لن تجد عبارات تصف حجم السعادة التى يشعر بها الآباء عندما يكونون على وشك استقبال مولود جديد، إذ يكون الشعور بالأمومة والأبوة من أعظم المشاعر والأحاسيس التى تتدفق فى قلوبهما، وخاصة عندما يكون المولود أنثي، فهنيئاً لمن رزق بالبنت، فإنهن المؤنسات الغاليات، فهل يوجد شيئ فى هذه الحياة أجمل من أن يرزقك الله أنثى تجمل لك حياتك، فهى نور البيت وروح الحياة هى التى تملأ بيت أبيها بالإشراقة الفريدة هى باب من أبواب جنة الأرض، فمن بشر بالأنثى فهو أسعد الناس، فالخير فى إنجاب البنات حين تكون أول الخلفة فالأنثى خير كبير لوالديها فهى السند حين الكبر وهى العطاء حين المرض وهى نور الحياة، وفى تلك الأيام نجد مجتمعنا للأسف مليئاً بالبنات الضعيفة الخائفة المنكسرة المفتقدة للشعور بالأمان الأسري، فيوجد لدينا سؤال هام هل فقد البنت للأمان الأسرى يجعلها ضحية للابتزاز والتنمر؟، هذه الظاهرة تتفشى فى المجتمع نتيجة إهمالنا أو خوف البنت من اللجوء إلى أهلها عندما تشعر بالخوف أو تعصف بها مشكلة ما فى الحياة.
إن الشعور بالاستحقاق الذاتى والثقة داخل أى فتاة يأتى أولاً من البيت وخصوصاً مع وجود أب حنون سند حقيقى لابنته، فالأب لايعنى فقط الدعم المادى للفتاة بل الدعم المعنوى والنفسى والشعور بالآمان فلابد أن يأتى فى المرتبة الأولى وقبل أى شيء.
ولو افتقدت الابنة الشعور بالأمن والأمان داخل الأسرة، وبالتالى افتقدت الاهتمام والاحتواء والإنصات لها والتوجيه ودفء الأسرة، كانت أكثر عرضة للابتزاز والتنمر داخل المجتمع، فغياب الدور للآباء يضعف شخصية الفتيات.
ولنتفق فى الحديث عن أهمية وجود الحب والترابط بين الآباء وبناتهم، ولأن الحب قيمة إنسانية مهمة وأسمى الروابط التى تربط البشر ببعض، فما بالك من رابطة الحب والحنان من الآباء لبناتهم، فإنها طوق نجاة للابنة وبلسم ودواء نفسى وجسدى وتكون حصناً ومانعاً من أى علل أو أسقام تعصف بهن على مر الأيام، ونجد أن الاحتواء والمشاركة الفعالة من الأسرة لبناتهم والود والاحترام والاحتضان والسند والدعم وتعزيز القدوة الحسنة والشخصية المستقلة هم السلاح لتفادى وقوع البنات فرائس سهلة للاصطياد من جانب أصدقاء السوء، وتبقى الأسرة هى حجر الأساس فى بناء بنات أسوياء، فغياب دور الوالدين مع بناتهم يجعلهم فرائس سهلة ينتج عنها كوارث فى المجتمع، وذلك هو السبب فى انتشار الجرائم والظواهر السلبية والتوازن فى اشباع البنات المادى والعاطفى والتربوي.
وفى الختام ننصح أنفسنا دائماً ونذكرها بأن حسن تربية البنات واحتواءهم هو طوق النجاة والعزة لنا ولهم فى نهاية المطاف وهو الأمر الذى سنحاسب عليه فى الآخرة.