نظارة على مقاس الوطن ترى الصورة شديدة الوضوح، والعجيب أنها تقرأ ما بين السطور وتعرف كل التفاصيل دون أن يختفى أو يخفت أمامها العناوين الكبيرة، أشهد كما يشهد الكثيرون أن «الرئيس عبدالفتاح» يرى الصورة على حقيقتها وكما هى دون تقعير أو تحديب، يضع الميكروسكوب أمامه ليرى بدقة كل تفصيلة من تفصيلات الحياة فى مصر، فى نفس اللحظة التى ينظر من خلال التليسكوب ليرى مصر كلها من أقصاها إلى أقصاها فى نظرة واحدة، ثم يدقق النظر فى المحيط الإقليمى والدولى وموقع مصر من هذا كله، بيد أن محددات الأمن القومى هى الشغل الشاغل للرئيس حتى قبل أن يصبح رئيسا، هذه المحددات تجمع بين السياسة والاقتصاد والعلاقات الدولية والعسكرية فى بوتقة واحدة تحتاج من يفككها لقراءتها ميكروسكوبيا ثم يعيد تجميعها ليعيد قراءتها تليسكوبيا، لذلك عندما يتكلم الرئيس أجد فى صدى كلامه فهما ووعيا وحكمة ووضوح رؤية نادراً، لذلك جال بخاطرى اليوم وأنا أكتب هذا المقال تصورا أن هناك نظارة للرئيس يرى بها الأمور وبهذا التعبير البيانى أتخيل أن يتم إعارة هذه النظارة للوزراء وكبار المسئولين وكذلك بعض المفكرين كى يروا بها ما يراه الرئيس ليسيروا فى نفس الطريق وبنفس السرعة، بيد أن التناغم الفكرى والثقافى والمعرفى بات فريضة علينا جميعا، هناك «سياقات» واضحة تخدم.
«المسارات» الأكثر وضوحا، لابد هنا أن نؤكد على أن الجميع يرى ويعلم لكن البعض فقط هو من يحول هذه المعارف والعلوم والرؤى إلى حالة فهم صحيح ووعى حقيقى، أتمنى مجددا أن تكون لدينا حكومة متناغمة أولا، متسقة مع المشروع الوطنى ثانيا، وقبل كل ذلك بنفس سرعة الرئيس وقفزاته نحو المستقبل مهما ازدادت الغوغائية وسهام الكارهين والحاقدين، أقول للوزراء «انظروا إلى مصر بعيون الرئيس» وعليكم باستعارة نظارته إذا لزم الأمر كى تروا ما يرى، وفقكم الله جميعا لما فيه خير بلادنا.