وامتدادا للحديث عن نظرية المؤامرة فالأمر جد واضح وجد صريح ومباشر الآن.. فبعد أن كان التخطيط يتم فى السر وينفذه العملاء والنشطاء فقد أصبح الأمر الآن يدار علنا وبكل وضوح وبكل بجاحة ..
ولنبدأ من آخر الأحداث ونتوقف عند ما نشر عن تحركات إسرائيلية نحو محور فلادلفيا الملاصق تماما للحدود المصرية ومحاولات إسرائيل السيطرة على المحور كخطوة لحصار غزة بشكل كامل وهو ما ترفضه القيادة المصرية جملة وتفصيلا هذا بخلاف أن محور فلادلفيا أو محور صلاح الدين هو جزء استراتيجى من اتفاقية كامب ديفيد وأى اختراق له يعنى انتهاء الاتفاقية بشكل نهائى ..
طوال الفترة الماضية كانت التصريحات المستفزة هى الوسيلة الأقرب التى يتم استخدامها لاستفزاز مصر ودفعها للتورط فى أمور غير مدروسة أو وليدة الانفعال وهو مالم يحدث.. حتى بدأ الأمر يتحول إلى المواجهة الواضحة بإعلان النوايا الصريحة التى سبق وتحدثنا عنها والتى يتم التخطيط لها منذ سنوات طوال.. فقد أصبح الموقف الصهيونى أقرب إلى المطالبة الصريحة بتحقيق الهدف المطلوب دون مواربة ودون ألعاب بهلوانية أو سياسية.. وأصبح المطلب الأساسى لليهود هو توطين الفلسطينيين فى غزة بشكل مباشر وصريح..
فمنذ أيام خرج علينا الإعلامى الإسرائيلى إيدى كوهين وهومن يهود لبنان ويقيم بتل أبيب ويعتبر الذراع الإعلامى الثانى لإسرائيل بعد أفيخاى أدرعى الناطق باسم الجيش الإسرائيلي.. حيث قام بنشرتغريدة على موقع إكس – تويتر – يقول فيه بالحرف الواحد : « محور فلادلفيا.. أو الدولار يكون ب 200 جنيه يامصريين «.. كلام واضح وصريح خرج بشكل مستفز وعلنى دون خجل أو مواربة ليكشف أبعاد المؤامرة التى طالما تم تدبيرها بليل وتنفيذها فى الخفاء بطرق عديدة تلاعبت فيها القوى السياسية بالمنطقة بكاملها للسيطرة عليها وتنفيذ مخطط اليهود القديم « من النيل إلى الفرات « ويكون توطين الفلسطينيين فى سيناء هو الخطوة الأولى للمشروع الصهيونى الأكبر والذى تدعمه أمريكا ودول أوربا ..
الأمر إذن أصبح واضحا وصريحا بعد أن جاء على لسان الإعلامى اليهودى المقرب من النظام الصهيونى والذى لا يكتب حرفا واحدا دون توجيه أو تصريح.. ولكن الأمر هذه المرة يختلف فهوتصريح واضح وصريح ومكشوف للجميع.. إما أن تقبل مصر بتوطين الفلسطينيين فى سيناء وتنتهى القضية الفلسطينية للأبد وتبدأ الخطوة الأولى لتحقيق الحلم الصهيونى من النيل للفرات.. أو تستمر الحرب الاقتصادية على مصر ويستمر تضييق الخناق عليها ورفع سعر الدولار ليصل إلى 200 جنيه لتدخل مصر فى دوامة الديون والفوائد والقروض.. وبالتالى لايكون هناك حل سوى قبول العرض الأمريكى الصهيونى بالتنازل عن سيناء والقبول بالأمر الواقع مقابل إلغاء الديون ورفع الفوائد ومنحة كبيرة بمليارات الدولارات ..
إذن فقد اتضحت الصورة وأصبح اللعب على المكشوف بعد أن كانت المؤامرة تنفذ بطرق مختلفة بدأت بإسقاط دول وتقسيم دول ومحاولات فرض الأمر الواقع على مصر بما أطلقوا عليه الربيع العربى وهو فى حقيقته المؤامرة العبرية الواضحة التى أدركها من يؤمنون بوطنهم فقط ولكنها غابت عن أصحاب المصالح وأصحاب الهوى والمتآمرين والخونة والعملاء ..
وقفت مصر طوال الفترة الماضية بجيشها وشرطتها لمواجهة المؤامرة ووقف خلف قيادته شعب أبى ساند نظامه ورئيسه بقوة وخاض معارك اقتصادية وأزمات كبيرة إلى جانب الحرب ضد الإرهاب التى استمرت لسنوات دفعنا فيها الكثير من دماء أبنائنا.. وفى النهاية فشلت المؤامرة..
نعم فشلت مؤامرة إسقاط مصر وتفكيك جيشها وشرطتها وتقسيمها لعدة دول فى الشمال والجنوب والوسط.. بخلاف دولة الولاية الإسلامية فى سيناء والتى حاولوا زرعها بدواعش العصر لتكون خنجرا مسموما فى قلب الوطن..
فشلت المؤامرة ولم تحقق أهدافها فتحولت المؤامرة إلى الحرب الاقتصادية التى تسعى لحصار الاقتصاد المصرى بالمشاكل ووقف عجلة التنمية والاستثمار وضرب كل المشروعات الاقتصادية بافتعال أزمة الدولار لتتوقف كل المشروعات وترتفع الأسعار حتى يثور الشعب ويتحقق الهدف المنشود لقوى الاستعمار ..
هذا الكلام ليس مجرد تخمينات أو خلافه بل هو أمر يؤكده ثلاثة عشر عاما مضت منذ قيام أحداث الربيع العربى وحتى حرب غزة التى بدأت فى 7 أكتوبر وتستمر حتى الآن.. ثلاثة عشرة عاما تأكدت خلالها المؤامرة الكبرى التى لايمكن لأى متابع أو محلل أو حتى مشاهد للأحداث أن ينكرها.. وهو ما تؤكده مواقف عالمية ودولية حدثت على مدار السنوات الماضية.. وأخيرا جاءت المؤامرة واضحة وصريحة ومباشرة على لسان الإعلامى الصهيونى إيدى كوهين الذى وجه تحذيرا صريحا للمصريين بخيارين لا ثالث لهما.. إما القبول بتهجير الفلسطينيين أو وصول الدولار إلى 200 جنيه.. لندرك جميعا أن الأزمة الاقتصادية وارتفاع سعر الدولار هما نتيجة مؤامرة محكمة على مصر قيادة وشعبا وليست وليدة صدفة أو سياسات اقتصادية خاطئة .
نعم.. فمنذ السابع من أكتوبر بدأ تنفيذ المخطط الأخير للمواجهة مع مصر بعملية « طوفان الأقصى « لتخرج بعدها كل وسائل الإعلام الصهيونية وبعض العناصر المعروفة بتوجهاتها المعادية لمصر لتطالب بشكل واضح وصريح بتهجير الفلسطينيين لسيناء كحل نهائى للقضية الفلسطينية.. وهو ما رفضه الرئيس السيسى بكل قوة.. مؤكدا أن سيناء مصرية وأن تهجير الفلسطينيين يقضى على القضية بشكل نهائي.. وأن سيناء خط أحمر .
ورغم كل هذا العبث مازالت مصر على موقفها الرافض للحرب.. وللعدوان على الأبرياء.. وللضغوط العالمية والاقتصادية.. رغم تزايد الدعم العالمى للكيان الصهيونى وبشكل غير مسبوق وغير مقبول.. ومازال الخط الأحمر الذى فرضه الرئيس السيسى يعرقل أحلام تحقيق وتنفيذ صفقة القرن جملة وتفصيلا ..
وتستمر المؤامرة ..