قديماً كان النجوم مثالاً يحتذى فى العطاء والمعرفة والدعم والمساندة للوطن والمواطن فى شتى المجالات والأهم من ذلك كله، كانوا قدوة فى نشر الوعى والفكر المستنير، وكلمة النجوم لم تكن قاصرة على مشاهير الرياضة والفن فقط بل كانت تشمل كافة نجوم المجتمع من مبدعين ومفكرين ورجال أعمال، وبالطبع فى القلب منهم نجوم الفن والرياضة.
تذكرت ذلك وأنا اتابع بحزن الحال الذى وصل إليه بعض من يطلق عليهم نجوما فى زماننا وللأسف تحولوا إلى سبة فى الجبين وسبباً رئيسياً فى تراجع بل وتدهور القيم والمباديء لدى الكثير من المواطنين لا سيما الشباب والنشء الصغار!!
فلك أن تتخيل عزيزى القاريء ذلك الفنان الذى يمتلك أسطولاً من السيارات الفارهة وربما طائرة خاصة ينفق الملايين ببزخ على الشهوات والتفاهات ولم يضبط يوماً متلبساً بدعم الوطن أو حتى أحد الفقراء والمحتاجين، وكذلك تلك الفنانة التى كل همها أن تعرض مفاتنها على الفيسبوك وأخرى توصف نفسها أنها «قشطة» فهل هذا فن أو إبداع؟!
على نفس المنوال يسير بعض نجوم الرياضة الذين يحصلون على الملايين سنويًا «اللهم لا حسد» ولم نسمع يوماً أن أحدهم ساهم فى إنشاء مشروع خيرى يعود بالنفع على أبناء الشعب ولو حتى فى قراهم أو محافظاتهم، الأمر الذى ينطبق أيضاً على كثير من رجال الأعمال ونجوم المجتمع هذه الأيام!!
قديماً كان النجوم، كل النجوم أو معظمهم من فنانين ورياضيين ورجال أعمال يقيمون الحفلات الخيرية لجمع التبرعات والمنح لدعم البسطاء والفقراء وإنشاء المستشفيات والمدارس والجامعات ولنا فى قصر العينى والدمرداش وفؤاد الأول المثل والقدوة، علاوة على المساندة الفاعلة للوطن مادياً ومعنوياً خاصة فى أوقات الأزمات والحروب، فمن ينسى دور كوكب الشرق أم كلثوم ودعمها للمجهود الحربى فى أعقاب نكسة 67 حيث جولاتها داخل مصر وخارجها لتوفير الأموال لدعم الوطن فى ذلك الوقت وكذلك دور معظم نجوم الفن والرياضة ورجال الأعمال الوطنيين فى دعم بلدهم كل وفق قدراته وإمكاناته الفنية والمالية.
للأسف اليوم الأمر أختلف تماماً فترى فناناً يحتفل بزفاف ابنته وينفق خمسة ملايين وآخر يفتتح مطعماً أو «كافيه» يتكلف عشرات الملايين، و ثالثاً يقيم «بارا» للمشروبات الروحية فى حفل زفافه ورجل أعمال يقيم حفلاً لزفاف ابنه بتكلفة اقتربت من نصف المليار وآخر احتفل بعيد ميلاده وسط أقاربه وأصدقائه الذين عبروا عن فرحهم واحتفائهم به بإلقاء مليون جنيه فوق رأسه.. نعم مليون جنيه.. فى مشهد أقل ما يوصف أنه مستفز بل سفه منهم ومنه فى ظل الظروف الحالية التى يمر بها الوطن والعالم من حولنا.
المؤكد إننا هنا لسنا بصدد الحقد أو الغيرة من هذا النجم أو ذاك، ولكننا فقط نريدهم نجوماً بحق عملاًَ وخلقاً ليحققوا المراد من مفهوم القوة الناعمة التى طالما تغنينا بتأثيرها وقيادتها للمجتمع نحو الأفضل، ومن هذا المنطلق يجب علينا إبراز دور بعض النماذج الملهمة لعدد من نجوم هذا الزمان وفى مقدمتهم العالمى محمد صلاح وقديس القلوب مجدى يعقوب والموسيقار المبدع دائماً عمر خيرت ورجل الأعمال الوطنى الشريف الراحل محمود العربى وقبل هؤلاء جميعاً الأمام الزاهد دكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف.