أكد جاكوب جرانيه مدير عام الوكالة السويدية للتعاون التنموي الدولي (سيدا)، أن مصر شريك مهم للسويد في التعاون التنموي حيث تساهم السويد في عدد من البرامج في مصر من خلال الاستراتيجيات الإقليمية والدولية للتعاون التنموي. ويتم تنفيذ الشراكة من خلال مشاركة الأولويات والالتزام بالتنمية المستدامة.
مشيرًا إلى أن هذا الالتزام تجسد في الإستراتيجية الإقليمية التي أطلقتها السويد مؤخرا للتعاون التنموي في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في الفترة من 2024-2027.
وتتضمن الاستراتيجية ارتباطات إقليمية جديدة من بينها مصر، في مجالات خلق فرص عمل، والتجارة والتحول الأخضر، والهجرة والنقل المستدام وتعزيز التنمية المستدامة في المنطقة.
جاء ذلك خلال حدث رفيع المستوى نظمته سفارة السويد بالقاهرة لعرض الشراكة الاستراتيجية بين السويد ومصر وذلك في إطار الزيارة الحالية التي يقوم بها مدير عام الوكالة السويدية ضمن جولة إقليمية في الشرق الأوسط. تهدف إلى تعزيز التعاون مع الشركاء الرئيسيين، وتنسيق الجهود لمواجهة التحديات التنموية الحرجة وتعزيز التعاون الجاري.
وتركز الاستثمارات السويدية التنموية الحالية في مصر على النمو الاقتصادي الشامل والتحول للاخضر ومساهمات بارزة في قطاعي الطاقة والمياه وبلغت استثمارات السويد للتعاون التنموي في مصر خلال الفترة من 2021-2028 ما يقارب ال 30 مليون دولار كما ان السويد تعد مانح بارز لوكالات الامم المتحدة النشطة في مصر مثل صندوق الامم المتحدة الانمائي و صندوق الامم المتحدة للمرأة و بالاضافة الى المؤسسات الدولية المالية وصندوق المناخ مثل صندوق المناخ الاخضر حيث التزمت السويد مؤخرا بدفع 730 مليون دولار.
أضاف أن الاستراتيجية الشاملة بين مصر والاتحاد الاوروبي والمساعدات التنموية الموجهة الى مصر و الدفع بالقطاع الخاص تتماشى مع اولويات السويد بالنسبة إلى مصر مشيرًا إلى أن السويد عضو نشط وفعال في مبادرة المسار العالمي للاتحاد الاوروبي والتي تعزز التعاون خاصة في قطاع النقل والطاقة والرقمنة، وتؤكد على نظم الصحة العالمية والتعليم والبحث العلمي.
أوضح أن السويد تقدم ايضا استراتيجية عالمية جديدة للتعاون الإنمائي للأعوام 2024-2028 باستثمارات تقدر بـ300 مليون دولار، وتعكس هذه الاستراتيجية التزام السويد ب السياسات التنموية في منطقة الشرق الاوسط وشمال إفريقيا.
وشارك مدير عام الوكالة الدولية السويدية في طاولة مستديرة مع الشركات السويدية والمؤسسات المالية الدولية في مصر. وركزت المناقشات على تنسيق دعم السويد مع المشاريع التي تدعم أولويات مصر التنموية الوطنية، وتعزيز التوافق والتأثير في مجالات الاهتمام المشترك.
خلال زيارته إلى القاهرة، عقد غرانيه اجتماعات ثنائية مع وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، الدكتورة رانيا المشاط، والمدير العام لقطاع التخطيط في وزارة الموارد المائية والري، المهندس وليد الحقيقي.
وشارك في المؤتمر الوزاري للاستجابة الإنسانية في غزة، الذي استضافته مصر والأمم المتحدة، و جدد التأكيد على دعم السويد القوي للجهود الإنسانية في غزة وأكد على ضرورة العمل المنسق، ووصول المساعدات الإنسانية بشكل آمن وعاجل إلى جميع مناطق غزة، وكذلك ضرورة إعلان هدنة بشكل فوري لتخفيف الأثر الإنساني للأزمة المستمرة.
وقال السفير هوكان إمسجورد، سفير السويد بالقاهرة أن الزيارة تؤكد على الشراكة طويلة الأمد والمتنامية بين السويد ومصر. من خلال تعزيز الحوار وتعميق التعاون، وتسعى السويد إلى ضمان أن جهودها الإنمائية تدعم المشاريع التي تواكب الأولويات الوطنية لمصر وتساهم بشكل أساسي في السياق الإقليمي الأوسع.