«إسكندرية لها مذاق خاص تنفرد به.. تجعلك تشعر وأنها تحتضنك».. هذا ما قاله أحد الزملاء من سلطنة عمان ممن شاركوا فى مؤتمر الشرق الأوسط الخامس لصحة المراهقين والذى انعقد الأسبوع الماضى فى عروس البحر الأبيض المتوسط تحت رعاية نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الصحة والسكان وأيضًا تحت رعاية جامعة الدول العربية.. نظم المؤتمر التحالف العربى لصحة وطب المراهقين بالتعاون مع الجمعية المصرية لطب المراهقين وحضره حوالى مائتان من الخبراء والباحثين من 43 دولة واثنتى عشرة منظمة إقليمية وعالمية.. منها منظمة الصحة العالمية ومنظمة اليونيسيف ومركز التنمية والبحوث الكندية وهيئة إنقاذ الطفولة.. كان الوفد الفلسطينى هو الأكثر حضورًا وكذلك الوفد من سلطنة عمان.. والذين شاركوا فى إثراء المحتوى العلمى المتميز للمؤتمر.
عقد المؤتمر من أجل عرض ومناقشة المستجدات العالمية للبحوث والدراسات والبرامج والأنشطة فيما يتعلق بصحة المراهقين الجسدية والنفسية والاجتماعية.. والمفهوم المستحدث للارتقاء بجودة الحياة لليافعين فى المرحلة العمرية 10 إلى 19 عامًا والبالغ عددهم 86 مليونًا فى العالم العربى منهم 20 مليونًا فى مصر.. هم أملنا فى استكمال مسيرة النهضة والعودة الى مكانتنا المتميزة بين الدول.. هم الحل وليسوا المشكلة.. وهم الحاضر والمستقبل.. ولا بد من أن نوفر لهم الفرصة كاملة لانطلاق إبداعاتهم وقدراتهم فى خدمة مجتمعاتهم وأوطانهم وتحقيق الأهداف التنموية المستدامة التى تنادى بها منظمات الأمم المتحدة.
تناول المشاركون فى المؤتمر العوامل التى تؤثر على مؤشرات الصحة والسلامة للمراهق سواء فى منزله وبين عائلته أو فى مدرسته أو مجتمعه.. ومدى تأثره بالإعلام ووسائل التواصل المستجدة والمتطورة بسرعة مذهلة.. وتأثره بأقرانه وأصدقائه.. وعلاقاته المجتمعية.. وكان من الواضح أن العلاقات الأسرية والحياة المنزلية .. والمناخ التعليمى والصحة المدرسية والتثقيف الصحى والتغذية السليمة.. لهم النصيب الأكبر من الاهتمام من أجل تعزيز الصحة والسلامة للمراهقين والارتقاء بمهاراتهم الحياتية.. وحمايتهم من الأمراض والمخاطر. تم تسليط الضوء أيضا على أهمية اشراك اليافعين فى الأنشطة الرياضية والبدنية بصفة عامه وكذلك دعمهم لممارسة هواياتهم واهتماماتهم وتوفير ما يستلزم لتحقيق التميز والإبداع.. مما يحقق لهم تحسين الصورة الذاتية واكتساب الثقة بالنفس والمقدرة على اتخاذ القرارات السليمة.
واتفق المشاركون فى المؤتمر على أن المشاركة فى الأنشطة المجتمعية للمراهق.. وانخراطهم فى خدمة مجتمعاتهم فى شتى المجالات.. هى العامل الأكثر تأثيرا فى حماية المراهق من الممارسات والتوجهات السلبية التى قد تحدث خلال هذه المرحلة فى الحياة.. والتى يكون النمو الجسدى والجنسى فيها أسرع تطورا ونضوجا من النمو الذهنى والإدراكي.. وهذه الفجوة البيولوجية هى مكمن الخطورة والتى تجعل المراهق يهوى المغامرة دون إدراك للعواقب والرغبة فى تجربة أى جديد وميوله الى الاستقلالية ومعارضته لأى أمر أو أحد قد يفرض قيودًا عليه.. المشاركة المجتمعية للمراهق لها أثر كبير على أسلوب حياته ومستقبله.
شارك فى المؤتمر مجموعة كبيرة من الشباب من عدة دول عربية.. وكانت لهم عدة مشاركات من أجل عرض التحديات التى يواجهونها وتطلعاتهم الى ما يخرج به المؤتمر من توصيات.. وقالوا.. «لا شيء من أجلنا.. بدوننا».. ولقد استجاب المؤتمر وتضمنت توصياته دعم اليافعين فى العالم العربى للقيام بتكوين «ائتلاف اليافعين العرب» من أجل توفير منصة للعمل العربى المشترك تخدم 86 مليون مراهق عربي.. هم جيل الأمل لمستقبل أكثر إشراقًا.