لا يختلف إثنان على أن محمد عبد المنعم أحسن مدافع فى مصر والشرق الأوسط بل مستواه يضاهى أفضل مدافعى أوروبا كونه يمتلك كل المقومات التى تؤهله لذلك بما فيها الجوانب الهجومية وضربات الرأس.
ولو كان منعم يلعب فى ناد من شمال أفريقيا لوجدته قبل موسمين فى باريس سان جيرمان أو حتى برشلونة وريال مدريد.
لذلك على المسئولين بالأهلى الابتعاد عن النظرة الضيقة التى تنحصر فى مصلحتهم كناد والتفكير فيما هو أبعد ويتعلق بالمنتخب الوطنى لأن احتراف عبد المنعم سوف يعود بفوائد كبيرة وعديدة على الكرة المصرية مثلما يحدث الآن مع النجم العالمى محمد صلاح.
فبدلا من أن يقدم الأهلى كل الإغراءات المالية لكى يجدد اللاعب عقده مع النادى عليه أن يساعده فى فتح كل قنوات الاحتراف أمامه لنجده ضمن صفوف أحد الأندية العالمية بداية من الصيف القادم
وفى نفس الوقت أطالب محمد عبد المنعم بالتمسك برغبته الشديدة فى الاحتراف الخارجى لأنه أهل لذلك ولا يرضخ للضغوط التى يقوم بها النادى الأهلي.
لابد أن تتغير نظرة المسئولين بالأندية للعملية الاحترافية ليكونوا عونا لكل لاعب تؤهله إمكاناته للإحتراف الخارجى بدلا من فرض الوصايا عليه وتقليم أظافره وحرمانه من حلم كبير يراود كل النجوم ويعود بالنفع وحقيقة واقعة وملموسة تعود بالنفع على الكرة المصرية.
أما النظرة الضيقة التى لا تفارق بعض المسئولين فإنها تساهم فى تأخير تواجد مصر ضمن المنظومة العالمية التى اتخذت من الاحتراف سبيلاً وساعدت نجومها على المضى فى هذا الطريق المفروش بالورود إذا أحسنا استغلاله.
مثل تلك العقليات أضاعت الكثير والكثير على نجوم كثيرين كان يمكن لهم أن يسلكون هذا الطريق.
وأتصور أن نجمنا العالمى محمد صلاح لو كان متألقا مع الأهلى أو الزمالك ماكان عرف طريق الاحتراف ولكنا شاهدناه وهو يحتل قلوب وعقول الإنجليز بسبب مثل تلك العقليات التى تعرقل احتراف محمد عبدالمنعم بدلا من تقديم يد العون لكى ينال لقب سفيرا جديدا للكرة المصرية فى أوروبا.
وهنا لاننسى الدور الكبير والنظرة الثاقبة لصديقى المستشار أسامة الصعيدى عضو مجلس إدارة نادى المقاولون العرب والمشرف على الكرة وقت أن صاغ ووضع أقوى الشروط التى تغلفها البصيرة الثاقبة والتى حافظ من خلالها على حقوق محمد صلاح فى بداية مشواره مع الاحتراف بنادى نيو شاتل السويسرى ومعه حق نادى المقاولون الذى شهد ولادة صلاح الكروية.
لذلك نحتاج إلى مثل العقول الواعية التى يغلفها العلم والنظرة المستقبلية الواعدة حتى تنطلق الكرة المصرية إلى آفاق جديدة نحو العالمية.
أما إذا إستمر الحال على الأوضاع الحالية فسوف تتراجع الكرة عندنا وستستمر الكرة الأفريقية فى التقدم لتتركنا نعانى أكثر مما نعانى الآن.
إن النظرة الضيقة لا تصنع سوى بطولات محلية وليس لها مكان فى سجل التاريخ الكروى العالمى وبالتالى علينا أن نفيق قبل فوات الآوان ونفتح أبواب الاحتراف على مصراعيها أمام نجومنا إذا كنا نعمل بجد لصالح الوطن والكرة المصرية.
والله من وراء القصد.