ليس هناك بلد يتم محاصرته واستهدافه ليل نهار مثلما يحدث مع مصر، ورغم ذلك فهى صامدة وصابرة لا تخشى فى الحق « لومة لائم» ولايصدر عنها إلا ما يتفق مع مبادئها وعروبتها وكل ما يحقق الأمن والسلم الدوليين.. ولم يكن مفاجئا هذا الأسبوع أن ترسل مصر طائرة مساعدات إلى سوريا ضمن أسطول من المساعدات رغم تحفظها على التطورات الحاصلة فى هذا البلد العربى الشقيق كما لم يكن مفاجئا أن تسارع الرئاسة المصرية بنفى ما تردد عن إرسال قوات برية إلى اليمن، رغم ما تعانيه مصر من تأثر الملاحة فى قناة السويس بسبب تهديد الحوثيين للملاحة فى البحر الأحمر ومضيق باب المندب.
أيضا لم يكن مفاجئا أن يواصل مندوب مصر الدائم فى الأمم المتحدة السفير أسامة عبد الخالق الكشف عن جرائم إسرائيل أمام مجلس الأمن الدولى فى الجلسة الطارئة لمناقشة الاعتداءات الإسرائيلية على المنشآت الصحية فى قطاع غزة – أو أن يتحدث شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب عن وحشية الاحتلال الإسرائيلى خلال زيارته للبابا تواضروس الثانى للتهنئة بعيد ميلاد السيد المسيح عليه السلام، رغم علم الجميع أن إسرائيل لا تتصرف بمفردها وأنها تنفذ مخطط «صهيونى – أمريكى « يستهدف الإقليم وكل الدول العربية.
فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب قال خلال لقائه بالبابا تواضروس الثاني: «إن فرحتنا منقوصة ولنا إخوة فى غزة لا يملكون الطعام والشراب، وإنما يطعمون الموت ويتذوقون مرارة الفقد، ويعانون إبادة جماعية وتطهيراً عرقياً فى ظل صمت وخزى لم يسبق لهما مثيل»، وتساءل شيخ الأزهر قائلا: «لماذا هذه القسوة المدعومة بهيئات عالمية صورت نفسها بأنها وجدت لحفظ السلام وحقن دماء الأبرياء، ولكن الواقع كشف عن ضعف هذه الهيئات وعدم قدرتها على اتخاذ موقف جاد لوقف شلالات دماء الأبرياء من الأطفال والنساء، الذين لم يقترفوا ذنبا إلا أنهم حاولوا التشبث بأرضهم والبقاء فيها».
قداسة البابا تواضروس الثانى تحدث أيضا عن حتمية السلام للعالم وقال: إنه لا يمكن صناعة السلام والقلوب مملوءة بالخطايا والشر، وفى ظل غياب الإخلاص والأمانة، وأن عملية صناعة السلام صناعة ثقيلة، ونحن مأمورون بها من قبل التعاليم الدينية، مؤكدا دور علماء الدين ورجالاته فى حفظ إنسانية الإنسان وسعادته، وفقا للتعاليم الدينية، وتوجيه سلوك الناس ليكون فاعلا أساسيا فى صناعة هذا الكون وتسخيره فيما ارتضاه الخالق، ومجابهة الاتجاه السائد لإنكار الخالق، وارتفاع نبرات الإلحاد والقتل والصراعات، وما نعانيه من شر ينزع إنسانية الإنسان، وهو ما أدى إلى زيادة حدة الصراعات والعنف فى العالم.
على الجانب الآخر فقد جاءت ردود عدد كبير من المصريين على الحملة الإعلامية المشبوهة التى تشنها جماعة الإخوان الإرهابية وبعض الجهات الأجنبية ضد مصر بمواقع التوصل الاجتماعي، لتكشف إلى أى مدى وصل إدراك المواطنين لما تشهده مصر من انجازات ومن مشروعات تنموية ومن تحولات جذرية فى مختلف المجالات، أحد المواطنين قال فى تغريدته «إن الدولة المصرية انشغلت طوال السنوات العشرة الماضية فى البناء والتعمير بينما انشغل الآخرون فى القتل والدمار، لقد نجحت مصر بالفعل فى القضاء على العشوائيات وإنهاء التكدس والزحام وتحقيق السيولة المرورية».
مغرد آخر قال: إن الرئيس عبدالفتاح السيسى خلال سنوات حكمه عالج أزمات موروثة من عهود سابقة، وأنه بنى 20 مدينة جديدة والعاصمة الإدارية ، وزرع ملايين الأفدنة فى الأراضى الصحراوية وعالج الناس من فيروس «سي» ووفر لهم الحياة الكريمة فى النجوع والقري».. مغرد ثالث قال: يكفى الرئيس السيسى أنه أنشأ قناة السويس الجديدة وأعاد تشغيل المصانع وبنى قوات مسلحة قادرة على الدفاع عن مصر وحماية حدودها».
المفاجأة الأكبر كانت فى ردود عدد من المواطنين على تحريض الجماعة الإرهابية بتكرار أحداث يناير 2011، فقد تضمنت تغريدات هؤلاء المواطنين عبارات حاسمة فى التصدى لكل من تسول له نفسه العبث بمقدرات مصر ومقدساتها وأن الجميع يقفون صفا واحدا خلف القيادة السياسية والقوات المسلحة، ضد الخونة والعملاء من المتأسلمين وممن يتخابرون مع إسرائيل ويعملون فى إطار المخطط الصهيو- أمريكى المتعلق بتقسيم المنطقة.
هكذا ينقلب السحر على الساحر، فقد جاءت الحملة الإعلامية المشبوهة التى تشنها الجماعة الإرهابية والجهات الأجنبية الداعمة لها ضد مصر، لتسجل فصلا جديدا من الفشل الإخوانى لتفضح أكاذيبهم وخداعهم، ولتؤكد فى نفس الوقت نجاح القيادة السياسية فى الفوز بثقة المصريين بعد الإنجازات الهائلة التى تحققت وجاءت كلها فى مصلحة الوطن والمواطن.