نجد يوماً بعد يوم الكثير من الجاذبية والانبهار من التكنولوجيا وتطورها بشكل عام والإنترنت بشكل خاص لأنها فعلاً اسم على مسمى «عنكبوت» تحيط بنا بشبكتها المتشعبة لتصبح همزة الوصل والتعامل وبالتالى نعتمد عليها بالكامل فى كل شيء كما نحن الآن فى سبيل مواكبة التكنولوجيا الحديثة لما لها من ميزات كثيرة أبرزها حرية تداول المعلومات بين الناس حول العالم والاطلاع على كل ما هو جديد فى عالمنا ولهذه الحرية غير المقننة والمتاحة بلا قواعد أثار جانبية سلبية مختلفة على الكرة الأرضية بأكملها.
ومعظمنا يعلم المسميات الكثيرة للانترنت ويعرف أنواعها منها الانترنت «الاجتماعي» الذى يمثل منصات التواصل أو «الويب» التصفح أو «التسويقي» لبث الخدمات المختلفة أو «الاتصال واللاسلكي» مثل Wireless أو «المعلوماتي» لما تحمله من حجم الهائل للبيانات ولكنى أعتقد أن كثيرين لم يسمعوا عن «الويب المظلم» أو «العميق» وهذا النوع هو الأكثر خطورة لأنه الحد الفاصل بين الشفافية والسرية يشير إلى أجزاء من الإنترنت لا يمكن الوصول إليها من خلال محركات البحث التقليدية المعروفة كـ»جوجل» ويتم استخدام برامج مصممة لهذا الغرض بشكل خاص، مثل Tor أو I2P وهذه فى الأغلب تحتوى على أنشطة غير مشروعة مثل بيع الأسلحة والمخدرات والاتجار بالبشر وتأجير القتلة واختراق البيانات وبياناته غير مفهرسة وهذا يتيح لمستخدميه إخفاء هويتهم وموقعهم الجغرافى عن السلطات القانونية فى كل مكان ويعطيهم القدرة على سرقة معلومات مهمة أو شخصية وبيعها بسهولة لأى شخص وتصل نسبة استخدام الإنترنت فى الويب العميق لـ90 ٪ وهذه النسبة تجعلنا نفكر أن نخشاه أكثر من اللازم.
فى النهاية.. استكشاف المزيد فى الإنترنت شيء مهم وجميل ولكن الأهم معرفة وفهم التقنيات الحديثة المستخدمة والمخاطر المرتبطة به قبل الخوض فيه وهناك طرق عديدة تجنبنا الوقوع فى المصيدة السوداء العميقة السوداء «Dark Web» لمستخدمى التكنولوجيا و لغير المتمكنين يمكنهم الابتعاد تماماً عن البرامج الضارة وغير المعلومة وتجاهل وعدم فتح الرسائل الإلكترونية المزيّفة على حواسبنا وهواتفنا الشخصية وأرجو متابعة الأطفال بشكل جيد حتى لا يتم استقطابهم أو دخولهم دون قصد لهذا العالم الموبوء.