يشهد العالم اليوم مشهدًا سياسيًا بالغ التعقيد، يعكس بوضوح مزيجاً من الاستبداد والعربدة من جهة، والخسة والانتهازية من جهة أخري، فى ظل صمت دولى مريب، وتخاذل القوى السياسية الكبري، وغياب موقف إسلامى موحد يليق بحجم الكارثة التى نشهدها.
السيناريو واضح وصريح: قوة غاشمة خسيسة تسعى للاستيلاء على أرض ليست لها، تقتل نساءها وأطفالها وتصادر بيوتهم وممتلكاتهم وتدمر مزارعهم وتسعى الى تهجير من بقى من أهلها وترغمهم على مغادرة وطنهم، بمساندة طرف آخر لا يقل وقاحة عنها من أجل أن يتحول هذا الوطن إلى منتجع ومصيف وملهى لأثرياء لاعلاقة لهم بهذه الأرض ومن أجل الاستيلاء على خيرات هذه الأرض وهى كثيرة وهم يعلمون ذلك جيداً.. هذه ليست حربا بين جيوش، وليست احتلالا تقليديا يعترف بوجود الطرف الآخر، بل هى عملية اقتلاع جماعى لشعب من جذوره، وإحلال آخرين مكانه، فى مشهد يتجاوز كل حدود المنطق والعدالة والإنسانية.
لقد تعودنا على ازدواجية المعايير فى السياسة الدولية، ولكن ما نراه اليوم فاق كل الحدود. فالدول الكبرى التى تتغنى بالديمقراطية وحقوق الإنسان، تكتفى بالمراقبة وإصدار بيانات جوفاء، بينما تُمارس الضغوط على من يحاول التصدى لهذا الظلم.
إن خطورة هذا الوضع لا تكمن فقط فى مآسيه المباشرة، بل فى تداعياته المحتملة. الصمت الدولى عن هذه الجريمة يفتح الباب أمام فوضى عالمية، وقد يؤدى إلى صراعات إقليمية ودولية كارثية تدمر كل شيء. وإن لم يتحرك العالم لوقف هذه العربدة السياسية.
ما يحدث اليوم ليس قضية تخص منطقة بعينها، بل هو اختبار حقيقى لإنسانية البشرية جمعاء. الشعوب الحرة حول العالم عبرت عن رفضها لهذا القهر والاستبداد، ونزلت إلى الشوارع تندد بالظلم، وأصبح لزاما على الحكومات أن تتحمل مسئولياتها، وأن تتخذ مواقف واضحة وعادلة، تنحاز للحق وتنصر المظلوم، وتتصدى لهذا التغول السياسى غير المسبوق. ولابد لنا نحن أن نستثمر غضب شعوب العالم وتعاطفه مع ما يحدث من إبادة شعب أعزل لا حول له ولا قوة.. ومحاولة طرده خارج وطنه.. جماهير العالم قد تستطيع فرض كلمة الحق على حكوماتها.. ويجب أن نساعدها على ذلك.. وأعتقد أن أجهزتنا القادرة على تحقيق هذا فهو الخيار الأجدى والأصلح.. فلا أحد يريد الحرب والقتال والدمار.
نداء إلى شعوب العالم الحرة، وإلى الحكومات والمنظمات الدولية: توحدوا فى مواجهة الظلم، وارفعوا أصواتكم بالحق، قبل أن يمتد هذا الطغيان إلى الجميع، فالتاريخ لا يرحم، والساكت عن الحق شيطان.. استدعوا سفراءكم من الدول الباغية.. امنعوا دخول رعاياهم الى بلدكم.. قاطعوا تقديم الخدمات لشركات الطيران التابعة لهم فى مطاراتكم.. أوقفوا التعامل مع شركاتهم.. برهنوا لهم أن معداتهم العسكرية التى يجودون بها للشعوب ثم يمنون عليهم بها.. لن تمنحهم حب أحد أو الهيمنة على أحد.
احذروا من شرور الفتوة وصبى العالمه.. فهما أصحاب نفوس شريرة ومريضة لا تعلم إلا القتل والغدر.. والله يخرب بيوتهم.