مع تواصل العمليات العسكرية التى يشنها جيش الاحتلال الاسرائيلي، تبذل العائلات فى غزة ما فى وسعها من أجل الحفاظ على ما تبقى من مقومات الحياة مع استمرار الحرب والتى دخلت يومها الـ326 يوما، حيث جدد مسئولان فى وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين فى الشرق الأدنى «الأونروا»، التأكيد أن الوضع فى قطاع غزة «كارثي»، وأن المساحة التى تم حصر الناس فيها فى القطاع «ضئيلة للغاية»، فى ظل تلقى مزيد من أوامر الإخلاء لمناطق فى جميع أنحاء غزة على مدار الأسبوعين الماضيين..
وقالت المتحدثة باسم «الأونروا» فى غزة، لويز ووتريدج، إن مئات الآلاف من الناس مجبرون على الانتقال يوميًا من مكان إلى آخر، بحثًا عن ملجأ آمن، مشيرة إلى أن ما نراه الآن هو «أسر وأمهات وأطفال يجرون أمتعتهم وينتقلون قسرًا، ولا يعرفون إلى أين يذهبون».
وأضافت، «هناك دبابات فى مناطق كانت تعرف سابقًا بأنها مناطق آمنة، وهذا مجرد دليل آخر على أن قطاع غزة ليس مكانًا آمنًا، فالناس ليس لديهم مكان يذهبون إليه، ولا توجد وسيلة للعثور على الأمان، كما أن الوصول إلى الموارد الإنسانية محدود، لأن العمليات الإنسانية تنزح أيضا فى ظل أوامر الإخلاء.
من جانبه، قال نائب المدير الميدانى الأول للأونروا وسام روز، «إن سلسة أوامر الإخلاء الأخيرة قلصت المنطقة الإنسانية التى أعلن عنها الاحتلال الإسرائيلى إلى 11 بالمئة فقط من قطاع غزة بأكمله، وفى الحقيقة هى كثبان رملية ومناطق مزدحمة، يتكدس الناس فيها ويفعلون كل ما فى وسعهم للعيش.
وحذر من البيئة التى يمكن أن ينتشر فيها شلل الأطفال، مشيرًا إلى «أن الأطفال يعانون من سوء التغذية، وقطاع صحى مدمر، وخدمات وظروف مياه وصرف صحى رديئة للغاية، والناس الذين يعيشون وسط القمامة وبـِرك من مياه الصرف الصحي، ويشعرون بالتوتر والقلق وتضعف أنظمتهم المناعية.
فى سياق متصل، أكدت منظمة العفو الدولية فى تحقيق جديد حول انتهاكات إسرائيل لالتزاماتها الدولية بحماية المدنيين أنه: يجب التحقيق فى الهجمات الإسرائيلية باعتبارها جرائم حرب. وقالت ان الغارات الجوية على مخيم رفح الفلسطينية استخدمت أسلحة ذات تأثير واسع النطاق.
وأشارت إلى ان القانون الدولى يحظر الهجمات التى لا تميز بين أهداف عسكرية ومدنية. واضافت ان الهجمات باستخدام قنابل ذات تأثير واسع فى مناطق مكتظة بالمدنيين تشكل انتهاكا.واستهداف المدنيين بأسلحة غير دقيقة يمكن أن يسبب أضرارا واسعة للمدنيين.
إلى ذلك، أعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) عن وصول 1.2 مليون جرعة من لقاح شلل الأطفال من النوع الثانى أى غزة. وأضافت اليونيسف –فى منشور على منصة «إكس» للتواصل الاجتماعى الاثنين– أنها تخطط، إلى جانب منظمة الصحة العالمية ووكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) وشركاء آخرين، لتطعيم أكثر من 640 ألف طفل.
على صعيد الأوضاع الميدانية، استُشهد عشرات الفلسطينيين، بينهم أطفال ونساء، وأُصيب آخرون بجروح مُختلفة، فى عدوان الاحتلال المُتواصل على قطاع غزة لليوم 326، وقالت وزارة الصحة بغزة ان الاحتلال الإسرائيلى ارتكب 3 مجازر ضد العائلات فى قطاع غزة وصل منها للمستشفيات 41 شهيدًا و113 إصابة خلال الـ 24ساعة الماضية.
وأشارت الصحة الى أن ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلى إلى 40476 شهيدا و93647 إصابة منذ السابع من أكتوبر الماضي. وأفادت مصادر طبية، بانتشال 4 شهداء، إثر قصف الاحتلال شقة سكنية لعائلة زينو بحى التفاح شرق مدينة غزة. كما انتشلت الطواقم الطبية والدفاع المدنى 6 شهداء بينهم طفلة، و3 نساء من عائلتى الصفدى والنعسان، بعد قصف صاروخى استهدف شقة سكنية لعائلة النعسان فى عمارة التاج (2) بشارع اليرموك فى مدينة غزة.
وفى الضفة الغربية المحتلة، بما فيها القدس المحتلة، ارتفع عدد القتلى منذ السابع من أكتوبر الماضى وحتى صباح أمس الثلاثاء إلى 650 شهيدا، بينهم 147 طفلا، وبمن فيهم أولئك الذين أعلن عن مقتلهم أمس.
وعلى الجانب الآخر، قالت قناة «كان» العبرية إن عدد قتلى الجيش الإسرائيلى منذ بداية الحرب تجاوز الـ700 قتيل بين ضابط وجندي.
وفى ملف الهدنة والمفاوضات، كشف تقرير اسرائيلى إن الأمريكيين اعتمدوا «استراتيجية جديدة» فى مفاوضات صفقة التبادل، تتمحور حول محاولة التوصل إلى كل الاتفاقات الممكنة لعقد الصفقة، وتأجيل مناقشة قضايا الخلاف المعقدة إلى المرحلة التالية.
وقالت صحيفة اسرائيل هيوم إن واشنطن تدفع باتجاه تحقيق كافة الاتفاقات الممكنة بين إسرائيل وحماس. وأضافت أنه من المتوقع أن تعود فرق التفاوض إلى القاهرة هذا الأسبوع لإجراء جولة أخرى للمباحثات.
يأتى هذا فيما واصلت مصر تأكيد رفضها الكامل لأى تواجد لجيش الاحتلال فى محور فلادلفيا أو معبر رفح الفلسطينى.
وقالت القناة 12 العبرية، إن الاستراتيجية الأمريكية الجديدة تنص على أن تقوم الفرق المهنية أولاً بمناقشة القضايا والتفاصيل حول القضايا التى يكون الخلاف حولها أقل صعوبة، مثل الفلسطينيين الرئيسيين الذين سيتم إطلاق سراحهم فى الصفقة وعدد الأسرى الفلسطينيين يمكن لإسرائيل أن تستخدم حق النقض ضدهم، وإذا توصل الطرفان إلى اتفاقات بشأن جميع القضايا سيكون من الممكن مناقشة النقطتين الرئيسيتين اللتين يدور حولهما جدل كبير وهما وجود الجيش الإسرائيلى فى محور «نيتساريم» وعلى طول محور فيلادلفيا.