في إنجاز جديد يعزز مكانة مصر في مجال العمل المناخي والحفاظ على الطبيعة والتنوع البيولوجي، تم اختيار الدكتور خالد النوبي، المدير التنفيذي للجمعية المصرية لحماية الطبيعة، كواحد من بين أهم 50 شخصية صانعة تأثير عالمياً في مجال التغير المناخي وحماية الحياة البرية. . جاء هذا الاختيار ضمن الحملة العالمية التي أطلقتها بطل الأمم المتحدة رفيع المستوى لتغير المناخ السيدة نيجار أرباداراي، خلال فعاليات مؤتمر الأطراف التاسع والعشرين لتغير المناخ (COP29).
يأتي هذا التكريم الدولي ليعكس الدور الريادي الذي تضطلع به الجمعية المصرية لحماية الطبيعة “NCE” في حماية التنوع البيولوجي والحفاظ على الطبيعة في مصر، مع التأكيد على ضرورة دمج هذه الجهود ضمن قطاع الطاقة المتجددة، واهمية إدراج فقدان التنوع البيولوجي المحلي ضمن الأجندات الوطنية والدولية. ورغم أن الجهود المبذولة للحفاظ على الكائنات الحية غالبًا ما تركز على الأنواع المهاجرة، تؤكد الجمعية على التهديدات الشديدة التي تواجه الأنواع غير المهاجرة، مثل تلك الناتجة عن مشروعات الطاقة المتجددة غير المخطط لها بشكل جيد.
تحت قيادة الدكتور نوبي، تمكنت الجمعية من تنفيذ العديد من المبادرات الرائدة التي تهدف إلى دمج الاعتبارات البيئية مع الأهداف الطموحة للطاقة المتجددة في البلاد، حيث تهدف هذه المبادرات الى تحقيق توازنٍ فعال بين الاحتياجات المتزايدة للطاقة والالتزامات الوطنية لحماية الطبيعة والحياة البرية.
ومع ذلك، ومع التوسع الكبير في قطاع الطاقة المتجددة في مصر، تبرز المخاطر المرتبطة بهذا التطور، مثل تهديد الموائل الطبيعية والمسارات الهامة للطيور.
إذ أظهرت الدراسات أن التوسع غير المدروس في انشاء محطات الطاقة المتجددة قد يؤدي إلى إحداث وفيات كبيرة في الطيور المهاجرة، الأمر الذي قد يخل بالتزام الدولة المصرية الخاصة باتفاقيات حماية الأنواع المهاجرة. وهنا، يبرز دور الجمعية لتلعب دورًا فعالًا في مواجهة هذه التحديات وحماية مسارات الطيور المهاجرة من مخاطر التصادم محطات طاقة الرياح وخطوط نقل الكهرباء، وهو أحد التحديات البيئية الرئيسة التي تحتاج إلى مزيد من العمل.
كذلك في إطار التزامها بحماية الحياة البرية المحلية، قادت الجمعية مؤخرًا مبادرة بارزة لنقل الضب المصري (Uromastyx aegyptia)، وهو من الأنواع المهددة بالانقراض. وبالتعاون مع المركز الإقليمي للطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة (RCREEE) وشركة SafeSoar، نجحنا في نقل 13 فردًا من هذا النوع المهدد من محطة طاقة الرياح “آمونت” قبل بدء أعمال البناء. وقد ساهمت هذه المبادرة في تقليل الأضرار المحتملة، وأظهرت كيف يمكن للتعاون الفعّال أن يوازن بين التنمية والحفاظ على البيئة. وتعكس هذه الجهود التزام الجمعية المصرية لحماية الطبيعة في مصر بحماية التنوع البيولوجي الفريد في مصر مع تعزيز التنمية المستدامة.
عن هذا الإنجاز .. قال الدكتور شريف بهاء الدين، رئيس مجلس الإدارة: “هذا التقدير لخالد النوبي هو تقدير مستحق، يعكس التزامه وتفانيه في تعزيز الحفاظ على الطبيعة. وهو أيضًا اعتراف بجهود فريق الجمعية المصرية لحماية الطبيعة (NCE) في أن يصبحوا رواداً في مجال الحفاظ على البيئة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. تهانينا لخالد، ولـ NCE، ولـجمهورية مصر العربية على هذا الاعتراف والانجاز”.
ومن جانبه علق خالد النوبي بالقول: “أشعر بالامتنان العميق والتواضع لحصولي على هذا التكريم من فريق “هاي ليفيل كلايميت شامبيونز”، وأود أن أؤكد أن هذا التكريم يجب أن يكون لجميع زملائي في الجمعية الذين يلهمونني يومياً ويحفزونني على مواصلة العمل بإخلاص. نحن نحتفل اليوم بجهد جماعي كان لي شرف تمثيله”.
إن إدراج خالد النوبي في هذه الحملة يُسلط الضوء على مكانة مصر الفريدة كبؤرة تلاقي بين الحفاظ على التنوع البيولوجي، والتزامها بالعمل المناخي وتحقيق والتنمية المستدامة، ويبرز كيف يمكن أن تكون البلاد نموذجًا يحتذى به للمناطق الأخرى التي تواجه تحديات مشابهة.