الأزمة ليست فى حجم الإنفاق على لاعبينا ولاعباتنا من أجل الحصول على ميدالية أولمبية، فالمبالغ المخصصة فى مصر لذلك مناسبة جدا، قياسا بما يجرى فى بلدان أخرى مجاورة وغير مجاورة.. أما عن التكريم والتحفيز فحدث ولا حرج عن رصد مكافآت ضخمة ومناسبة ومنطقية لكل نوع من أنواع الميداليات، بخلاف توجيه الرئيس عبدالفتاح السيسى لزيادة المرصود والمخصص لذلك بهدف الحفاظ على أبنائنا وتوفير الحد المناسب من الرعاية والتكريم لهم.
المشكلة الحقيقية تكمن فى التخطيط والتوزيع وتحديد المستفيد من المبالغ المرصودة لذلك.. وهنا تتلاشى أهمية وضخامة الحديث عن دعم المليار وربع المليار جنيه.. فليس من المنطقى توجيه ما يزيد على 80 مليون جنيه لاتحاد معين دون مردود يذكر من جانبه، أو فتح الباب أمام المزيد من الاحتفالات والجلسات والاجتماعات له أو لغيره، والهدف الأساسى منها زيادة غلة المناصب والمقاعد الخاصة به، بعيدا عن استفادة حقيقية ومباشرة لخدمة اللعبة أو عناصرها المختلفة.
عفوا، لسنا من الدول الفقيرة رياضيا كما اعتاد البعض وصفنا، فلدينا من البنية التحتية ما يفوق مقومات الدول العظمي، والكل شهد بذلك منذ بداية التخطيط لذلك فى فترة المهندس خالد عبد العزيز وزير الشباب والرياضة السابق، وحتى الفترة الحالية التى يمثلها الدكتور أشرف صبحي.. ولدينا المقومات البشرية الهائلة والتى نتميز بها عن غيرنا هنا وهناك.. ولكن تبقى فقط الرؤية والنظرة الثاقبة والقادرة على التوجيه السليم دون مجاملة أو ميول.
بدأ الحديث من الآن عن لوس أنجلوس والتحدى الكبير الذى ينتظر بعثتنا الأولمبية فى المهرجان الرياضى الأهم والأوسع على مستوى العالم، ولكن للأسف بدأ الحديث من نفس المنطلق وهو ربط الجميع بما سيجرى بعد 3 سنوات فقط، دون الإشارة إلى الكيفية أو الطريقة الجديدة التى سيتعامل بها الجميع مع الحدث، وما إذا كانوا قد استفادوا من التجارب الأخيرة، أم أن المجال سيظل قابلا للمزيد من التجارب والسياسات.
ليس هناك ما يمنع الإحلال والتجديد فى الخطط والعناصر البشرية القائمة على هذه الملفات أيضا، وصولا إلى التركيبة المناسبة والقادرة على تحقيق المرجو، وليس تلك التى تجيد التخفى والتوارى خلف الأحداث والمناسبات الكبري، والتظاهر بصورة الإلمام بكل صغيرة وكبيرة فى هذا الشأن.. نظرة صدق وإيمان بالهدف تكفي.