كل يوم تتصاعد الأمور فى المنطقة وهو ما شاهدناه من أحداث وقيام إسرائيل باغتيال رئيس المكتب السياسى لحركة حماس اسماعيل هنية داخل العاصمة الإيرانية طهران وذلك بعد ساعات من اغتيال فؤاد شكر القائد العسكرى الرفيع المستوى بحزب الله بالضاحية الجنوبية فى بيروت، ومن هنا يبدو ان المنطقة اصبحت قريبة وقابلة للاشتعال فى أى وقت وان التصعيد العسكرى ربما يؤدى لحرب إقليمية شاملة، فإسرائيل مسئولة عن التصعيد الخطير الذى تشهده المنطقة جراء عدوانها على قطاع غزة، وانتهاكات القانون الدولى والممارسات غير الشرعية فى الضفة الغربية والاغتيالات السياسية.
مصر أدانت سياسة التصعيد الإسرائيلية الخطيرة، واعتبرت ان هذا التصعيد الخطير ينذر بمخاطر إشعال المواجهة فى المنطقة بشكل يؤدى إلى عواقب أمنية وخيمة، محذرة من مغبة سياسة الاغتيالات وانتهاك سيادة الدول الأخرى وتأجيج الصراع فى المنطقة.
وطالبت مصر مجلس الأمن والقوى المؤثرة دولياً، بالاضطلاع بمسئوليتهم فى وقف هذا التصعيد الخطير فى الشرق الأوسط، والحيلولة دون خروج الأوضاع الأمنية فى المنطقة عن السيطرة، ووضع حد لسياسة حافة الهاوية.
هناك ضرورة للعمل على التهدئة للحيلولة دون انزلاق المنطقة فى صراع إقليمى شامل يعصف بالاستقرار فى الشرق الأوسط، لاسيما بعد التصعيد الإسرائيلى الأخير، فالهدف الرئيسى لإسرائيل ليس الاستيلاء على الأراضى الفلسطينية وتصفية القضية فحسب بل الهيمنة الأمنية والعسكرية والاقتصادية على منطقة الشرق الأوسط بأكملها دون استثناء.
ضرورة وقف العدوان الاسرائيلى على قطاع غزة وإنهاء المأساة الإنسانية التى تسبب فيها، وإنهاء الاحتلال الإسرائيلى للأراضى الفلسطينية وبما يعالج جذور الصراع فى المنطقة، واستعادة الشعب الفلسطينى لحقوقه المشروعة، وتجسيد دولته المستقلة ذات السيادة على خطوط الرابع من يونيو لعام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية على أساس حل الدولتين، سبيلاً وحيداً لتحقيق الأمن والاستقرار فى المنطقة.
للاسف الشديد نحن امام مشهد يؤكد ان اسرائيل تريد اشعال المنطقة وتوسيع دائرة الحرب بها إلى درجة خطيرة وغير مسبوقة.
جرائم اسرائيل مكشوفة وواضحة للجميع فى المنطقة دون ان يكون هناك تحرك دولى لفرض عقوبات عليها وبالتالى فانها تقوم بالمزيد، للاسف الشديد المجتمع الدولى عاجز عن اتخاذ اى مواقف ضد إسرائيل، فارادة الشعب الفلسطينى لن تكسر مهما طال الزمن والوقت ومهما وصل التدمير والقتل والابادة والعقاب الجماعى والتجويع إلا ان صمود الشعب الفلسطينى يؤكد انه لن يفرط فى أرضه مهما حدث وسوف يظل على موقفه ولن يخرج من ارضه ولن يهاب الدبابات والصواريخ والطائرات وكل الاسلحة المتطورة وهو ما يحدث الان، فالولايات المتحدة الامريكية تطلق تصريحات ولكن دون ان تنفذها فهى القوة الوحيدة التى تستطيع أن تجبر نتنياهو بشكل فورى على إيقاف التصعيد فى غزة والتطور الخطير فى المنطقة ولكنها لن ولم تفعل لانها تدعم اسرائيل بقوة.
إسرائيل دولة مارقة وتمارس إرهاب الدولة وغير راغبة فى السلام وتسعى لتصفية القضية الفلسطينية وممارستها سواء فى الضفة الغربية أو فى غزة يؤكد على ذلك، فالتوجه والنهج الإسرائيلى لم يتغير ولكنه يعمل على التصعيد وافساد المفاوضات.