مع حلول عيد الأضحى المبارك وتوجه حجاج بيت الله الحرام اليوم إلى صعيد عرفات لاستكمال مناسك الحج تتعالى الأصوات والقلوب والحناجر بالدعوات إلى الله عز وجل بوقف آلة الحرب فى كل مكان وانتشار السلام والأمان والاستقرار فى ربوع الأرض.
ملايين الحجاج يدعون ويتضرعون إلى الله سبحانه وتعالى ونحن معهم بوقف سفك الدماء فى غزة والسودان وكل مكان على وجه الأرض.. وأن يحل السلام والأمان فى كل مكان ويسود الهدوء والاستقرار وتبدأ عمليات إعادة الإعمار لكل ما هدمته الحروب ودمرته القنابل والصواريخ والدبابات.. نتطلع إلى الله عزوجل أن تستعيد غزة الجريحة المنكوبة السلام والهدوء والأمان وأن يعيش الأشقاء الفلسطينيون أيام العيد وهم فى أمان واستقرار وسلام وبلا خوف أو رعب أو فزع نتيجة الهجمات الصاروخية المستمرة والقصف الإسرائيلى الجهنمى الذى لم يتوقف منذ السابع من اكتوبر الماضي.. أكثر من ثمانية أشهر وغزة تعيش مأساة إنسانية دامية لم تشهد لها البشرية مثيلاً حتى فى أكثر العصور الوسطى ظلاماً وهمجية.. الجيش الصهيونى يشن حرب إبادة جماعية ضد أكثر من مليونى مدنى بما فى ذلك التجويع والتعطيش وإجبارهم على النزوح من مكان لآخر حيث لا يجدون إلا العراءء يحتمون به يفترشون الأرض ويلتحفون بالسماء ولا يجدون طعاماً ولا شراباً.. ومع التجويع الوحشى للأطفال والنساء.. لا تتوقف الآلة الحربية الصهيونية عن ضرب الأبرياء وعلى مدار الساعة عدد الشهداء يقترب من 40 ألف شهيد أغلبهم من النساء والأطفال فضلا عن 85 ألف جريح تقريباً ناهيك عن مأساة مئات الآلاف الذين يضطرون تحت نيران القصف الوحشى الإسرائيلى للنزوح والهروب من مكان لآخر هرباً من الموت وبحثاً عن الحياة.. يبحثون عن الأمان ولا يجدونه فى ظل حرب إبادة جماعية ممنهجة لا تميز بين مدنى وعسكرى ولا تفرق بين رجل وامرأة ولا تثتثنى أحداً من الموت لاسيما الأطفال الذين يتساقطون يومياً كأوراق الشجر وسط صمت عالمى مريب مخجل.. قرارات دولية اخذتها منظمات أممية ضد الاحتلال الإسرائيلى وكلها تصب فى مطلب أساسى هو وقف اطلاق النار فوراً وادخال المساعدات الإنسانية للمنكوبين المحصورين فى غزة ولكن للأسف لا تزال هذه القرارات والإجراءات مجرد حبر على ورق ولم تعرف طريقها للتنفيذ حتى الآن محكمة العدل الدولية والمحكمة الجنائية الدولية اتخذتا قرارات حاسمة لردع قادة العصابة الدموية فى تل أبيب وإجبارهم على وقف نزيف الدم المتواصل لكن نتنياهو وعصابته لم يكترثوا ويواصلون ليل نهار حصد أرواح الأبرياء بلا ذنب أو جريرة نتمنى أن يتحول قرار مجلس الأمن الأخير إلى حيز التنفيذ ولا ينضم هو الآخر إلى سائر القرارات الأممية والدولية الآخرى ويظل حبيس الأدراج اكتب هذه الكلمات مساء الاربعاء وأتمنى أن يصبح قرار مجلس الأمن حقيقية على الأرض أن ينصاع جيش الاحتلال للإرادة الدولية هذه المرة ويتوقف اطلاق النار ويحل السلام والأمان والاستقرار فى غزة وأن يفرح الأطفال والنساء بعيد الأضحى نفس الأمنية أتمنى تحقيقها فى السودان الشقيق وقد وصلت الحرب بين الأطراف السودانية المتنازعة إلى أشدها.. مدن تدمر.. ومستشفيات تفجر ونساء يغتصبن والملايين يهربون من منازلهم بحثا عن الأمان والسلام فماذا بعد أيها الأشقاء فى السودان ماذا تريدون؟ وإلى أى مدى من الخراب والدمار يريدون أن يصلوا ببلادهم.. الكارثة فى السودان أفظع وأكثر مرارة وقسوة ولا تقل عما يجرب فى غزة ولكن الفارق أن الفلسطينيين يواجهون عدوهم اللدود.. بينما السودانيين يأكل بعضهم بعضا ويقتل بعضهم بعضا.
فيا كل القوى المحبة للسلام فى العالم كله.. ويا كل المنظمات الدولية والإقليمية.. ويا كل الرموز السياسية والدينية والإنسانية فى العالم.. أوقفوا الحرب فى غزة وكل مكان اجعلوه عيداً للسلام والأمان والمحبة والرحمة بين بنى الإنسان.