أعلنت الولايات المتحدة والصين أمس عن اتفاق لخفض الرسوم الجمركية المضادة فى إطار سعيهما لإنهاء حرب تجارية أربكت الاقتصاد العالمي، وأثارت قلق الأسواق المالية، بالإضافة إلى منْح أكبر اقتصادين فى العالم مهلة إضافية قدرها 90 يوما لحل خلافاتهما.
ووفقاً لبيان مشترك صدر فى جنيف وتصريحات مسئولين خلال مؤتمر صحفي، سيتم خفض الرسوم الجمركية الأمريكية المفروضة على معظم الواردات الصينية من إجمالى 145 ٪ إلى 30 ٪، بما فى ذلك النسبة المرتبطة بالفنتانيل، وذلك بداية من غد الأربعاء.
فى المقابل، ستقوم الصين بخفض رسومها الجمركية على السلع الأمريكية من 125 ٪ إلى 10 ٪.
كما ذكر البيان أن «الطرفين سيقومان بإنشاء آلية لمواصلة المناقشات بشأن العلاقات الاقتصادية والتجارية».
من جانبه، قال وزير الخزانة الأمريكي، سكوت بيسينت: «أجرينا مناقشة قوية ومثمرة بشأن الخطوات المستقبلية، مضيفاً: «نحن متفقون على أن أياً من الطرفين لا يرغب فى فك الارتباط»، وتابع بالقول: «نود أن تنفتح الصين على المزيد من السلع الأمريكية. نرى إمكانية إبرام اتفاقيات شراء مع الصين».
يُمثّل هذا الإعلان خطوة نحو تخفيف حدة الحرب الجمركية التى أدّت إلى تراجع فورى فى حركة التجارة عبر المحيط الهادئ.
وعلى أثره ارتفعت أسهم بورصة هونج كونج بأكثر من 3 ٪. وقفزت العقود الآجلة للأسهم الأمريكية حيث ارتفع داو جونز بنحو 900 نقطة، كما كسب مؤشر ناسداك نحو 600 نقطة.
وصعدت عوائد السندات الأمريكية لأجل 10 سنوات لأعلى مستوى فى شهر، وارتفع العائد على السندات الثلاثينية اليابانية إلى أعلى مستوياتها منذ حوالى 25 عاما.
كما شهدت أسعار النفط ارتفاعا بأكثر من 3 ٪ بعد الإعلان الصينى الأمريكى عن تعليق الرسوم الجمركية، فى حين واصل الذهب تراجعه فى المعاملات الفورية.
ويتوقع رئيس مجموعة «دى إتش إل» الألمانية العملاقة للخدمات اللوجستية أن تستفيد المجموعة من السياسات التجارية للرئيس الأمريكي. وقال توبياس ماير فى تصريحات لصحيفة «زود دويتشه تسايتونج» الألمانية الصادرة أمس إن النزاع التجارى المستمر بين الصين والولايات المتحدة قد يجلب أعمالا إضافية للشركة، مشيرا إلى أن الطلب على النقل يزداد مع إعادة هيكلة الشركات لسلاسل التوريد الخاصة بها.
وأشار ماير أيضا إلى أن الشركة تستفيد من زيادة الأعمال المتعلقة بالجمارك، حيث يؤدى عبء العمل الإضافى إلى زيادة الخدمات القابلة للفوترة لدى شركات مثل «دى إتش إل».
وكانت الدولتان قد أعلنتا فى وقت سابق عن تحقيق «تقدم كبير» فى مفاوضاتهما، وهو ما عزز الأسواق، وساعد الأسهم الصينية على تعويض خسائرها منذ إعلان الرئيس الأمريكى دونالد ترمب فى الثانى من أبريل الماضى عن فرض رسوم جمركية، والذى أطلق عليه اسم «يوم التحرير».