>> تجرى الاستعدادات لافتتاح المتحف الكبير على قدم وساق منذ تحديد موعده فى يوم الخميس 3 يوليو القادم.. وبدأ بالفعل توجيه الدعوات الرسمية للحضور من ملوك ورؤساء وأمراء وكبار المسئولين فى مختلف دول العالم.
تأجل الافتتاح الرسمى لأكبر متحف فى العالم لحضارة واحدة أكثر من مرة نظرا لتتابع الظروف والاحداث الدولية.. وأخيراً تحدد الموعد المنتظر.. ونريد أن يكون حفلاً يليق بالحدث وبالحضارة المصرية ومعبراً عنها وعن الاصالة والروح والتقاليد والفنون الشعبية المصرية الحقيقية والابتعاد عن الفقرات التى لا تعبر عن التراث الوطنى.
يمكن ان يحقق حفل الافتتاح طفرة سياحية ويكون اكبر دعاية وترويج وتنشيط لجذب الافواج ليس فقط لدخول المتحف والاستمتاع بمائة الف قطعة اثرية على رأسها كنوز توت عنخ آمون التى تعرض كاملة فى مكان واحد لأول مرة منذ اكتشاف مقبرته فى 4 نوفمبر 1922 على يد «هوارد كارتر» بمساعدة أهالى الاقصر ولكن للتعرف ايضا على الشخصية المصرية المعاصرة على طبيعتها.
لن ينبهر الحاضرون إذا تضمن حفل الافتتاح عرضا للباليه.. ولكنهم جاءوا ليروا الفن الشعبى المصرى الذى يعبر عن كل العصور منذ بدء التاريخ.. ونتخيل ان تكون هناك فقرات فرعونية وقد يكون الموسيقار عمر خيرت لو طلب منه ان يضع معزوفة على آلة «الهارب» تؤديها عازفة ترتدى الزى الفرعونى.. وكذلك عرضاً للخيالة وآخر للمزمار.. ولا مانع من التنورة وفرقة مثل الريس «متقال» الله يرحمه.. وفقرة لفرقة «رضا» تقدم الاقصر بلدنا.. بالطبع هذه امثلة ولكن هذا ما يجب ان يراه الضيوف وليس فنونهم وإذا كان ولابد فليكن جزءاً من اوبرا عايدة.
الأهم من كل ذلك بعد سهولة تنظيم دخول وخروج الضيوف ان يرافقهم فريق من المتطوعين من الاطفال والشباب يرتدون الازياء الفرعونية ويتحدثون بكل اللغات ويعرفون تاريخ بلدهم وحضارتها فهؤلاء لهم مفعول السحر خاصة إذا كانوا يتحدثون بلباقة وطلاقة ويجيبون على اسئلة الضيوف عن الحضارة المصرية او تاريخ القطع الاثرية المعروضة.. فالاطفال والشباب سيكونون خير ممثل للبلد لو احسنا اعدادهم ومازال امامنا اكثر من شهر.. وتأثيرهم على الضيوف اقوى من المرافقين الرسميين!!
اجعلوا المواطن يشعر انه مشارك فى هذه الاحتفالية.. على الاقل بتقديم الآراء والمقترحات ويكفى ما حدث من تخبط وتكدس فى المرور عند الافتتاح التجريبى لعدم وجود خبراء يقدمون المشورة.. ولا مانع من حضور ممثلين عن كل فئات الشعب من العمال والفلاحين و«الصنايعية».. ولا تخجلوا منهم فهؤلاء هم من صنعوا اول حضارة عرفتها البشرية!!
خروف العيد
>> كم اسرة مصرية يمكنها شراء خروف العيد الذى بلغ ثمنه 10 آلاف جنيه.. او الاشتراك مع 6 اسر اخرى فى التضحية بعجل بقرى أو جاموسى يتراوح سعره ما بين 70 و80 الف جنيه؟!
بلغت اسعار الاضاحى ارقاما فلكية جعلت الناس يتندرون على حكايات الاجداد التى يذكرون فيها انهم اشتروا مرة خروفاً بجنيه واحد منذ قرن.. او روايات الاباء الذين ضحوا بكبش كبير لم يتجاوز ثمنه 300 جنيه عام 1985 أى منذ 40 عاماً؟!
كلما اقترب عيد الاضحى لا حديث إلا عن اسعار اللحوم التى فاقت الحدود.. بل ويزداد الثمن كل يوم وكأننا فى بورصة لا تحكمها سوى رغبة التجار فى جنى أكبر قدر من الأرباح.. فهو موسم ولابد من استغلاله دون النظر للحالة الاقتصادية للدولة وللأسرة المصرية.
اضافة إلى جشع بعض التجار الذين يغالون فى اسعارهم.. فهناك العديد من الاسباب التى نتحدث عنها منذ عشرات السنين ولم نستطع حتى الان القضاء عليها لتحقيق الاكتفاء الذاتى من اللحوم الحمراء.. والعجيب انه بينما عدد السكان فى زيادة مستمرة فان الثروة الحيوانية فى تناقص.. وكلما بدأت الدولة مشروعا ناجحاً لزيادة الانتاج مثل «مشروع البتلو» فانه يتعثر بعد فترة ولا يستمر.. وكأن هناك من يضع العراقيل امام زيادة الثروة الحيوانية!!
للأسف.. كل الجهود التى تبذلها الدولة فى هذا المجال تضيع هباء.. رغم وجود 27 محطة انتاج حيوانى تابعة لوزارة الزراعة.. ووجود علماء فى المركز القومى للبحوث ومركز البحوث الزراعية وفى كليات الزراعة على مستوى الجمهورية ولديهم الحلول لكل المشاكل التى تواجه هذا القطاع ولكن على ما يبدو اغلب ابحاثهم وتجاربهم يتم وضعها فى ادراج المكاتب وعلى الرفوف ولا يتم تطبيقها!!
علينا الاسراع فى زيادة الاهتمام بتربية الماشية.. واعطاء دفعة قوية لمشروعات «البتلو.. والمليون رأس ماشية».. واعادة معاونة الفلاحين على التربية كما كانوا فى السابق حيث تغيرت العادات فى القرى ولم يعد هناك من اهل الريف من يقوم بتربية الماعز والاغنام والابل والابقار والجاموس فى حظائر ملحقة بمنازلهم.. وتحول الفلاح إلى مستهلك كأهل المدينة.. ولم يعد منتجاً لا للحوم الحمراء ولا للدواجن والأجبان واللبن والبيض؟!
يعتبر توفير الأعلاف من أهم المشاكل التى تتسبب فى ارتفاع اسعار الماشية واللحوم كما يقول كل المربين والقصابين فبعد انخفاض قيمة الجنيه امام الدولار زادت اسعار الذرة الصفراء وفول الصويا.. ولا ادرى ماذا يمنع من زيادة مساحة زراعتهما.. ولماذا تم تخفيض مساحة زراعة البرسيم.. والاهم ان هناك العديد من الاعلاف البديلة لدى العلماء والباحثين فلماذا لا يتم انتاجها.. وهل عجزنا بعلمائنا عن انتاج اعلاف محلية بديلة بأسعار رخيصة لحل نصف المشكلة على الأقل؟!