قال نابليون بونابرت عبارته التاريخية عن الصين: «لا توقظوا التنين من نومه، فلو استيقظ لهز العالم»، الصين دولة كبيرة ومترامية الأطراف، يبلغ عدد سكانها ملياراً و408 ملايين نسمة، وتمتد على مساحة 9,6 مليون كيلو متر مربع، ولها حدود مشتركة مع 14 دولة ، وهى اكبر دولة اسيوية من حيث المساحة والثالثة على مستوى العالم بعد روسيا وكندا، وتحتضن الصين واحدة من أعرق الحضارات عبر التاريخ، فلقد نجحت الصين فى ان تكون الأولى عالمياً من حيث تجارة البضائع ،والرئيسية من حيث الاستثمار فى الخارج، وثالث اكبر بلد من حيث التصدير، كما ارتفع متوسط دخل الفرد فى الصين من 186 دولاراً فى بداية الإصلاح الاقتصادى إلى 14000 دولار، وارتفع الناتج المحلى فى الصين سنوياً بمقدار 7.8 ٪ ليمثل ضعف ناتج الهند وروسيا معاً، وتعتبر الصين أكبر قوة اقتصادية فى العالم ومع ذلك تمتلك ترسانة نووية كبيرة وجيشها هو الأكبر فى العالم من حيث عدد العاملين فى الخدمة 2.5 مليون جندى مع ثانى أكبر ميزانية دفاع، كما أعلنت جامعة نورث وسترن بوليتكنيك الصينية أنها نجحت فى تطوير أسراب من الطائرات المسيرة تحت الماء مصممة خصيصاً لتدمير حاملات الطائرات الأمريكية الباهضة الثمن، فالصين رائدة العالم فى تطوير تكنولوجيا الطائرات دون طيار، التى تعتبر أكثر تطوراً من الأنظمة التى تستخدمها البحرية الأمريكية لأسطولها، فبمجرد اطلاق الطائرات المسيرة من الغواصات الصينية تحت الماء تشكل سرباً فى الهواء، وتشنّ هجمات مفاجئة على السفن الحربية الأمريكية، متغلبة على أنظمتها الدفاعية ومغرقةً إياها فى قاع البحر.
الصينيون والروس نجحوا فى انتاج أسلحة أسرع من الصوت لم تستطع الولايات المتحدة الامريكية الوصول لأسرارها حتى الآن، بالاضافة إلى أن قيام الصين بانتاج صواريخ دونغفنغ القادرة على تدمير حاملات الطائرات الأمريكية، حيث قال وزير الدفاع الامريكى بيت هيغسيث إننا لن نصمد أمام الترسانة الصاروخية الفرط صوتية للصين أكثر من 20 دقيقة، الامر الذى يفرض واقعاً جديداً على موازين القوة العالمية، يأتى ذلك فى الوقت الذى تتصاعد فيه وتيرة الخلافات بين الولايات المتحدة الامريكة والصين، حيث تعهدت بكين بالدفاع بحزم عن مصالحها، واتهمت الولايات المتحدة بالنفاق وازدواجية المعايير،كما احجمت الصين عن شراء طيارات بوينغ الامريكية واطلقت أول شبكة 10 G فى العالم تصل سرعتها لـ 50 غيغابايت/الثانية، ومن هذا المنطلق تعالت اصوات قرع طبول الحرب الاقتصادية والجيوسياسية والعسكرية بين الولايات المتحدة الامريكية والصين، التى قد تؤدى لاستيقاظ التنين وإعادة رسم خريطة العالم وتشكيل توازنات القوى من جديد.