كشف مسئولان أمريكى وإسرائيلى أن «هناك تقدماً فى المحادثات الجارية حول وقف اطلاق النار فى غزة. ووفقا لموقع أكسيوس الاخبارى الأمريكي»، أوضح المسئولان أنه «من غير المتوقع تحقيق إنجاز فى المحادثات المرتقبة هذا الأسبوع بشأن وقف إطلاق النار» لكنهما أشارا إلى وجود تقدم.
يأتى هذا فيما أفاد مسئولان أمريكيان، ومصدر ثالث مطّلع لموقع «أكسيوس»، بأن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب عقد يوم الأحد الماضي، جلسة مطوّلة فى منتجع كامب ديفيد مع فريقه الرفيع لشئون السياسة الخارجية، ناقشوا خلالها استراتيجية أمريكا فى التعامل مع أزمة إيران النووية، والحرب فى غزة .
ووفق «أكسيوس»، يواجه ترامب عقبات متزايدة بشأن اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى من شأنه أن ينهى الحرب الدائرة. وقال مسئول أمريكى رفيع لـ»أكسيوس» إن الرئيس ترامب يرى أن الأزمتين مترابطتان وتشكلان جزءًا من واقع إقليمى أشمل يسعى إلى إعادة تشكيله.
كما أفاد مسئول أمريكى بأن الرئيس ترامب ونتنياهو ناقشا خلال اتصال هاتفى أمس، الوضع فى غزة، حيث عبّر ترامب عن رضاه بدخول المساعدات إلى القطاع، رغم أن مفاوضات وقف إطلاق النار ما زالت متعثرة منذ أسابيع، رغم بعض المؤشرات المتقطعة على التقدم.
وأضاف مسئولان أن جهود إقناع حماس بالمقترح الأمريكى شهدت بعض التقدم فى الأيام الأخيرة، ويُعزى ذلك جزئيًا إلى ضغوط من الوسطاء متزايدة على الحركة.
وكانت إسرائيل أعلنت أكثر من مرة خلال الفترة الماضية أنها وافقت على المقترح الذى قدمه المبعوث الأمريكى ستيف ويتكوف، متهمة حماس برفضه. بينما أكدت الحركة الفلسطينية أنها وافقت على المقترح الأمريكي، مطالبة ببعض التعديلات. وكررت أكثر من مرة استعدادها لإطلاق سراح كافة الأسرى الإسرائيليين المحتجزين فى القطاع مقابل وقف الحرب والانسحاب الإسرائيلى من كامل القطاع مع تعهدات أمريكية بذلك.
على صعيد الأوضاع الميدانية، أعلنت مصادر طبية أن نحو 60 فلسطينيا استشهدوا وأصيب أكثر من 100 اخرين بنيران الجيش الإسرائيلي، غالبيتهم أثناء محاولتهم الحصول على الغذاء بالقرب من نقطة التوزيع الأمريكية فى نتساريم وسط القطاع.
كما أشار شهود عيان إلى أن طائرات إسرائيلية مسيرة قصفت خيمة تؤوى نازحين فى منطقة المواصى غرب مدينة خان يونس جنوبى القطاع، ما أدى لوقوع قتلى وجرحى فى صفوف النازحين إلى ذلك قصف الجيش الإسرائيلى عددًا من المنازل السكنية، بالتزامن مع عمليات نسف وتدمير للمنازل والبيوت. ووسط القطاع، أغارت الطائرات الإسرائيلية على منزل سكنى فى مدينة دير البلح، ما أسفر عن وقوع إصابات، بالإضافة إلى أضرار مادية كبيرة .
وارتفعت حصيلة العدوان الإسرائيلى إلى أكثر من 55 ألف شهيد و127 ألف مصاب منذ السابع من أكتوبر للعام 2023 م . وبلغت حصيلة الشهداء والإصابات منذ 18 مارس 2025 بلغت «4649 شهيداً، 14574 مصابًا».. ومن جانبها، أكدت لجنة تحقيق دولية تابعة للأمم المتحدة أن الهجمات الإسرائيلية على المدارس والمواقع الدينية والثقافية تُشكل جرائم حرب و»إبادة».
وقالت اللجنة «إن إسرائيل دمرت النظام التعليمى فى غزة ودمرت أكثر من نصف المواقع الدينية والثقافية فى القطاع، كجزء من هجوم واسع النطاق ضد الشعب الفلسطني». كما اعتبرت أن القوات الإسرائيلية ارتكبت خلال الهجوم «جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية».
أتى هذا الموقف، بعدما خرجت أغلب المستشفيات والمراكز الصحية عن الخدمة جراء الغارات الإسرائيلية والحصار. فيما تضررت معظم المدارس، بينها مدارس كانت تؤوى نازحين .
من جانبها، قالت وزارة التربية والتعليم إن 16,382 طالب استُشهدوا و23,532 أصيبوا بجروح منذ بدء العدوان الإسرائيلى فى السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023 على القطاع والضفة.
وأوضحت التربية أن عدد الطلبة الذين استُشهدوا فى قطاع غزة منذ بداية العدوان وصل إلى أكثر من 16,245، والذين أصيبوا 25,959، فيما استُشهد فى الضفة 137 طالبا، وأصيب 897 آخرون، إضافة إلى اعتقال 749 وأشارت إلى أن 917 معلما وإداريا استُشهدوا، وأصيب 4347 بجروح فى قطاع غزة والضفة، واعتُقل أكثر من 196 فى الضفة.
فى السياق ذاته، دعا جيش الاحتلال المواطنين فى شمال القطاع، وتحديدا فى أحياء الكرامة، عبد الرحمن، النهضة، ومعسكر جباليا، إلى إخلاء منازلهم فورًا والتوجه جنوبًا نحو ما وصفها بـ»المآوى المعروفة» فى مدينة غزة.
وجاء فى بيان صادر عن الجيش أن «قواته تعمل بقوة شديدة جداً فى مناطق وجود السكان لتدمير قدرات المقاومة»، زاعمًا أن «كل عملية إطلاق نار أو هجوم سيتم الرد عليه بشكل صارم». وأضاف البيان: «غادروا فورًا نحو الجنوب»، محذرًا من أن «العودة إلى مناطق القتال تشكل خطرًا على الحياة».
وفيما يتعلق بالملف الانساني، قال مسئول فى جمعية الإغاثة الطبية فى غزة إن 41 ٪ على الأقل من مرضى الفشل الكلوى فى القطاع توفوا بسبب نقص الإمكانيات الطبية. وأضاف أن نقص الأجهزة والعلاجات اللازمة أدى إلى تدهور الحالة الصحية لهؤلاء المرضى بشكل كبير، مما أسهم فى ارتفاع معدلات الوفيات بينهم. وأكد المسئول أن الوضع الصحى فى غزة يواجه تحديات كبيرة نتيجة الحصار والعدوان المستمر، مما يؤثر بشكل مباشر على حياة المرضى وحاجتهم للعلاج المستمر.