التصعيد الأخير بين إسرائيل وحزب الله اللبنانى واغتيال قياداته يؤكد أن منطقة الشرق الأوسط تعيش فوق صفيح ساخن والأمور تتجه للأسوأ من خلال توسيع الصراع الإقليمى وهو ما حذرت منه مصر كثيراً منذ بداية العدوان الإسرائيلى الغاشم على قطاع غزة فى أكتوبر الماضي.
إن استمرار العدوان غير المسبوق على غزة ولبنان يغذى بيئة الصراع والتصعيد فى المنطقة فى ظل توجهات اليمين الدينى الإسرائيلى المتطرف الحاكم الذى يسعى لإشعال الحرائق فى المنطقة لاعتبارات سياسية داخلية وتنفيذ مخططه فى تصفية القضية الفلسطينية ولذلك وضع العراقيل والعقبات أمام أى جهود تقودها مصر مع الشركاء فى قطر والولايات المتحدة من أجل التوصل لاتفاق لوقف الحرب وتبادل الرهائن والمحتجزين.
إسرائيل أحرقت كل أوراق السلام وتقوم الآن بتوسيع ساحة الصراع دون رادع وهو ما شاهدناه خلال الأيام الماضية من تفجير أجهزة الاتصال واغتيال عدد من قادة حزب الله وهو ما ينذر بمخاطر اندلاع حرب شاملة ستكون لها تداعيات خطيرة على السلام والأمن والاستقرار فى المنطقة.
إن الجيش الأسوأ فى العالم الذى يعمل برعاية أمريكية يعيث فى غزة ولبنان فساداً وقتلاً وتدميراً وترويعاً وتجويعاً وسفكاً للدماء ويقوم بالتمثيل بالجثث وقتل المصابين بالرصاص الحى دون رادع.
يرتكب المذابح ليل نهار على مرأى ومسمع دول العالم المتحضر.. ما يحدث الآن من تصعيد خطير يتطلب إعلاء صوت الحكمة والعقل والتحرك بفاعلية خاصة من جانب القوى الكبرى وعلى رأسها أمريكا لنزع فتيل الأزمة قبل ان تنفجر ويصعب السيطرة عليها.
>> خلاصة الكلام:
إن نزع فتيل الانفجار فى المنطقة يتطلب معالجة المرض الأساسى وهو وقف العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة وإنهاء الاحتلال الإسرائيلى للأراضى الفلسطينية والبدء فى إطلاق مسار للمفاوضات من خلال إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة فى إطار حل الدولتين هذا هو السبيل الوحيد لتحقيق الأمن والاستقرار فى المنطقة لأن كل ما يحدث من تصعيد وعنف ومواجهات ما هو إلا عرض لهذا المرض.
لابد أن يكون هناك علاج جذرى للصراع الدائر عبر السلام العادل للجميع لأن البديل هو توسيع دائرة الصراع والذى سيدفع ثمنه الجميع وهو ما حذرت منه مصر ولاتزال.