على مصر ورفضت تمويل مشروع السد العالى أمم جمال عبدالناصر قناة السويس فكانت مؤامرة العدوان الثلاثى جاهزة فتصدت له مصر باحتشاد الجيش وكتائب المقاومة والشعب وشكلت ملحمة صنعت النصر واجبرت الاستعمار على الرحيل بغير رجعة وعندما استيقنت الجماهير وتأكدت ان عدوان 5 يونيو ما هو إلا مؤامرة جديدة فى سلسلة المؤامرات التى تستهدف مصر ومشروعها الوطنى خرجت يومى 9 و10 يونيو ترفض الهزيمة وتتمسك بقائد مسيرتها الوطنية والقومية جمال عبدالناصر الذى اعلن تنحيه عن المسئولية وتمسك به الشعب واستطاع ان يعيد بناء القوات المسلحة ويخوض واحدة من اهم الحروب فى تاريخه وهى حرب الاستنزاف التى قادت بنجاح إلى نصر أكتوبر ورغم ما جرى بعد ذلك من تحولات وتغيرات إلا ان الشعب ظل ضميره الوطنى حيا ووعيه بمسئولياته فى التصدى لكل المؤامرات التى تستهدف الوطن يقظا وعميقا وتجلى فى احتشاد الملايين فى الشوارع والميادين رفضا لحكم الجماعة الإرهابية ومرشدها فى 30 يونيو 2013 وحفاظا على الوطن من الاختطاف وتمكين الجماعات الإرهابية من مقدراته ومفاصله وتوجت تضحيات الشعب الذى تحمل عنف الجماعة وتهديداتها بـ»حرق البلد» بانحياز قواتنا المسلحة الباسلة الى ثورة الملايين فى الشوارع وأعلن قائد جيشنا العظيم وقتها الفريق اول عبدالفتاح السيسى فى بيانه الشهير انهاء حكم الجماعة الإرهابية وبدأنا عصرا جديدا خاليا من تجار الدين وجماعاتهم ومليشياتهم لكنه ليس خاليا من التحديات الجسام وتداعيات الازمات العالمية وفوضى ما يسمى الربيع العربى وبخاصة دولة الجوار الغربى ليبيا وتبعه تأزم الوضع فى الجنوب ثم الهجمة الإرهابية القادمة من الشرق بسيناء واصطف الشعب بوعيه وادراكه بخطورة التهديدات القادمة من كل الاتجاهات خلف الرئيس السيسى وجيشنا العظيم ونجحنا فى هزيمة الإرهاب فى سيناء وتخطى كثير من تداعيات الازمات العالمية ورغم ذلك فان مصر بحكم اهميتها واهمية موقعها لا يتوقف استهدافها من قوى الشر والاستعمار الجديد تتعرض للمؤامرات لتعطيل مسيرتها التنموية وانطلاقتها الاقتصادية وتزداد مع كل تقدم وازدهار تحققه.
الاصطفاف والاحتشاد خلف القيادة وجيشنا العظيم والوطن تلقائيا جينات فى دماء المصريين لا تنتظر إنما تتحرك فورا عندما تستشعر الاخطار والازمات ودائما تنجح فى ابطال مفعول المؤامرات حتى تظل رايات الوطن خفاقة عاليا ومكانته اللائقة بين الأمم.