حالة من العبث تصنعها تلك الأفكار البائسة التى تخرج من رؤوس لم تقرأ التاريخ جيدا ولم تقف على أحكام الجغرافيا، البعض يفكر بعقلية المطور العقارى او المستثمر، فكل شىء لديه قابل للبيع والشراء وفقا لمبدأ حلزونى اسمه الصفقات، هذه الصفقات تصلح وتكون مفيدة بل ومطلوبة فى مجالات البزنس والعلاقات الاقتصادية وربما امتدّت إلى عالم السياسة وعلى استحياء فى إطار تسويات شاملة لقضايا محددة ليس من بينها إزالة دولة من على الخريطة وتهجير شعب من أرضه
كانت تصريحات الرئيس ترامب التى تحدث فيها عن رغبته فى نقل سكان غزة إلى دول الجوار وتحديدا الأردن ومصر مفزعة وخطيرة وتشعل حرباً فى المنطقة لم تشهدها من قبل حال الشروع فى تنفيذها كليا أو جزئياً.
>>>
الرجل استخدم مفردات مزعجة مثل “تطهير غزة” وبناء مساكن لهم فى مكان آخر “هذا النقل إما أن يكون مؤقتاً أو نهائياً” هذا يعنى ودون مواربة إتمام عملية التهجير وتصفية القضية الفلسطينية وهذا ما حذرت منه مصر وتنبه له الرئيس منذ زمن بعيد، يبدو أن البعض لم يقرأ تاريخ المصريين وخصالهم الوطنية والقومية جيداً، لذلك يظنون أن أى أفكار حتى ولو كانت مسمومة يمكن أن تمر بسهولة وبساطة، هذه الأفكار العبثية تمثل خرقاً للقانون الدولى والإنسانى وتعد جريمة تطهير عرقى وتهجير قسرى مكتملة الأركان، فمهما كانت الدوافع والنوايا جاءت اتفاقات جنيف لتحدد بجلاء أركان جريمة التهجير الجماعى لسكان يمثلون شعباً أعزل تحت الاحتلال.
>>>
مصر خرجت عن بكرة أبيها غاضبة رافضة منتفضة وهى متماسكة وموحدة حكومة وأغلبية ومعارضة وأحزاباً ونقابات وجامعات ومدارس ومواطنين والشعب بكافة مكوناته وتوجهاته دون توجيه، لأن الأمر جلل ولا يحتمل المناورات والحق فيه ابلج، وعلى الجانب الآخر جاءت قرارات وتصريحات ترامب خلال الأسبوع الأول من فترة حكمه الثانية صادمة لكثير من الأصدقاء والحلفاء قبل الاعداء، أولاً قرار بتغيير اسم خليج المكسيك إلى خليج أمريكا، قرار بطرد جماعى للمهاجرين المكسيكيين عبر جسر من الرحلات العسكرية، قرار باستكمال الجدار الفاصل بين الولايات المتحدة وجاراتها الجنوبية، اتصال تليفونى استمر 45 دقيقة بينه وبين رئيسة وزراء الدانمارك فى مفاوضات على شراء أكبر جزيرة فى العالم وهى جزيرة جرينلاند بحجة احتياجها لمتطلبات الامن القومى الأمريكى فى المنطقة القطبية الشمالية.
>>>
تصريحات خطيرة حول ضم قناة بنما إلى الولايات المتحدة، فرض عقوبات على كولومبيا ورد الأخيرة بفرض ضريبة 50 ٪ على المنتجات الأمريكية، تهديد دول الاتحاد الأوروبى بالانسحاب من الناتو إذا لم تدفع كل دولة اوربية 5٪ من ناتجها الإجمالى مساهمة فى تغطية تكاليف الحلف، هجوم شديد على الرئيس الفرنسى والمستشار الألمانى اللذين يفكران فى إنشاء جيش أوروبى بعيدا عن الهيمنة الأمريكية، هجوم ترامب على الرئيس بوتين تحسبا لرفضه وقف الحرب مع أوكرانيا وفى نفس الوقت يهاجم الرئيس زلينيسكى لنفس السبب، مع كامل احترامنا لحق ترامب فى اتخاذ ما يراه من قرارات يراها تخدم مصالح بلاده، لكن شريطة الا تكون تلك القرارات على حساب دول وشعوب اخرى، من حق الرئيس ان يساعد اسرائيل بشكل مطلق لكن ليس على حساب الشعب الفلسطينى والقوانين الدولية.