ياسين وشارل.. عباقرة مصريون يمنحون الأمل لمرضى الضمور العقلي بلغة مبتكرة
حقّق طلاب مدرسة STEM العبور إنجازًا عالميًا مشرفًا في المعرض الدولي للعلوم والهندسة ISEF 2024 بولاية أوهايو فى الولايات المتحدة الأمريكية، وهو أكبر معرض علمي عالمى،
حيث شارك فيه أكثر من 1200 مشروع من مختلف الدول، وتُوّجت مشروعات الطلاب المصريين بمراكز متقدمة وجوائز خاصة في مجالات حيوية تخدم الإنسانية.
المركز الرابع عالميًا في البرمجيات

فاز الطالب ياسين خلف وزميله شارل مايكل بالمركز الرابع عالميًا في مجال البرمجيات عن مشروعهم المبتكر الذي يخدم مرضى الضمور العقلي.
وابتكر الفريق لغة إشارات جديدة للعين بالكامل تساعد المرضى غير القادرين على الكلام أو الحركة على التواصل مع الأطباء باستخدام كاميرا حاسوب وبرمجيات قادرة على التفرقة بين حركات العين المقصودة وغير المقصودة،
دون الحاجة إلى أدوات باهظة الثمن. واستغرق تنفيذ المشروع عامًا كاملًا، ونجح الفريق في تجميع أكثر من 350 ألف صورة لتدريب النموذج.
جائزة دولية في العلوم السلوكية

وفي إنجاز موازٍ، حصل الطالبان بدر محمد عنتر ومحمد حاتم حشيش على جائزة خاصة من منظمة ويب فالى فى إيطاليا عن مشروعهم في مجال العلوم السلوكية،
بدر عنتر: من 4 ساعات يوميًا إلى 9 ساعات بلا نوم.. هكذا صنعنا حلمنا
والذي يُعد أول مشروع من نوعه في العالم والوطن العربي يستخدم نظارة واقع افتراضي وتطبيقًا إلكترونيًا لعلاج مرض اضطرابات المعارضة والتحدي (ODD، CD) لدى الأطفال والمراهقين. المشروع الذي يضم لعبة علاجية بـ11 مستوى،
تم اختباره على 128 حالة بحثية، وشمل مشاركة أولياء الأمور والمعالجين النفسيين. ونجح الفريق في تعريب المقاييس العالمية للمرض وتجربتها ميدانيًا بالصوت مع أطفال الريف المصري، وهو للطلاب بين سن ٥: ١٦ سنة.
تحديات وإنجازات رغم الصعوبات
كشف الطلاب عن الصعوبات الكبيرة التي واجهتهم، وعلى رأسها تكاليف السفر التي تراوحت بين 150 و200 ألف جنيه للفرد، بعد توقف الدعم المقدم من المعونة الأمريكية منذ عام 2020 بقرار من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب،
مما حرم العديد من الطلاب من فرصة تمثيل مشروعاتهم بأنفسهم. ومع ذلك، نجح الطالب ياسين خلف في السفر على نفقته الخاصة لتمثيل مشروعه، بينما لم يتمكن زملاؤه من السفر، واكتفوا بعرض المشروعات عبر الفيديوهات والتقارير الفنية.
دعم كبير من STEM العبور
وأشاد الطلاب بالدعم الكبير الذي تلقوه من مدرسة STEM العبور، بقيادة أحمد عبد المقصود، مدير المدرسة، ومحمد فودة، منسق المسابقات بالمدرسة،
ياسين خلف: لم يكن لدينا ميزانية.. كان لدينا إصرار
الذي كان له دور بارز في إعداد الطلاب للمسابقة منذ المراحل التمهيدية وحتى التأهل العالمي. كما قدّم الشكر للمعلمين والمشرفين وعلى رأسهم د. فتحية خيري، مديرة المعرض عن مصر،
التي كانت حلقة الوصل بين الطلاب والأساتذة الجامعيين، وساهمت بدور فعال في تطوير النماذج وتجربتها على حالات حقيقية.
دور مشرف لمديرية التعليم بالقليوبية
ولعبت مديرية التربية والتعليم بالقليوبية دورًا محوريًا في دعم مشروعات الطلاب من خلال مصطفى عبده، وكيل وزارة التربية والتعليم بالقليوبية، الذي قدم كل أوجه الدعم الإداري واللوجستي للطلاب،
وحرص على تذليل العقبات أمام مشاركتهم في المسابقة الدولية، إيمانًا منه بدور البحث العلمي في بناء جيل قادر على الابتكار والمنافسة عالميًا.
كما تابع عبده بشكل مباشر مراحل الإعداد والتصفيات، ووجَّه بتوفير التسهيلات اللازمة بالتنسيق مع هشام أبو النور، مدير مركز التطوير التكنولوجي بالقليوبية،
وأيمن يحيى، منسق التطوير التكنولوجي، لضمان خروج المشروعات في أفضل صورة تليق بطلاب مصر.
ثقافة بحث علمي راسخة

وأكد محمد فودة أن النجاح لم يأت من فراغ، بل هو ثمرة عمل علمي متواصل داخل مدرسة STEM العبور، حيث تعتمد الدراسة بنسبة 60% على المشروعات البحثية،
ويقدم الطلاب مشروعًا كل فصل دراسي، مع دعم علمي من جامعات كبرى مثل القاهرة وعين شمس وبنها، بالإضافة إلى المركز القومي للبحوث.
كما نوه إلى دور وزارة التربية والتعليم في تنظيم المعرض الوطني المؤهل للمسابقة الدولية، تحت إشراف د.فتحية خيري، ما يعكس تطور ثقافة البحث العلمي في مصر.

مستقبل واعد ومشروعات قابلة للتنفيذ
ويأمل الطلاب في تحويل مشروعاتهم إلى نماذج تطبيقية قابلة للتنفيذ بالشراكة مع المستشفيات والمؤسسات البحثية، بدعم من صندوق رعاية المبتكرين التابع لوزارة التعليم العالي،
الذي يتابع تنفيذ المشاريع الفائزة ويقدّم دعمًا عبر نوادي الابتكار (I Club) المنتشرة في المدارس.

في الختام، وجه الطلاب رسالة لزملائهم المبدعين في مدارس مصر، مؤكدين أن “لكل مشكلة حل”، وأن الاجتهاد والمثابرة هو السبيل الوحيد للنجاح، وأن البحث العلمي ليس مجرد مسابقة، بل رحلة معرفية تضيف للإنسان قبل أن تضيف للنتيجة.