واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، حربها على قطاع غزة لليوم الـ 137، بقصف مناطق عديدة فى القطاع بالطيران الحربى والمدفعية والزوارق الحربية، مرتكبة مجازر عدة؛ مما أسفر عن استشهاد وإصابة عشرات الأشخاص، غالبيتهم من النساء والأطفال. واستشهد عدد كبير من الأشخاص وأصيب آخرون فى قصف صاروخى ومدفعى وإطلاق نار من مسيرات إسرائيلية على حى الزيتون جنوب شرق القطاع.
من جهتها، أعلنت وزارة الصحة بقطاع غزة، أمس، أن قوات الاحتلال الإسرائيلى قتلت 103 فلسطينيين، وأصابت 142 خلال الـ 24 ساعة الماضية، ليرتفع إجمالى حصيلة الحرب المستمرة على القطاع، منذ 7 أكتوبر، إلى 29 ألفاً و195، إلى جانب 69 ألفاً و170 حالة إصابة.
قال المتحدث باسم الوزارة الدكتور أشرف القدرة، فى بيان على صفحة الوزارة بموقع فيسبوك، إن إسرائيل ارتكبت 9 «مجازر» ضد العائلات فى قطاع غزة فى اليوم الـ 137 للحرب.
أضاف أنه لايزال عدد من الضحايا تحت الركام وفى الطرقات يمنع الاحتلال وصول طواقم الإسعاف والدفاع المدنى الوصول إليهم.
كانت آليات عسكرية إسرائيلية كبيرة توغلت فى حى الزيتون انطلاقا من منطقة تل الهوى غرب المدينة، ومحور صلاح الدين جنوبا وسط قصف من الطائرات الحربية الإسرائيلية، وإطلاق قذائف مدفعية طالت عدداً من المنازل؛ مما أدى إلى استشهاد 15 شخصًا وعشرات الجرحي.
أطلقت المُسيرات الرشاشة النار تجاه المدنيين وهم يتحركون بين الأزقة والشوارع الفرعية فى الحي، وتسبب التوغل الإسرائيلى فى حى الزيتون فى نزوح آلاف الأشخاص قسريًا باتجاه المناطق الغربية من مدينة غزة، وتحديدًا إلى مستشفى الشفاء ومحيط المستشفى فى حى الرمال.
شنت طائرات حربية إسرائيلية ومدفعية الاحتلال ودباباته غارات وأطلقت قذائف على عدد من الأحياء السكنية فى مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة؛ مما أدى إلى استشهاد 6 شهداء وإصابة 15 جريحًا.
واصلت آلة الحرب الإسرائيلية عملياتها فى مستشفيى ناصر والأمل غرب المدينة وسط أوضاع مأساوية يعيشها الجرحى والمرضى والطاقم الطبى فى مستشفى ناصر.
فى رفح قصف الاحتلال بعدد من القذائف وسط المدينة وغربها، مما أوقع إصابات فى صفوف النازحين. وفى وسط قطاع غزة، قصف الطائرات الحربية الإسرائيلية عدة منازل فى مخيمات النصيرات، والبريج، والمغازي، وفى دير البلح؛ مما أدى إلى استشهاد 4 أشخاص، وإصابة نحو 10 آخرين، نُقلوا إلى مُستشفى شهداء الأقصى وسط القطاع. وأطلق جيش الاحتلال النار والقذائف باتجاه المدنيين الذين اصطفوا انتظاراً للمساعدات الإنسانية غربى مدينة غزة.
ذكر شهود عيان، أن قوات الاحتلال قصفت منزلا فى المخيم؛ مما أدى إلى استشهاد ثلاثة أشخاص، جرى نقلهم إلى مستشفى شهداء الأقصى فى دير البلح. وفى السياق ذاته، قصفت مدفعية الاحتلال منطقة الشعف شرق الشجاعية، فيما قصفت زوارق الاحتلال الحربية سواحل مدينة غزة.
إلى ذلك، اندلعت اشتباكات ضارية جنوب شرقى مدينة غزة. فقد أفاد شهود عيان أن اشتباكات عنيفة اندلعت بين مسلحين فلسطينيين وقوات الجيش الإسرائيلى فى حى الزيتون جنوب شرقى المدينة، كما أشاروا إلى قيام المدفعية الإسرائيلية بإطلاق عشرات القذائف على عدة أهداف فى المنطقة، وفق ما نقلت وكالة أنباء العالم العربي.
فى حين دعا الجيش الإسرائيلى سكان منطقتى الزيتون والتركمان فى حى الشجاعية إلى إخلائهما نحو منطقة المواصى جنوب القطاع. وقال أفيخاى أدرعي، المتحدث باسم الجيش فى منشور على مواقع التواصل «نداء عاجل إلى كل السكان المتواجدين فى أحياء الزيتون والتركمان فى قطاع غزة.. ندعوكم للانتقال فورًا عبر شارع صلاح الدين إلى المنطقة الإنسانية فى المواصي».
أما فى خان يونس، فأعلنت القوات الإسرائيلية أنها قتلت عشرات المسلحين الفلسطينيين فى المدينة الواقعة جنوب القطاع، خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية.
من جانبها، كشفت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا»، أن نصف سكان رفح بجنوب القطاع لا يجدون مكاناً يذهبون إليه سوى ملاجئ الوكالة. وأضافت الوكالة الأممية أن 153 منشأة تابعة لها فى غزة تعرضت للتدمير جراء الحرب على القطاع، مشيرةً إلى أن مدارس الوكالة تحولت إلى ملاجئ للاحتماء من القصف. كما أشارت إلى أنه بات من الصعب التعرف على المدارس بشمال قطاع غزة بعد أن تحولت إلى أنقاض.
كانت الأمم المتحدة قد حذرت من أن النقص المُقلق فى الغذاء، وسوء التغذية المتفشي، والانتشار السريع للأمراض، هى عوامل قد تؤدّى إلى «انفجار» فى عدد وفيات الأطفال فى قطاع غزة. كذلك قالت وكالات الأمم المتحدة إن الغذاء والمياه النظيفة أصبحت «نادرة جدا» فى القطاع الفلسطينى المحاصر، وإن جميع الأطفال الصغار تقريبا يُعانون أمراضا مُعدية.