قبل اقل من اسبوعين شاهدنا الزيارة رقم 11 لوزير الخارجية الأمريكى للمنطقة كذلك زيارة للمبعوث الأمريكى للبنان ثم لاسرائيل ولكن يبدو ان هذه الزيارات لم تأت بنتائج لانها تطرح كل ما هو قديم بالنسبة للاطراف فى المنطقة مجرد ان يترك هؤلاء المنطقة تشتد الغارات الاسرائيلية كما لو ان الزيارات تعنى رسائل بزيادة القصف فلبنان شهدت 13 غارة منذ غادر عاموس هوكستاين لبنان متوجها لاسرائيل بعد مفاوضات بلا طحين اما زيارة وزير الخارجية فقبلها واثنائها اشتدت الغارات على كل من لبنان وقطاع غزة ولا نعرف معنى ما يطرح هل اليوم التالى فى غزة يعنى ادارتها عن طريق بلاك وتر مثلما حدث فى العراق فهل مثل هذا الطرح يؤدى الى استقرار ام لتستمر المجازر والمذابح والهدم فى المنطقة رغم احتياج المنطقة إلى الاستقرار وقبلهم احتياج الغرب للاستقرار ليس من أجل مصالح الشعوب والاوطان بل من أجل مصادر الطاقة وتأمين وسلامة طرق توصيلها ينسى الأمريكى والغربى ان الاستقرار الاقليمى فى الشرق الاوسط لا يمكن تحقيقه إلا من خلال التفاهمات المتعددة الاطراف لأن عمليات الردع لم تؤد إلى الاستقرار كما ان الدبلوماسية وحدها فشلت فى ايجاد حلول لما تعانيه المنطقة التى انفجرت منذ أكثر من عام وما زالت المعاناة لانه أصبح من الواضح ان أمريكا بمفردها غير قادرة على حل النزاعات أو تقديم حلول فالمنطقة تعانى من تحديات أمنية وسياسية معقدة يجعل من دور أمريكا التقليدى كضامن للأمن فى الشرق الاوسط يتآكل بل يزيد من حدة الصراعات مما يجعل الاستقرار بعيداً فى ظل استمرار الحرب الاسرائيلية على قطاع غزة تدخل عامها الثانى وفتح جبهة جديدة فى لبنان والتصعيد مع إيران العالم ينتظر نتائج الانتخابات الأمريكية التى ستجرى فى الخامس من نوفمبر القادم ليضع امام الرئيس الأمريكى المنتخب المخاوف والمخاطر من عدم الاستقرار الذى يضرب مناطق عدة فى العالم.
ويأمل الجميع فى المنطقة العربية من الساكن الجديد للبيت الأبيض ان يبذل جهداً لكبح جماح إسرائيل ووضع حلول للقضية الفلسطينية لتؤدى إلى الوصول بالشعب الفلسطينى لتحقيق اقامة دولته وفقا لمقررات الشرعية الدولية مع عدم التصعيد مع إيران.
وبداية الاستقرار فى اقليمنا لا يعنى فقط وقف إطلاق النار ولا الافراج عن الرهان والحفاظ على تقديم المساعدات الانسانية بانتظام وحتى هذا ينفذ رغم جولات التفاوض من أجله.
الاستراتيجية الأمريكية حتى الآن قابعة فى مربع ادارة الصراع وليس إيجاد حل شامل يسفر عن الاستقرار من هنا يجب على منطقة الشرق الاوسط الاعتماد على نتائج الانتخابات الأمريكية لانه لا فرق بين الاستراتيجية والسياسة الأمريكية بالنسبة لترامب أو هاريس تجاه الصراع العربى كما ان رؤيتهما المستقبلية محدودة لتغيير مسار الشرق الاوسط لأن القضايا المستقبلية فى هذه المنطقة وما يتعلق بالقضية الفلسطينية وإسرائيل وإيران وبرنامجها النووى موضوعات ملغمة يمكن انفجارها فى وجه مرشحى الحزبين ويقلل من فرص فوزهما ونفور المؤيدين والداعمين من الصهاينة منهما ولذا لا يبدو خلال حملاتهما الانتخابية الحصول على أكثر مما نعرفه النابع من استراتيجية أمريكية ورؤية لمنطقتنا الفروق بين ترامب وهاريس طفيفة ولا تكاد تكون ملحوظة بالنسبة لمشاكل منطقتنا ففى حالة فوز ترامب ستعود السياسة الصارمه مع إيران ووضع مزيد من الضغوط عليها اقتصاديا لتقليل قدرتها على تمويل اذرعها بجانب هذا توفير الدعم الكامل للمعارضة الإيرانية والنشطاء وهذا يعنى استبعاد مبدأ التفاوض مع طهران اما بالنسبة للقضية الفلسطينية فترامب سوف يوقف الحرب فور وصوله دون تفاصيل عن الحقوق الفلسطينية وهو الذى قدم لاسرائيل القدس والجولان والتوسع الاستيطانى مما يعنى عدم استقرار المنطقة اما فى حالة فوز هاريس ستتبنى ادارتها التهدئه فى ادارة الملف الإيرانى واحتواء برنامجها النووى وعدم التخلى عن الضغط لمنع إيران من الحصول على السلاح النووى اما الملف الفلسطينى فواضح انه لا فرق بين ترامب وهاريس فى تناوله هناك اتفاق على أمن إسرائيل وحقها فى الدفاع عن نفسها وان كان هناك حديث ديمقراطى عن المفاوضات لحل الدول والتشديد على القضايا الانسانية فى غزة وادانة التوسع الاستيطان لكن هذا لا يحل القضية ولا يؤدى إلى الاستقرار.