يتوهم العدو الإسرائيلى أنه يستطيع فرض اجندته التوسعية من خلال الحرب الاجرامية التى يمارسها ضد الشعب الفلسطينى منذ أكثر من عام وضد الشعب اللبنانى منذ شهرين بالمزيد من سفك دماء الأبرياء من الأطفال والنساء، لتركيع قوى المقاومة التى تبلى بلاءً حسنا كل يوم وتكبد جيش الاحتلال يوميا العشرات بين قتلى وجرحى فيصاب بالجنون ويصب جام غضبه على المدنيين الأبرياء فى قطاع غزة وفى جنوب لبنان.
الحرب الوحشية التى يشنها على قطاع غزة، كان يعتبرها نزهة ولكنها تحولت إلى وحل غُرست فيه أقدام جنوده وآلياته العسكرية فقد فيها حتى الآن أكثر من ألف جندى وأصيب أكثر من عشرة آلاف إصابات خطيرة.
على جبهة الشمال تواجه المقاومة اللبنانية الاحتلال بالكمائن المعدة جيدا لاصطياد جنوده المهزومين نفسيا والمرتعدين من التقدم فى جنوب لبنان، وبالصواريخ والمسيرات الإنقضاضية التى تغطى ضرباتها سماء الأراضى المحتلة لتضرب القواعد العسكرية، فى إشارة واضحة للكيان أنه إذا كانت حركة المقاومة الفلسطينية حماس صمدت لأكثر من عام فى المواجهة، فإن الحزب يمكنه الصمود لأكثر من عشرة أعوام، ولن يدع مواطنى الكيان الإسرائيلى يهنأون بالحياة الآمنة فى المدن والقرى والمستوطنات.
الكيان الإسرائيلى من خلال مبعوثه الامريكى إلى لبنان يريد فرض شروط تعجيزية تبدأ بفصل جبهة لبنان عن قطاع غزة، ثم تجاوز القرار 1701 ليتمكن من الحصول على الحق فى استهداف الاراضى اللبنانية وملاحقة المقاومة، التى تقف له ولجنوده بالمرصاد بالشكل الذى يمنعه من تجاوز شريط القرى المحاذية للحدود وحينما يتقدم خطوة واحدة يخرج له مقاتلو المقاومة ويرغمونه على التراجع بعيدا.
الكيان الإسرائيلى يعتقد انه يستطيع النصر واسكات المقاومة نهائياً مع انتقال الداعم الأول لإسرائيل دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، ليتحقق له ما يريده بالسيطرة على الضفة الغربية التى يعتبرها جوهر مشروعه التوسعى والتى يسميها يهودية والسامرة المبنى على دولة من البحر إلى النهر، وإطلاق رصاصة الغدر على اتفاقات اوسلو الموقعة فى تسعينيات القرن الماضي، ولكنه سراب يحسبونه ماءً من جهلهم لأن صاحب الحق قوى وأن بندقية المقاومة لن تسقط أبدا مادام هناك من يؤمن بحقه فى أرضه ووطنه ولو مات من أجل قضيته ووطنه.