دائمًا أقف مساندا لأى جهاز فنى لمنتخب مصر طالما هو فى قلب المسئولية، على ان يكون الحساب كالمعتاد فى نهاية كل مرحلة، ونحن الآن فى عمق مرحلة تصفيات كأس العالم 2026 والتى وصل فيها المنتخب إلى منتصف الطريق بالضبط.. أى بعد انتهاء 5 جولات من 10، وبالتالى فإن كل القراءة الفنية الحالية لا تعنى الثناء أو الهجوم على جهاز المنتخب، وإنما هى قراءة فنية بحتة ضمن دور الإعلام فى إبراز الإيجابيات والسلبيات خلال هذه المرحلة.
الحقيقة أن مباراة منتخبنا أمام أثيوبيا أبرزت بعض الإيجابيات وفى نفس الوقت كانت هناك بعض السلبيات التى يجب علاجها بداية من مباراة سيراليون القادمة، وكذلك محاولة علاج كل السلبيات قبل المحك الحقيقى فى نهائيات كأس الأمم الأفريقية القادمة فى المغرب فى ديسمبر 2025
ودائمًا أحب ذكر الإيجابيات قبل استعراض السلبيات من قبيل التفاؤل وهى الحمد لله كثيرة بعد مباراة إثيوبيا.
أول الإيجابيات هو رقمى أن منتخب مصر حقق رابع انتصار من 5 مباريات لعب منها 3 مباريات خارج الديار وهى نتيجة إيجابية مقابل تعادل واحد وبلا خسارة حتى الآن، كما أن المنتخب أصبح الوحيد فى كل مجموعات التصفيات الأفريقية الذى يتفوق على قمة المجموعة بفارق 5 نقاط كاملة عن أقرب ملاحقيه بوركينا فاسو.
استمرارًا للإيجابيات الرقمية رفع منتخبنا رصيده من الأهداف إلى 13 هدفاً وهو أكبر عدد من الأهداف بين كل المنتخبات المشاركة بالتساوى مع كوت ديفوار، وتصدر محمد صلاح أيضا قائمة هدافى البطولة برصيد 6 أهداف، وأيضا تصدر قائمة الأكثر مساهمة تهديفية بصناعة 3 أهداف أى لديه 9 مساهمات تهديفية.
الإيجابية الثانية هى فنية بطريقة اللعب التى لعب بها المنتخب وهى 3-2-4-1 بوجود 6 لاعبين على الأقل فى التشكيل من أصحاب المهام الهجومية وهو يعنى تحول طريقة لعب حسام حسن إلى طريقة أكثر هجومية وهو أمر مطلوب فى الفترة القادمة وبخاصة فى المنافسة الضارية على كأس الأمم الأفريقية بالمغرب.
لعب حسام بأربعة لاعبين تحت رأس الحربة وهم زيزو ومحمد صلاح وعمر مرموش وتريزيجيه وأمامهم أسامة فيصل، وخلفهم ثنائى ارتكز من مروان عطية وحمدى فتحى مع بعض المهام الهجومية للأخير والذى صنع الهدف الأول لصلاح.
وفى الخط الخلفى الثلاثى محمد هانى ورامى ربيعة ومحمد عبد المنعم، وبينهم كان هناك دور هجومى أيضا لهانى فى الجبهة اليمني.
ثالث الإيجابيات حالة الانسجام فى الجبهة اليمنى بين صلاح وزيزو وهاني، ولو وصلت الجبهة اليسرى لنفس الانسجام بين تريزيجيه ومرموش لكان الأداء الهجومى أفضل للمنتخب.
أما الإيجابية الرابعة فتمثلت فى دور القيادة التى يقوم بها صلاح كصانع ألعاب وليس كجناح ومن هذا المكان صنع أكثر من 6 فرص للتهديف، وجاء من إحداها الهدف الثانى لزيزو.
أما السلبيات فيأتى أولها إهدار الفرص بالجملة ولا نبالغ إذا قلنا أن المنتخب كان بإمكانه تسجيل 6 أهداف أخرى على الأقل منها 4 أهداف لتريزيجيه وحده.
السلبية الثانية كم التمريرات المقطوعة الكبير فى نصف ملعب المنافس وهو أمر كان من الممكن ان تظهر عقباه لو لعب المنتخب مع فريق من الصف الأول فى افريقيا
وثالث السلبيات هو ضرورة التخلص من العيب المزمن للكرة المصرية فى التعامل مع الكرات العرضية دفاعيا وهى رغم قلتها أمام أثيوبيا إلا أنها كان من الممكن أن تسفر عن أهداف.
أخيرًا على حسام حسن ان يعد من الآن مباريات دولية قوية مع منتخبات الصف الأول فى أفريقيا من طراز الكاميرون وكوت ديفوار والسنغال ونيجيريا والمغرب والجزائر وغيرها قبل نهائيات كأس الأمم لأن منتخبات مجموعتنا لن تعبر للأسف عن المستوى الحقيقى لمنتخبنا.