بعد خمس سنوات من خروج المملكة المتحدة من الإتحاد الأوروبى المعروف ببريكست استقبلت بريطانيا الإثنين الماضى فى العاصمة لندن زعماء التكتل الأوروبى فى قمة وصفت بالتاريخية لإعادة ترتيب العلاقات بينهما وتجاوز الخلافات التى سببه الخروج وبناء شراكة أكثر استقرارا وتحقق مصالح المواطن فى كل دول الاتحاد وبريطانيا وفرصة لإطلاق مرحلة جديدة من التعاون مع الإتحاد الأوروبى بعيداً عن التوتر الذى خلفته مفاوضات انفصال بريطانيا عن الاتحاد.
يأتى على رأس الأهداف من الاتفاق تسهيل حركة السفر باستخدام بوابات إلكترونية سريعة عند الحدود الخارجية وتقليل القيود البيروقراطية على تجارة المواد الغذائية لتسهيل عمليات التصدير والاستيراد مما ينعكس على الأسعار.
كما يمنح الاتفاق بريطانيا فرصاً للتوظيف ومشروعات القوانين والحدود.
الاتفاق الجديد مع الاتحاد الأوروبى هدفه التعاون الدفاعى وتقليل الروتين الإدارى وتعزيز الاقتصاد البريطانى وضبط العلاقات مع التكتل التجارى المكون من 27 دولة بعد مغادرة المملكة المتحدة الاتحاد الأوروبى عام 2020 لأن الوقت كما ترى بريطانيا قد حان للتطلع إلى الأمام والابتعاد عن النقاشات القديمة والمعارك السياسية من أجل إيجاد حلول عملية ومنطقية تحقق الأفضل للشعوب وخاصة الشعب البريطانى.
رغم أن الاتحاد الأوروبى أكبر شريك تجارى لبريطانيا فإنها عانت من انخفاض الصادرات بنسبة 21٪ يأتى هذا الاتفاق كشراكة إستراتيجية فى ظل الظروف الاقتصادية التى يمر بها العالم والتعريفات الجمركية التى فرضتها أمريكا والتى تسببت فى حالة من عدم اليقين كذلك الحرب الروسية- الأوكرانية.
ورغم المعارضة داخل بريطانيا لهذا الاتفاق إلا أنها ليست عودة للاتحاد الأوروبى وإنما ستؤثر إيجابياً على فرص العمل والصادرات وتجديد التبادل التجارى وتؤثر إيجابيا أيضا على الفواتير الشهرية للمواطن البريطانى كما أن بريطانيا ستجنى فوائد فى مجالات الأمن والهجرة غير النظامية وأسعار الطاقة والمنتجات الزراعية والغذائية وحماية الحدود يأتى هذا الاتفاق فى وقت يسود فيه عدم الاستقرار فى معظم دول العالم وتواجه أوروبا أكبر تهديد لها منذ أجيال وهذا يحتم التعاون والاتحاد فى ظل التوترات الجيوسياسية ومن المفترض أن تؤدى شراكة الدفاع الى إجراء محادثات أمنية بشكل منتظم مع احتمال مشاركة بريطانيا فى بعثات عسكرية تابعة للاتحاد الأوروبى واستفادة لندن من صندوق دفاع اتفق دول التكتل على إنشائه وهذا الاتفاق يضيف ما يقرب من 9 مليارات جنيه استرلينى إلى الاقتصاد البريطانى بحلول عام 2040 هذه المحادثات والاتفاق فى حد ذاته يأتى فى وقت يسعى الاتحاد الأوروبى وبريطانيا لزيادة التسلح فى مواجهة التهديد من روسيا والمخاوف من تراجع الولايات المتحدة عن المساهمة فى حماية أوروبا كما أن بريطانيا لها علاقات دفاعية مع 23 من دول الاتحاد الأوروبى من خلال حلف شمال الأطلسى لذلك تعد شراكة الدفاع الجزء الأسهل من الاتفاقيات التى هى خطوة نحو تعاون ولكن لا تمثل حلاً للعديد من القضايا العالقة بين بريطانيا ودول الاتحاد ولا يعتبر هذا الاتفاق خطوة فى طريق عودة بريطانيا إلى الانضمام من جديد للاتحاد الاوروبى وإنما يعتبر اتفاق مرحلة عدم اليقين الاقتصادى التى يمر بها العالم.