بنظرة دقيقة للبيان الرئاسى حول استقالة الدكتور مصطفى مدبولى وتكليفه مجددا بتشكيل حكومة جديدة، وبنظرة أكثر دقة للمفردات والعبارات الواردة فى البيان، يمكن أن نتوقف عند جملة من النقاط ترسم لنا المستقبل القريب، فالأمن القومى ومحدداته جاءت أولوية رئاسية قصوى لا ينازعها منازع، ثم جاء هدف بناء الإنسان المصرى صحيا وتعليميا مرتبطا لحد الالتصاق بمفهوم الأمن القومى الشامل، ثم جاء الوعى الوطنى والفهم الصحيح والثقافة البناءة وتجديد الخطاب الدينى ليكون ثمرة لبناء الإنسان الرشيد، والملاحظ أن كل ماسبق من أهداف لن يتحقق بالشكل المخطط دون وجود اقتصاد قوى قادر على الإنفاق الذاتى على كل تلك الملفات، وبالطبع كان الأمن والحفاظ على ما تحقق من إنجازات فى ملفات الارهاب جزء أصيل من فكرة الجمهورية الجديدة والمشروع الوطنى المصرى، وكانت مجموعة الوزارات الخدمية التى تتعامل بشكل مباشر مع المواطنين هى الشغل الشاغل للدولة وقيادتها، التكليف الوارد بالبيان الرئاسى يمثل بوصلة للحكومة الجديدة ورئيسها، وهنا وجب التنويه الى النقاط التالية، أولها تقديم الشكر لكل الوزراء الذين كانوا يمثلون الحكومة المستقيلة دون استثناء لمن نجح واجاد ومن أخفق ولم يحقق المطلوب، فكل الوزراء عملوا بجد واجتهاد فى ظروف شديدة التعقيد والصعوبة بصرف النظر عن النتائج فالشكر موصول، انسانيا، ثانيا أقول للوزراء الجدد عليكم أن تتعلموا من أخطاء سابقيكم ولا تنتظروا ان تتعلموا من أخطائكم، كل وزير جديد عليه أن يضع نصب عينيه العناوين العريضة لوزارته ولا يستسلم لفيض التفاصيل والأعمال الروتينية المنهكة، على كل وزير جديد ان يكون لديه قدر مقبول من الحس السياسى فى التعامل مع المواطنين، والمهم كيفية التواصل مع الإعلام، الدقة فى المعلومات خاصة الأرقام والنسب هى الباب الملكى لوسائل الإعلام، كذلك ضبط التصريحات لتتوافق مع السياسة العامة للدولة وكذلك الأهداف الموضوعة للحكومة وتصريحات الوزراء الآخرين فى نفس الحكومة، على الوزراء الجدد استكمال ما بدأه سابقوهم وعدم الاعتماد على نظرية « نقطة ومن اول السطر « فلابد من اكتمال المنظومة وإكمال الأعمال بشكل يصب فى مصلحة الدولة وليس للأشخاص، وليعلم جميع الوزراء والمسئولين أنهم يعملون فى ظروف صعبة وهناك من يتصيد الأخطاء ويختلق الروايات فلا يعيرون هؤلاء اهتماما ولا يتوقفون أمام افرازات القلوب المريضة فى خارج مصر ونهاياتهم الطرفية داخل مصر، على الوزراء الجدد أن يعلموا أن رئيس الدولة لا ينظر إلا إلى شئ واحد فقط هو «مصر» يدور معها حيثما دارت وعينه على بقائها وتنميتها وتطويرها ووحدتها، فمن خلال سنى متابعاتى الدقيقة لما يدور فى الشأن العام أجد الرئيس لا يجامل أحداً وليس عليه فواتير لأحد لكنه لا يبخس الناس أشياءهم، الرئيس لا يحب ولا يكره ولا يغلبه الهوى فهو موضوعى مجرد إلى أقصى مدى، يُحَكم العقل وينتصر للصالح العام مهما كانت التحديات، فليعلم كل وزير جديد أنه محظوظ بالعمل مع الرئيس السيسى الذى يبنى جمهورية جديدة سيحكى عنها التاريخ بإذن الله، وربنا يوفقكم.