أظهر استطلاع للرأى أجرته رويترز/ إبسوس أن نائبة الرئيس الأمريكى الديمقراطية كاملا هاريس حظت بتأييد 47 المائة من المشاركين متفوقة على منافسها الجمهورى دونالد ترامب، الذى نال تأييد 42 بالمائة فى السباق للفوز بالانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها فى 5 نوفمبر.
يعزز ذلك تقدم هاريس بعد مناظرتها مع الرئيس السابق، والتى يعتقد الناخبون إلى حد كبير أنها ربحت فيها. وأظهر الاستطلاع الذى استمر يومين تقدم هاريس بخمس نقاط مئوية بين الناخبين المسجلين، وهو ما يزيد قليلا على تفوقها بأربع نقاط على ترامب فى استطلاع أجرته رويترز/ إبسوس بين من 21 إلى 28 أغسطس.
قال نحو 52 بالمائة من المشاركين إن ترامب تعثر ولم يكن حاد الذكاء، بينما قال 21 بالمائة هذا عن هاريس.
شمل الاستطلاع 1690 راشدا على امتداد الولايات المتحدة، منهم 1405 من الناخبين المسجلين، وبلغ هامش الخطأ فى الاستطلاع نحو 3 نقاط مئوية بالنسبة للناخبين المسجلين.
وضعت هاريس ترامب فى موقف دفاعى فى المناظرة الرئاسية الملتهبة وشنت سلسلة من الهجمات تتعلق بمدى أهليته لشغل المنصب ومشاكله القانونية العديدة.
فى الوقت نفسه، ألقى المرشح الجمهورى الرئيس الأمريكى السابق دونالد ترامب أول تصريح له منذ المناظرة الرئاسية أمام هاريس، وقال إنه فاز على المرشحة الديمقراطية فى المواجهة التى جرت بينهما، وجدد هجومه على المهاجرين.
بحسب ما ذكرت صحيفة الجارديان البريطانية، فإن ترامب وخلال مشاركته فى فعالية انتخابية فى ولاية أريزونا المتأرجحة، قال: «لقد حققنا نصرا هائلا على الرفيقة كامالا هاريس» ــ مستخدما لقبا ساخرا من منافسته نائبة الرئيس الأمريكي، وتعمد نطق اسمها الأول بشكل خاطئ.. وجاء تصريح ترامب على الرغم من الانتقادات الواسعة لأدائه فى المناظرة الرئاسية من قبل المحافظين والتقدميين على حد السواء.
جدد ترامب إلقاء اللوم على مديرى المناظرة، وشكا من سوء التعامل الذى تلقاه منهما.. إلا أنه أوضح عدم رغبته فى إجراء مناظرة أخري، وقال إنه لن يكون هناك مناظرة ثالثة، وذلك بعد مناظرته الأولى مع بايدن والثانية مع هاريس.
فى المقابل، بدأت المرشحة الديمقراطية هاريس مساعى حشد مزيد من الدعم بين الناخبين، الذين افتقد الحزب الديمقراطى تأييدهم لهم لفترات طويلة، ومن هؤلاء الريفيين وسكان المناطق القروية.. وبحسب ما ذكرت مجلة بولتيكو، فإن هاريس طرحت أهدافها التفصيلية الأولى لأمريكا الريفية فى محاولة لجذب مزيد من الناخبين الذين سيساعدون فى تحديد نتيجة انتخابات أمريكا 2024 المقررة فى نوفمبر.
أشارت الصحيفة إلى أن الأهداف، التى وردت فى وثيقة من صفحتين، هى أبعد ما وصلت إليه هاريس فى حياتها المهنية لتحديد كيفية تعاملها مع السياسة الخاصة بالمجتمعات الريفية، وتأتى تزامنا مع زيارة يقوم بها المرشح الديمقراطى لمنصب النائب، الحاكم تيم والز، لمدينة واوساو بولاية ويسكونسن، فى إطار عمله كمبعوث خاص إلى المناطق الريفية فى الولايات المتأرجحة فى السباق النهائي.. بينما تتجول هاريس نفسها فى بعض مقاطعات بنسلفانيا الريفية المؤيدة للجمهوريين بشكل عام، كجزء من حملتها فى الولايات الحاسمة على مدى الأيام القليلة المقبلة.
وكجزء من خططها الأوسع، فإن حملة هاريس تعد باستثمارات فيدرالية جديدة للمجتمعات الريفية حال فوزها، وتحذر من أن سياسات ترامب لن تراعى المناطق الريفية، وفقا للوثيقة التى حصلت عليها مجلة بولتيكو.
وتقول المجلة إن هاريس، التى عينت مؤخرا مسئولة للتواصل مع المناطق الريفية، تحاول كسب أصوات الناخبين المتشككين غير الحاسمين وسكان المناطق القروية والبلدات الصغيرة الذين يميلون للديمقراطيين، الذين قد لا يصوتون فى الانتخابات. ومن خلال قيامها بذلك، فإنها قد تتمكن من تقليص بعض النقاط المئوية من هامش تفوق ترامب فى الولايات المتأرجحة فى السباق شديد التقارب بينهما.
إلا أن الصحيفة تعترف بأن هاريس تواجه تحديات كبيرة فى دفع نسبة المشاركة فى الانتخابات بين سكان المناطق الريفية فى الولايات المتأرجحة، حيث يهدد ترامب بزيادة الفارق لصالحه. ويخشى بعض المشرعين الديمقراطيين والمنظمين المحليين أن يكون أداء هاريس أسوأ من الرئيس جو بايدن فى المقاطعات الريفية والمجاورة للريف، بعد أن تمكن من استعادة بعض الأرض فى عام 2020 بعد هزيمة ترامب الساحقة فى عام 2016.