بدأت بالقاهرة أمس الاجتماعات الفنية الخاصة بآلية تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار.
الاجتماعات ستحدد كيفية تحويل الاتفاق إلى واقع، وسبل إدخال المساعدات إلى قطاع غزة وحسب ما أعلنه مصدر مصرى مطلع فــالاتفــاق جــرى علــى تيسيــر إدخـــال 600 شاحنة مساعدات مصرية إلى القطاع بشكل يومى ويواصل التحالف الوطنى للعمل الأهلى تجهيز شاحنات المساعدات انتظاراً لفتح معبر رفح الفلسطينى.
فى الوقت نفسه أعلنت محافظة شمال سيناء رفع درجة الاستعداد فى رفح والمناطق القريبة لتقديم كافة أوجه الدعم للأشقاء صحياً وانسانياً.
خبراء السياسة يؤكدون ان هذا الدور هو المعتاد من مصر التى يشهد تاريخ القضية أنها الأكثر دعماً للأشقاء ومنذ بدء الحرب الإسرائيلية ومصر لم تتأخر لحظة فى تقديم كل سبل الدعم السياسى والدبلوماسى والإنسانى لغزة والقضية الفلسطينية والأشقاء، مشددين على أن الدور المصرى كان الأكثر تأثيراً فى مفاوضات وقف إطلاق النار والفترة القادمة الخاصة بتنفيذ الاتفاق ستكون الأهم والدور الأكبر فيها لمصر التى تمثل الضمان الحقيقى لنجاح الهدنة وعودة الاستقرار.
أكد د.طارق فهمى استاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، ان دور الوساطة المصرية غاية فى الأهمية من أجل إنجاز الاتفاق، وصحيح ان هناك جهودا أمريكية وقطرية، وتم الإعلان الأمريكى فى نفس توقيت الإعلان القطرى حتى يتم فهم ان الاتفاق إنجاز للإدارة الأمريكية الجديدة، وتم ارسال مبعوث ترامب خلال الترتيبات الاخيرة للاتفاق، ولكن دور مصر دور أصيل ومتراكم على خبرة طويلة من الوساطة ومعرفة بالقضية وانه سوف يكون دور مصر كبيرا فى التعاملات التنفيذية للاتفاق فى الفترة المقبلة، من فتح معبر رفح، وادخال الشاحنات وادخال المساعدات بصورة كبيرة، والقضية ليست فى الشكل ولكن فى المضمون الذى تشكله مصر إزاء القضية الفلسطينية فى كل مراحلها والدعم الكامل لها، والموقف المصرى فى أربع نقاط رئيسية، وهو استكمال تحقيق الاستقرار فى القطاع ومراقبة أى خروقات، والنقطة الثانية التعامل مع كل الاطراف بدون أى أزمات لاستكمال الاتفاق، والنقطة الثالثة حركة مصر الكبيرة تجاه الداخل الفلسطيني، سواء حركة حماس أو حركة فتح ورعاية اجتماعات التوافق حول حركة الاسناد المجتمعى لإدارة غزة بعد الحرب، وهو أمر مهم وأكثر من الخطوات الإجرائية فى إطار حل الدولتين ودعم المؤسسات الفلسطينية ، والامر الرابع التعاون مع المنظمات الدولية لتأمين المساعدات وأن يتم هذا بصورة عاجلة لاغاثة القطاع الذى عانى من حرب إبادة جماعية وفى حاجة إلى تأمين المستلزمات والاحتياجات، وبالفعل يتم التوافق على تأمين دخول 600 شاحنة مساعدات مصرية يومية لإغاثة أبناء غزة وهذا جزء من الدور المصرى الذى لا غنى عنه ولا بديل له والدور القادم لمصر هو تحصين الاتفاق والمتابعة والمراقبة لتنفيذ بنود الاتفاق فى مراحله الثلاثة، وضمان ألا تقوم إسرائيل باختراق الاتفاق، والمرحلة الاولى هى الأهم ونتمنى ألا تكون المرحلة الاولى والاخيرة، بالعكس نريد ان يستمر التنفيذ حتى الوصول إلى المرحلة الأخيرة وإعادة الاعمار وهو ما تحرص عليه مصر.
ولهذا أعلنت استعدادها لعقد مؤتمر دولى لإعادة الإعمار لغزة وهذا ليس غريبا على مصر فقد سبق لها أن قادت الإعمار للقطاع وقدمت نصف مليار دولار وهناك تصور كبير تبنى عليه الدولة المصرية، وحقق الكثير من المكاسب، حيث نجحت الدبلوماسية الرئاسية فى حفظ الأمن القومى المصرى بصورة كبيرة، وتم تحقيق مكاسب إقليمية ودولية، بالحفاظ على القضية الفلسطينية من محاولات التهجير وتصفية القضية، وأكد ان مصر قادرة على انجاح اى اتفاق، وهذا الاتفاق جيد فى مجمله ومن الممكن أن نبنى عليه للتوصل إلى استقرار وإعادة اعمار غزة، ومصر توفر ضمانات وإجراءات وتدابير على الارض، وإدخال مساعدات وفتح معبر رفح، وسوف تكون مع الانسحابات الاسرائيلية من القطاع خلال مراحل الاتفاق، مصر متابعة ومراقبة لانجاح الاتفاق.
وقال د.حسن سلامة أستاذ الاقتصاد والعلوم السياسية إننا أمام نقطة تحول مفصلية بعد العدوان الإسرائيلى الذى استمر لمدة 15 شهراً، وان التوصل إلى اتفاق يؤدى الى وقف اطلاق نار وايقاف المجازر الإسرائيلية فى حق الشعب الفلسطينى مسألة ايجابية لحقن دماء الابرياء، وهو تتويج للجهد الدبلوماسى المصرى على مدى شهور طويلة، وكل التقدير للاصرار المصرى وعدم الكلل لحفظ الحقوق الفلسطينية، ورغم التحديات والأكاذيب والادعاءات الإسرائيلية ضد مصر ومنها ما قيل فى محكمة العدل الدولية بأن مصر هى التى تمنع المساعدات، وهو عكس ما كانت تبذله مصر، فقد كان هذا محاولة لتشويه دور مصر التى قدمت نموذجا على الصبر أمام التعنت الإسرائيلي، ومحاولة التوصل إلى اتفاق يحمى حقوق الشعب الفلسطينى بعدم تهجيره أو تصفية القضية الفلسطينية، مشيرا إلى أنه لا يوجد مفاوض أكثر خبرة من المفاوض المصرى فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، فمصر وقفت جنبا إلى جنب الفلسطينيين، دفاعا عن قضيتهم، والتوصل إلى اتفاق على ثلاث مراحل، ومن المهم ان تلتزم الاطراف جميعا بها، وان يتم الانتقال إلى مشهد آخر بديل عن مشهد العدوان، وإعادة الاعمار والجلوس على طاولة المفاوضات من أجل الحل السياسى والسلام، بالاضافة إلى انفاذ المساعدات عبر معبر رفح، والتأكيد على عدم خرق الهدنة بأى شكل لأن هذا هو النموذج الذى ينسحب على الجانب الاسرائيلي، لذا يجب ان تعمل الولايات المتحدة على ضمان عدم حدوث هذا، والضغط على إسرائيل بالالتزام، ويجب ان تكون هناك خارطة واضحة لدى الفلسطينيين لليوم التالى للحرب والبحث عن مصلحة المواطن الفلسطينى بعيدا عن الاختلافات بين الفصائل.
يضيف سلامة ان المرحلة القادمة الخاصة بتنفيذ الاتفاق تؤكد دور مصر الكبير لأنها ستكون المعنية بهذه المرحلة.
أكد د.محمد عبدالعظيم الشيمى أستاذ العلوم السياسية بجامعة حلوان ان الاتفاق مهم ويحقن الدماء الفلسطينية، لكن الأهم التنفيذ وهو ما تعمل مصر على تحقيقه وان مسودة الاتفاق كانت بعنوان إطلاق الرهائن والمحتجزين، وهو له علاقة بالجانب الإسرائيلى وإرضاء للجانب الأمريكي، وهناك العديد من البنود الجيدة حول حجم المساعدات الإنسانية وإطلاق سراح أسرى فلسطينيين، ومصر دائما تقوم بالضغط على كافة الأطراف لإيقاف معاناة الشعب الفلسطيني، والدعم الطبى وعلاج الجرحي.. ومفهوم الانسحاب الإسرائيلي، وإعادة السكان إلى الشمال، ومرتبط كل هذا بإعادة الإعمار بعد التدمير الذى قام به الاحتلال، والتنفيذ مرتبط بالأطراف الداعمة وهى مصر وأمريكا وقطر، وهناك رغبة كبيرة لإدارة القطاع فلسطينيا.
ومصر تتحرك فى هذا الملف بخبرة كبيرة بما يؤكد دورها التاريخى فى دعم القضية الفلسطينية.