نفت إيران أمس مساعدة للحوثيين فى اليمن بعد إطلاق الجماعة صاروخا سقط قرب مطار بن جوريون الإسرائيلي. وقالت وزارة الخارجية الإيرانية فى بيان، إن «تحرك اليمنيين لدعم الشعب الفلسطينى كان قرارا مستقلا نابعا من شعورهم بالتضامن» مع الفلسطينيين.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو قال أمس الأول إن إسرائيل سترد على هجوم الحوثيين عبر استهداف ما وصفهم بـ»أسيادهم الإرهابيين الإيرانيين».
ووصف نتنياهو الهجوم بأنه لا يهدد إسرائيل فقط بل يهدد الملاحة الدولية وممرات التجارة العالمية، مشيرا إلى خط التجارة الجديد الذى يربط الهند بالشرق الأوسط وأوروبا، فى محاولة واضحة لاستدعاء موقف دولى داعم لأى تصعيد مقبل ضد الحوثيين أو إيران..وفى هذا السياق، استشهد نتنياهو بتغريدة للرئيس الأمريكى دونالد ترامب التى قال فيها إن «أى صاروخ يطلقه الحوثيون يعتبر هجوما إيرانيا مباشرا»، وهو الموقف الذى اعتبرته إسرائيل بمثابة غطاء سياسى للرد.
فى الأثناء، بدأت إسرائيل بإعادة تقييم تعاملها مع جماعة الحوثيين وسط مؤشرات على تحرك عسكرى محتمل، ليس فقط فى اليمن بل أيضا ضد إيران، المتهمة بدعم وتسليح الحوثيين.
كان تحقيق أجراه الجيش الإسرائيلى قد كشف سبب الفشل فى اعتراض الصاروخ الذى أطلقه الحوثيون، حيث أعلن أن «خللا تقنيا» فى الصاروخ الموجه للاعتراض كان السبب وراء فشل التصدى للصاروخ.
وبحسب النتائج الأولية للتحقيق، فإن أنظمة الرصد والتشغيل والإنذار أدت وظائفها بالشكل المطلوب، ومع ذلك، واجه صاروخ الاعتراض مشكلة تقنية أدت إلى فشل عملية الاعتراض. وحسبما ذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية، فقد أطلق الصاروخ من اليمن وتمكن من تجاوز نظام «السهم 3» الإسرائيلي، ونظام «ثاد» الأمريكى للدفاع الجوي، محدثا انفجارا قرب المطار، الأمر الذى استدعى فتح سلاح الجو الإسرائيلى تحقيقا شاملا.
وفى أعقاب الهجوم، خلص كبار المسؤولين الإسرائيليين إلى أن «زمن ضبط النفس قد انتهي»، وذلك فى جلسة أمنية طارئة ضمت رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع يسرائيل كاتس، ورئيس الأركان أيال زمير، ورئيس جهاز الاستخبارات (الموساد) دافيد برنيا، ورئيس جهاز الأمن العام (الشاباك) رونين بار.
وأدى الهجوم غير المسبوق على مطار بن جوريون إلى تعليق مؤقت لحركة الملاحة الجوية وإصابة 7 أشخاص بجروح طفيفة، وفقا للسلطات الإسرائيلية.
ورغم تنفيذ الولايات المتحدة أكثر من 50 غارة جوية ضد الحوثيين فى الساعات التى تلت الهجوم، فإن إسرائيل، بحسب خبراء أمنيين، تعتبر أن هذه الضربات لم تقوض القدرات العسكرية للجماعة.
وفى الغالب لن ترد إسرائيل بمفردها، بل ستنسق بشكل كامل مع الولايات المتحدة، وربما تنتظر زيارة ترامب المرتقبة إلى المنطقة منتصف مايو الجارى قبل اتخاذ أى خطوة كبيرة.
ويواصل الحوثيون فى عدن التحرك العسكرى من مواقع محصنة، مع تأمين عال للقيادات، مما يعقد استهدافهم. كما أشارت مصادر يمنية إلى أن الحوثيين ينوون توسيع هجماتهم إذا صعدت إسرائيل عملياتها البرية فى غزة.
فى غضون ذلك، أعلنت وسائل إعلام تابعة للحوثيين فى اليمن، إن طائرات أمريكية حربية شنت أمس 8غارات جديدة على البلاد استهدفت مديرية الحزم بمحافظة الجوف اليمنية، كما شن الطيران الأمريكى غارتين على منطقة براقش بمديرية «مجزر» فى مأرب وسط اليمن.
وذكرت أن الطيران الأمريكى استهدف مديرية الحزم بمحافظة الجوف شمالى اليمن بـ10 غارات، واستهدف بغارتين منطقة رأس عيسى بمحافظة الحديدة غربى البلاد.
وأمر ترامب، 15 مارس الماضي، بدء حملة عسكرية ضد الحوثيين، متوعدا إياها باستخدام قوة مميتة والقضاء الكامل على قدراتها، فى إطار مسعى واشنطن لوقف تهديدات الحوثيين للملاحة فى البحر الأحمر وخليج عدن، ولردع الهجمات المتكررة التى تستهدف إسرائيل.