الخبراء: أكبر إنتاج.. بأقل مياه.. أولوية رئاسية
اهتمام الدولة..
أسعار المحصول.. التسليم الفورى للمستحقات شجع المزارعين
مياه الغمر «حرقت» قصب السكر.. والبنجر «كسب» أرضا جديدة
أرض البنجر تتسع فى مصر، ومساحات الزراعة تزداد، بعد ما اعتبرته الدولة هدفاً وطريقا أفضل للوصول إلى الاكتفاء الذاتى من السكر.
البنجر أو كما يصفه المزارعون «محصول الخير» ميزاته عديدة استهلاكه من المياه أقل من نصف ما يحتاجه قصب السكر، فدان القصب يستهلك من 10 إلى 12 ألف متر مكعب مياه مقابل 5 آلاف متر مكعب فقط لفدان البنجر ويمكن ان تقل أكثر مع استخدام الرى الحديث كما ان المحصول يبقى فى الأرض 7 أشهر فقط ومع ذلك محصول البنجر أكبر وعائده أفضل للمزارع ومصانع تحويله إلى سكر أصبحت موجودة وبالقرب من زراعته.. مزارعو البنجر يؤكدون ان مساحات زراعته ستزداد السنوات القادمة خاصة مع الحوافز التى تقدمها الدولة وتوافر المصانع التى تتسابق على شراء المحصول، 8 مصانع قادرة على استيعاب محصول الـ600 ألف فدان بنجر، بل وأكثر منها مما يفتح الباب لمساحات أكبر خلال الفترة القادمة للبنجر الذى يكسب أرضاً جديدة فى مصر موسم بعد الآخر.
الأرقام تقول إن مصر تزرع ما يصل إلى 350 ألف فدان قصب سكر يصل انتاج 240 ألفا منها إلى مصانع السكر فيما يتحول انتاج ما يزيد على 100 ألف فدان قصب إلى انتاج التقاوى والعسل الأسود والاعلاف والصناعات الورقية ويستهلك كميات كبيرة من المياه رغم ندرتها.
الأرقام تضيف أن مصر فى السنوات الأخيرة ومن خلال اللجنة التنسيقية المشتركة بين الرى والزراعة اتجهت بقوة نحو التحول من الرى بالغمر إلى الرى الحديث خاصة فى زراعات القصب.
وتكشف الأرقام أيضًا أن مصر تستهلك 3.2 مليون طن من السكر.. تنتج منها ما بين 2.7 مليون طن إلى 2.8 مليون طن.
وخلال السنوات الأخيرة تنامت مساحات البنجر سنويا لتصل إلى أكثر من 600 ألف فدان وزيادة انتاجه حتى وصل إلى 1.2 مليون طن سكر بنجر فيما هبط انتاج السكر من قصب السكر إلى حوالى 800 ألف طن سكر ويتم توفير 700 ألف طن من القطاع الخاص لتوفير احتياجات المواطنين فيما يتم سداد الفجوة الغذائية من السكر وتصل حوالى (500) ألف طن يتم استيرادها من الخارج.
ولم يأت التوسع الحقيقى فى زراعات بنجر السكر من فراغ.. وانما جاء محصلة سياسات حكومية تنتهجها الدولة المصرية لتشجيع المزارعين بما يحقق حالة من الرضا لديهم.
وتراجع الدولة دوريا أسعار استلام البنجر من الفلاحين.. والزمت المصانع بتسليم المزارعين مستحقاتهم خلال أقل من أسبوع من استلام المحصول مع توريد التقاوى وتحليل عينات المحصول اليكترونيا وعبر «الباركود».
وتتسابق 8 مصانع لاستلام البنجر من المزارعين لعموم المحافظات منها مصانع النوبارية والدقهلية والفيوم والدلتا والاسكندرية والنيل والقنال وأبورواش.
كفرالشيخ واحدة من محافظات التوسع فى فى زراعة البنجر و50 ألف مزارع على الأقل فيها يتعاقدون على توريد انتاجهم من البنجر إلى مصنع «سكر البنجر» بالحامول ينتجون ما يزيد على 300 ألف طن سكر أبيض محلى بجانب 25 ألف طن سكر «تكرير» خام وبلغت مساحتهم المزروعة أكثر من 100 ألف فدان بنجر.
شعبان عبد العزيز مزارع أكد حرصه كل عام على التعاقد مع المصنع لزراعة البنجر فى اراضه خاصة انه يلاقى اهتماما كبيرا خلال الموسم من توفير الاسمدة والتقاوى وتقوم مديرية الزراعة بمتابعته من خلال الندوات الارشادية والمتابعة الجيدة للحصول على محصول عالى الجودة مشير الى ان الدولة شجعته ووعدت بزيادة سعر التوريد وهو ما تحقق هذا العلم ووصل الى 1900 جنيه وحوافز اخرى تشجع على انتاج محصول جيد بالاضافة الى سهولة الاجراءات فى التعامل مع الشركة.
أضاف أحمد ضاحى أن زراعة البنجر تكون من خلال عروات معينة يتم زراعتها فى أوقات مختلفة خلال العام من بداية شهر أغسطس إلى نوفمبر ومن خلال المتابعة يبدأ موسم الحصاد فى شهور فبراير، ومارس، وأبريل، ومايو لافتا إلى أن بنجر السكر لة أنواع وأصناف عديدة تعود بالنفع على التربة الزراعية، حيث أنه يمتص ويقلل نسبة الملوحة فى التربة، ويزيد من خصوبتها.
اعرب على شيحا أحد المزارعين عن سعادته بزراعة البنجر فى اراضه بعدما تعاقده مع شركة السكر والتى تقوم برعاية المساحات المنزرعة بالاشتراك مع مديرية الزراعة بكفر الشيخ التى تمدهم بالارشادات المهمة للحفاظ على الانتاجية وزيادتها وميعاد الحصاد مؤكدا ان الدولة وعدتهم هذا العام بزيادة نسبة التوريد وهى نسبة عادلة ومربحة خاصة ان زراعة البنجر مجهدة ماديا للفلاح والتربة لكنهم حريصون على زراعة البنجر والمزارعون يعتبرون الحصاد موسم الخير ويحصلون على مستحقاتهم لتلبية طلبات منازلهم وتجهيز العرائس من أولادهم.
الدكتور محمد سعد استاذ المحاصيل بكلية الزراعة فى جامعة كفرالشيخ قال إن محصول بنجر السكر من المحاصيل الاستراتيجية الهامة التى يتم زراعتها لإنتاج السكر، موضحاً أن نسبة السكر فى البنجر من 19-21 ٪، وتهتم الدولة بزيادة المساحة المنزرعة منه سنويا ليحل محل زراعات قصب السكر، وأهم ما يميز البنجر أنه لا يمكث فى الأرض أكثر من 6 شهور بداية من زراعة البذرة حتى الحصاد، مما يؤدى لتوفير كميات المياة الزائدة التى كانت تستخدم فى رى قصب السكر لافتا إلى أن زراعة المحصول تتم فى ثلاث عروات الأولى تبدأ من 15 يوليو حتى أول سبتمبر، والثانية تبدأ من أول سبتمبر حتى أول أكتوبر، والثالثة من أول اكتوبر وحتى 15 نوفمبر كما أن من أفضل الأراضى المناسبة للزراعة بنجر السكر هى الأراضى الطينية والرملية والجيرية ومتوسطة الملوحة شرط أن تكون جيدة الصرف.
تقليل الفجوة الغذائية
أوضح الدكتور شعبان السعيد استاذ النباتات الزراعية ان بنجر السكر من المحاصيل الزراعية الهامة فى العالم حيث يساهم بنحو 27 ٪ من الإنتاج العالمى للسكر ويعد المصدر الثانى لإنتاج السكر فى مصر مشيرا الى ان نسبة مساهمة البنجرفى الإنتاج حوالى 20.5 ٪ وتحتل مصر المرتبة الأولى بين دول العالم من إنتاجية البنجر وقد بدأ الاهتمام بزراعته فى مصر فى الثمانينيات كمحصول شتوى ثنائى الغرض، حيث يستخرج السكر من الجزور ويستخدم المجموع الخضرى كعلف أخضر مشيرا الى ان المحصول بمثابة الأمل فى تقليل الفجوة الغذائية من السكر نظراً لأنه يتميز عن قصب السكر فى أن فترة بقائه بالتربة تتراوح بين 6 – 7 أشهر، واحتياجاتة المائية تقدر بحوالى 4200 م3 /فدان، فضلاً على أن زراعته تنجح فى الأراضى الحديثة وعلى ذلك فإن التوسع فى زراعته لن يكون على حساب المحاصيل الرئيسية. فى حين أن القصب يعطى الإنتاج بعد 12 شهراً واحتياجاته المائية تقدر بحوالى 16000 م3 /فدان بينما أصبح يستهلك حوالى 8000 م3 /فدان، بعد تطبيق مشروع النهوض بالقصب واستخدام نظام الرى المطور والتسوية بالليزر.
360 ألف طن سكر
يقول الدكتور احمد ابو اليزيد رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب لشركة الدلتا للسكربمركزالحامول ان المصنع يعتبر أحد أكبر قلاع صناعة السكر فى مصر والشرق الاوسط.. مشيرا الى ان المصنع يستوعب 2.5 مليون طن محصول بنجرسنويا لينتج من 320 ألف إلى 360 ألف طن سكر علاوة على إنتاج خام المولاس بمعدل 130 ألف طن، وكذلك تفل بنجر بما يقرب من 140 ألف طن سنويا.
أبو اليزيد أضاف ان المصنع تم افتتاحه عام 1980، ووجهت القيادة السياسية بتطويره وبالفعل تم تطوير وتحديث ورفع القدرات الاستيعابية والتصنيعية لبنجر السكر لينتج السكر الأبيض وسكر المكعبات و التكرير و المولاس و لب البنجر المجفف مشيرا الى أن السكر المستخرج من بنجر السكر يمثل حوالى نصف إنتاج السكر فى العالم وفى مصر تم زراعة 600 ألف فدان هذا العام فى عدة محافظات أهمها كفر الشيخ الدقهلية والشرقية مؤكدا ان الدولة على طريق الاكتفاء الذاتى بعد مضاعفة زراعات البنجر ليتواكب مع الجمهورية الجديدة.
أضاف د.أبو اليزيد ان انتاجية محصول البنجر زادت هذا العام بنسبة كبيرة عن الاعوام السابقة والدولة وعدت المزارعين بزيادة سعر توريد طن بنجر السكر حتى اصبح يتراوح من 1350 إلى 1900 جنيه بعد إضافة الحافز الإضافى عن كل طن مورد من مزارعى البنجر خلال الموسم الجارى لتشجيعهم على زيادة معدلات التوريد لافتا إلى ان الاستلام يتم بجداول منظمة لمنع التكدس مع صرف العديد من الحوافز للمزارعين وذلك بالتزامن مع تيسير إجراءات استلام البنجر لإنتاج السكر المحلي، وتذليل أية عقبات تواجه عمليات التوريد طوال أيام الموسم الحالى بالاضافة لسرعة صرف مستحقات المزارعين أولاً بأول لافتا الى أنة لأول مرة يتم تفعيل نظام الباركود فى استلام ووزن وسحب العينات إلكترونيًا دون تدخل العنصر البشرى تحقيقًا لمبدأ الشفافية، مشددًا على تسليم مستحقات المزارعين فى موعد أقصاه أسبوع من تاريخ استلام المحصول.
الزراعة التعاقدية
اوضح ان زراعة بنجر السكر تعتمد على الزراعة التعاقدية مع المزارعين ومع بداية شهر مارس يبدأ توريد البنجر الى المصانع.. التابعة للشركة القابضة للصناعات الغذائية مشيرا إلى ان مصر لديها 8 مصانع لانتاج السكر من بنجر السكر وهى شركة الدلتا للسكر والنوبارية والدقهلية والفيوم والاسكندرية والنيل والقنال ومصنع أبو رواش وذكر أن صناعة السكر تتم على عدة مراحل تبدأ عقب توريد البنجر الى المصنع ودخول سيارات النقل المحملة بالمحصول للحصول على «الباركود» وتجهيز العينة وعرضها على المعامل بواسطة الكيميائيين لتحديد نسبه السكروز الموجودة فى البنجر «85 ٪ او 90 ٪» ويتم وضع العينة فى اجهزة مخصصة وبرقم الباركود الخاص بالمزارع وبناء على العينة تحسب نسبة الجودة التى يتم محاسبة المزارع عليها.
أشار توفيق ابو احمد المدير العام الى ان المصنع يعمل به أكثر من 2000 عامل وفنى وإداري.. والماكينات لا تتوقف مشيرًا إلى أن المصنع يعمل بنظام الورديات ويواصل العمال الليل بالنهار ليوفروا احتياجات السوق المحلية من السكر وتصدير المولاس، تفل بنجر جاف والسكر الأبيض الكريستال للخارج.
زيادة الإنتاجية
المهندس محمد حمام عبدالعاطى بمصنع السكر بالحامول بمنطقة شرق وغرب القناة أكد سعى ادارة الشركة لزيادة الانتاج دائما ويتم التعاقد على مساحات كبيرة لزراعة البنجر خارج كفرالشيخ وتحديدا بمناطق سينا واشار إلى أن المنطقة من أهم المناطق لدى شركة الدلتا للسكر التى تعتبر من المناطق الواعدة فى الزراعة و خاصة محصول البنجر والذى يستخرج منه منتج السكر الذى يعد من المنتجات الهامة والتى تؤثر فى جميع الصناعات.
محصول الخير
من جانبه أشاد اللواء جمال نور الدين محافظ كفر الشيخ بتميز المحافظة فى زراعة محصول البنجر فى مساحات كبيرة، ويرجع ذلك لطبيعة أرضها ووجود مصنع الدلتا للسكر بمدينة الحامول لافتا الى ان زراعة بنجر السكر منتشرة فى قرى ومراكز المحافظة وتنال اهتمام كبير وحرص من المزارعين على زراعته ويطلقون عليه محصول الخير نظرا للمردود الاقتصادى الذى يحصلون عليه بعد توريد المحصول الى الشركة.
اضاف المحافظ ان الدولة تقدم التقاوى والأسمدة والإرشادات للمزارعين لافتا إلى اهتمام الدولة بالتوسع فى زراعة بنجر السكر فى المشروعات القومية الزراعية مثل مشروع مستقبل مصر الزراعى والدلتا الجديدة ومشروع توشكى لتقليل الفجوة بين الاستهلاك والإنتاج .
رئيس مجلس المحاصيل السكرية:
فدان البنجر يستهلك 5000 متر مكعب مياه مقابل 12 ألفًا لفدان القصب
كتبت ــ ثريا عبدالرسول :
اكد الدكتور مصطفى عبدالجواد رئيس مجلس المحاصيل السكرية بوزارة الزراعة واستصلاح الأراضى أن البنجر أقل شراهة فى استخدام مياه الرى عن قصب السكر حيث يستهلك فدان البنجر الواحد 5000 متر مكعب من المياه ويمكث فى الأرض فترة تتراوح ما بين 6 إلى 7 شهور فى حين يستهلك فدان القصب من 10 إلى 12 ألف متر مكعب ويمكث فى الأرض 12 شهراً.
اضاف أن مصر حالياً تزرع 600 ألف فدان من بنجر السكر و325 ألف فدان من قصب السكر.. مشيراً إلى جودة زراعة البنجر فى المناطق المستصلحة الجديدة لأنه من المحاصيل غير الشرهة للمياه.
اشار إلى أنه لابد من التعديل فى مقدمة المصنع ليتناسب مع طرق استخلاص السكر من البنجر بالاضافة إلى عصر القصب وتتكلف حالياً حوالى 5 مليارات جنيه للمصنع الواحد.