.. روجيه أو رجاء جارودى فيلسوف فرنسى اسلم عام 1982وعاش ما بين عامى 1913 و2012 كان قد طالب باقامة احتفال بذكرى تولى عمربن الخطاب «رضى الله» عنه الخلافة فى 23 أغسطس سنة 634 ميلادية، الموافق 22 جمادى الآخرة سنة 13 للهجرة.
كتب يقول إنه من بين أعظم القادة فى التاريخ الذين قدمتهم الحضارة الإسلامية للبشرية بما وضعه من نظم وسلوكيات مؤسسية لتسيير حياة المجتمعات المنظمة.. مؤكداً أن عمر بن الخطاب يعد مؤسس الدولة العربية الإسلامية، وواضع قواعدها، وبانى هياكلها الإدارية. وأول حامل للقب أمير المؤمنين.. وأول من اتخذ هجرة النبى «صلى الله عليه وسلم»، مبدأ للتقويم الإسلامي. وفى عهده فتحت بلاد الشام والعراق وفارس ومصر وبرقة وطرابلس الغرب وأذربيجان ونهاوند وجرجان وغيرها وأول من اهتم بإنشاء المدن الجديدة، مثل البصرة والكوفة وغيرهما. وأسس الدواوين «الوزارات» منها دار الدقيق «وزارة التموين» وأوقف فى الإسلام»وزارة الأوقاف» وأسس بيتاً لأموال المسلمين «وزارة المالية». وسك العملة وقدّر وزنها «البنك المركزي» وأحصى وراقب أموال قادته وولاته، وطالبهم بكشف حساب أموالهم وممتلكاتهم «اقرار الذمة المالية» وأقرض الفائض من بيت المال للتجارة «نظم تمويل المشاريع». وحدد مساحة أراضى الدولة «هيئة المساحة». ومهّد الطرق «النقل والمواصلات» وأنشأ ديواناً للجند لتسجيل أسمائهم ورواتبهم «وزارة الدفاع». وأمر بالتجنيد الإجبارى للشباب والقادرين «قانون الخدمة الإلزامية». وحدّد مدة غيابهم عن زوجاتهم بحد أقصى أربعة أشهر. وأنشأ قوات احتياطية نظامية وجمع لها 30 ألف فرس «خدمة الاحتياط وإدارة التسليح والتجهيز». وأول من حمى الثغور بتعيين حراس نظاميين «قوات الحدود». وأمر قادة الجيش بكتابة تقارير مفصّلة عن أحوال الجنود «دائرة المتابعة». وخصّص أطباء ومترجمين وقضاة ومرشدين لمرافقه الجيوش وأنشأ مخازن أغذية للجيش «إدارة الامداد التموين». وخصص لفقراء أهل الكتاب رواتب تقاعدية من بيت مال المسلمين «الضمان الاجتماعى «. وأول من منع هدم الكنائس «المواطنة». وأنشأ دار القضاء وأقتصّ من ولاته وأبنائهم وحكم لصالح غير المسلمين واقر قانوناً لحقوق الإنسان بقوله الماثور : متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً «وزارة العدل». وقنّن الجزية على أهل الذمة، وأعفى منها الشيوخ والنساء والأطفال، وجعلها 48 درهماً على الأغنياء، و24 على متوسطى الحال، و12 درهماً على الفقراء وجعل نفقة اللقيط من بيت مال المسلمين «ضمان وعدالة اجتماعية». وأول من عقد مؤتمرات سنوية للقادة والولاة ومحاسبتهم «ديوان الرئاسة ووزارة شئون المحافظات». وأخذ زكاة الخيل «هيئة الزكاة». واتّخذ داراً للضيافة «دائرة المراسم». وذكر جارودى إنجازات أخرى عديدة تأسست بها الدولة العربية الإسلامية.
.. وقال: لو كان هذا القائد الفذ فى بلادنا لاقمنا له التماثيل، وسمينا بأسمه البلدان والمدن وأقمنا له فى ذكراه الاحتفالات.. وتساءل ساخراً.. ما قيمة نابليون أو جورج واشنطن أو كولمبس أمام إنجازات ابن الخطاب. منتقداً بمرارة أمة العرب ووصفها بالجحود وحب جلد الذات وتهميش أبطالها مرجعاً السبب إلى انها أمة مخترقة
.. كلام جارودى مر عليه أكثر من ثلاثة عقود ولم ينتبه إليه أحد مثلما لاننتبه إلى كل تاريخنا لنتذكر ونتعلم ونستعيد قيم تتوارثها الأجيال لتكون لهم درع وسيف كما كانت لسلف سادوا بها الدنيا بدلاً من خلف رغم كثرتهم يوشك أن تتداعى عليهم الأمم كما تداعى الأكلة على قصعتِها. كما قال نبى الأمة صلوات الله وسلامه عليه فى ذكرى هجرته المباركة.