كثير من الأخبار يتم تداولها عن أن هناك تغييرا وزاريا على الأبواب.. الكل يترقب بشغف.. وتتناثر التكهنات والأقاويل حول ما يمكن أن يشمله التغيير.. من سيأتى ومن سيبقي.. وتتعدد الشائعات والفتاوى ممن يدعون العلم بما يجرى فى كواليس المسرح السياسي.
منصب الوزير فى مصر.. مهم.. رغم الانشغال المستمر والجهد المتواصل والمهام الجسيمة والمسؤولية الوطنية والتى تلاحق الوزراء على مدى التاريخ.. الأمر ليس بالسهل وليس نزهة أو مجرد منصب.. وقد يكون الأمر كذلك فى البلدان التى استطاعت أن تستقر على ثوابت وسياسات قومية ناجحة ومؤثرة.. تغلبت بها على مشاكلها واستطاعت من خلالها تقديم حزمة متميزة وفاعلة من الخدمات فى كافة المجالات والتى تحقق طموحات المواطن ومتطلباته.. الوزير هناك يكون مجرد رمز سياسى همه الوحيد أن يسعى الى التطوير المستمر من أجل التميز والإبداع والتألق.. ولكن الوزير فى البلدان التى مازالت تتخبط فى مشاكلها المتراكمة والمتجددة والمتشابكة عبر السنين.. كان الله فى عونه.. لأنه هو المسؤول والمطالب بحل هذه المشاكل.. وهو الذى يتولى تحديد التوجهات والإستراتيجيات ونظم العمل وأولوياته وبرامجه وأنشطته.. لذلك فهو دائما ما يبدأ من أول السطر.. وعلى صفحة جديدة.. الصفحات القديمة لم تحل المشاكل ولم تصل الى الحل.. فنبدأ من أول وجديد..
وفى اعتقادى ان القيادات التنفيذية فى الوزارات هى من أكثر العوامل التى تؤثر على أداء الوزراء.. هذه القيادات التى تمد الوزراء بالمعلومات والبيانات والدراسات عن كل ما يتعلق بعمل الوزارة وكل من يعمل بالوزارة.. ويقال ان هذه القيادات تعلم جيدا ادارة السيناريو فى الأسابيع الأولى من وصول الوزير الجديد.. كيف تستطيع أن تكون على اقرب مسافة من معاليه.. وأكثر تأثيرا واهتماما.. من أجل أن تنال الثقة والمكانة المتميزة.. هذه القيادات هى التى يجب أن يتم أخذها بعين الاعتبار فهى فى حقيقة الأمر تعتبر بوصلة الأداء الحكومي.. نظامنا الإدارى الحالى يقول إن هذه القيادات تصل الى منصبها بالتقادم.. يعنى تلقائيا بالدور.. هذا أحيل للمعاش.. فذاك يستلم بدلا منه.. ليس هناك اى معايير للاختيار على الإطلاق.. غير مهم ان كان ناجحا أم لا.. متطور أم لا.. فاهم أم لا.. موش مهم.. وبالتالى نجد ان من يشغل المناصب القيادية فى الوزارات غالبا يكون مقتربا من سن المعاش.. كل همه أن تمضى السنوات ونمشى على خير.. وربك يسترها.. لذا نجدهم أحرص ما يكونوا للتقيد بالروتين الحكومى دون أى مرونة.. وراعيا لكل ما تعلموه من تحفظ وتدقيق وأنظمة عفى عليها الزمن.. لن ينصلح الأداء الحكومى يا سادة يا كرام الا اذا تم اختيار القيادات فى كل الأجهزة الحكومية من خلال الإعلان والاختبار والتفضيل للفكر الراقى المتجدد والنشاط والخبرة السابقة المتميزة والنجاحات التى تحققت والتعرف على الرؤية المستقبلية وبرامج التطوير التى من الممكن أن تؤدى الى تحسين الأداء.