قدمت إيناس حليم فى روايتها الأولى حكاية نواتها «حادثة عروس الإسكندرية الشهيرة التى اختفت فى حفرة فى السبعينات، حققت الرواية نجاحا كبيرا، ووصلت للقائمة القصيرة لجائزة «كتارا» الأدبية.
ترى أن الكتابة هى طريقتها فى فهم العالم، والتعبير عن مشاعرها.
السيدة التى سقطت فى الحفرة روايتك الأولى بعد مجموعة قصصية وكتاب بورتريه، لماذا اتجهتى لكتابة الرواية؟
الكاتب الحقيقى والحر يستمتع بالتنقل بأفكاره عبر أى شكل أدبى يناسب فكرته ويستطيع من خلاله نقل حكايته، مع اقتناعى بأن ليس هناك ما يستدعى بقاء الكاتب وفيًا لشكل معين من أشكال الكتابة، واختيارى لهذا الاتجاه ليس له علاقة بشعبية فن الرواية فى الوقت الحالي، بل بأن الحكاية التى أردتُ تقديمها هى التى اختارت الشكل الأدبى المناسب أن أطرحها من خلاله.
لا يخلو الأمر من مخاطرة استخدام حادثة حقيقية غامضة لكتابة روايتك، كيف فكرتى فى خطة الكتابة عنها؟ وهل جاءت النتيجة النهائية حسب ما أردتِ؟
لم أجد فى ذلك مخاطرة بقدر ما وجدتُ فيه مساحة كبيرة للإلهام، صحيح أن تلك الحادثة أو الحكاية المشهورة التى عرفها سكان الإسكندرية كانت نواة هذه الرواية، لكن فى النص حكاية السيدة التى سقطت فى الحفرة ليست حكاية «ميرفت» فقط، بل حكاية كل إنسان سقط فى حفرة معاناته، والاختفاء هنا مجازي، تنعكس فكرته لتصبح محورًا للرواية تمتد منه محاور أخرى تمس جميع شخوصها. لقد تعاملت مع الحادثة كبذرة تنمو منها الحكاية وليس كمصدر مباشر للنقل والتوثيق، فكانت رحلة البحث عن عروس الإسكندرية مضفرة مع حكاية الراوية عبر استدعاء الذاكرة وكتابة المذكرات والمنولوج الداخلى للشخصيات.
لكن يظل اختيار تلك الحادثة للكتابة عنها قرارًا دقيقًا وصعبًا لأننى ظللتُ لسنوات طويلة أبحث عن إبرة فى كومة قش كما يقولون كى استطيع معرفة تفاصيل الحادثة، والأهم تفاصيل حياة بطلتها التى ظن كثيرون أنها مجرد أسطورة من أساطير الإسكندرية. وبفضل الله كانت النتيجة أفضل مما توقعت. أثناء الكتابة، كانت هناك لحظات من القلق والتردد بالطبع، لكن مع كل مراجعة كنت أشعر بأن الرواية تأخذ شكلها الصحيح، وعندما قرأتُ مسودتها مكتملة للمرة الأولى شعرت بأنها تعكس تمامًا ما أردتُ قوله.
ترشحت الرواية للقائمة القصيرة لكتارا، حدثينى عن مشاعرك وعن النجاح المبهر للرواية حتى قبل الترشح، هل توقعتى ذلك؟
كان شعورى مزيجًا من الدهشة والفرح أن أجد ذلك الصدى لروايتى الأولى عند القراء والكتاب والنقاد، وأن تصل إلى هذا المستوى من التقدير والاحتفاء هو شرف كبير.