اعترفت وسائل إعلام إسرائيلية أنّ»إيران تغيّر قواعد اللعبة كلياً تجاه إسرائيل ونحن نتجه إلى حدث جوهرى سيغير وجه الحرب فى غزة»،بعد اغتيال قائد قوة القدس فى سوريا ولبنان فى حرس الثورة، محمد رضا زاهدي، والعميد فى الحرس، حاجى رحيمي، فى استهداف القنصلية الإيرانية بسوريا، إذ أثبت الهجوم الإيرانى على إسرائيل أن ثمة تغيراً إستراتيجياً فى سياسية إيران قلب الطاولة على إسرائيل ومن يدعمونها وفى مقدمتهم الولايات المتحدة الأمريكية التى لاتزال تقدم دعماً غيرمسبوق لتل أبيب فى حربها على النساء والأطفال بغزة، ولذا حان الوقت لأن تعلم الإدارتان الإسرائيلية والأمريكية أن «هناك» فى الشرق الأوسط من يمتلك اَليات الرد والردع وأن يتوقفا عن قتل الأطفال والنساء فى غزة، والسؤال الاًن هل ترتدع إسرائيل بعد الهجوم الإيرانى عليها وتوافق على مبادرات وقف إطلاق النار التى يقدمها الوسطاء بقيادة مصر لوقف القتال فى غزة بعد أن تبين أن طهران اكتسبت ما يكفى من الثقة بقدراتها للرد على أى عدوان محتمل ضدها فى المستقبل وباتت طرفاً فاعلاً فى المعادلة ؟.
إن ما يحدث فى الشرق الأوسط الاًن صارمأزقاً استراتيجياً وقعت إسرائيل فيه وحلفاؤها الغربيون ولذا حان الوقت بأن تنظر بعقلانيةلحربها فى غزة بما يسمح لها بتفكيك المعركة الدائرة مع حماس خصوصاً أنها تعلم أن هذه الحرب ليس مع جيش نظامى يمتلك القدرات القتالية الكاملة للدخول فى معركة متكافئة وأن انتصار إسرائيل لو حدث لن يكون سوى انتصار إعلامى مؤقت ومحدود، كما سيفقدها القدرة مستقبلاً على دخول أى حرب حقيقية سواء مع إيران أوغيرها فضلاً عن أنها ستواجه عزلة عالمية خصوصاً مع الدول العربية التى كانت قد بدأت فى تطويرعلاقتها بإسرائيل وصولاً إلى حل الدولتين، لكن الهجوم الإيرانى خلق واقعاً جديداً فى قواعد الاشتباك ستترتّب عليه تداعيات دولية مهمة فى ظل قدرة إيران على الرد مجدداً فى حال تعرضها لعدوان جديد ما سيزيد من تبعية إسرائيل للغرب خصوصاً إلى الولايات المتحدة التى تعتبر إسرائيل الابن المدلل لها، كما أن استمرار أمد الحرب فى غزة سيجعل من إيران طرفاً محتملاً فى الصراع خصوصاً فى حال توسعه فى الشرق الأوسط وعدم استجابتها لمبادرات وقف إطلاق النارما يزيد من تصاعد الدافع الإستراتيجى للحرب، خصوصاً من الجبهتين الشمالية حيث يوجد حزب الله والشرقية مع سوريا والحرس الثورى الإيراني.
يأتى ذلك فى الوقت الذى تبذل مصرجهوداً كبيرة للوصول إلى اتفاق بين حماس وإسرائيل يقضى بوقف إطلاق النارفى غزة خلال الأيام المقبلة، إذ شهدت جولة المفاوضات الجديدة بين الجانبين والتى عُقدت بالقاهرة، ماوصفه مراقبون بـ»أجواءً إيجابية» ما أدى لتحقيق تقدم ملحوظ فى تقريب وجهات النظر بشأن التوصل إلى هدنة فى قطاع غزة.