منذ أيام استوقفنى إعلان ممول على إحدى منصات التواصل الاجتماعى عن منتج للتخسيس من خلال لقاء يجمع بين مذيعة شهيرة وإحدى المستخدمات للمنتج والذى نجح خلال أيام معدودة فى إنقاص وزنها أكثر من عشرة كيلو جرامات بلا أى مجهود بفضل قدراته الخارقة على تفتيت ونسف الدهون.
المنتج لفت انتباهى بعد تجربة مريرة عاشتها صديقة على مدار أكثر من شهر قضتها فى المستشفيات فى محاولة لتظبيط وظائف الكبد والكلى بعد الخلل الذى أصابها بفضل دواء مشابه تناولته لإنقاص وزنها تسبب فى إصابتها بآلام حادة نقلت على أثرها إلى المستشفى تصارع الموت من أجل البقاء على قيد الحياة بعد أن دخلت فى حالة إعياء شديدة تسببت فى خلل تام فى الأجهزة الحيوية لديها ونجت منها بأعجوبة.
الحالة التى عاشتها صديقتى كانت حاضرة أمام عينى وأنا أقرأ العبارات التى صاحبت الإعلان والتى كانت قادرة على لفت انتباهى وإثارة فضولى لأقوم بمراسلة الصفحة بدعوى رغبتى فى شراء المنتج لكن فى الحقيقة كان دافعى معرفة ماهية هذا المنتج وهل مصرح بتداوله من عدمه من وزارة الصحة نظراً للأثر القاتل لمثل هذه الأدوية مجهولة المصدر.
فور إبداء رغبتى فى الشراء جاءتنى رسالة من الصفحة التى حملت اسم شخصية لا أعرف إذا كانت حقيقية أم وهمية بدعوى أنها خبيرة تغذية وبدأت تسألنى عن الوزن الذى أريد خسارته لترسل لى الكورس المناسب بجانب ما إذا كنت أرغب فى المتابعة معها وهو ما توفره لى بشكل مجانى ثم أرسلت لى مجموعة من الصور توضح وزن أصحابها قبل وبعد استخدام المنتج مصحوبة بعبارات الثناء على الفاعلية الرهيبة للمنتج من بينها صورة لرجل نجح فى خسارة أكثر من ثلاثين كيلو جراماً من وزنه مصحوبة بعبارة «شكراً حبيبة قلبي» وهو ما استوقفنى كون العبارة صادرة من رجل لأنثي!
هنا بدأت أسأل عن مكونات المنتج وما إذا كانت له آثار جانبية وما إذا كان له ترخيص بالتداول من وزارة الصحة ليأتى الرد بأن هناك تصريحاً من وزارة الصحة وعدة منظمات عالمية وعندما طلبت الإطلاع عليها كان الرد بإمكانية التأكد منها عبر الباركود الموجود على علبة الدواء عندما تصلنى فطلبت صورة من الباركود قبل قيامى بإتمام عملية الشراء ليتم إرسال لينك لا أعرف ماهيته بدعوى أنه لينك الموقع الألمانى الذى يقدم هذا الكورس الفتاك لأتأكد أن الأمر ما هو إلا عملية نصب ومحاولة لترويج أدوية مجهولة المصدر باستخدام مواقع التواصل الاجتماعى التى باتت وسيلة للنصب من خلال عرض منتجات جميعها مجهولة المصدر.
السؤال هنا أين الجهات المعنية بمراقبة هذه المنتجات من هذه الإعلانات التى فى الغالب تكون فقرات مدفوعة فى البرامج الشهيرة.. وأين الضمير المهنى للمشاهير الذين يستخدمون شهرتهم فى الترويج لهذه المنتجات مقابل ما يحصلون عليه من عائد مادي.. وأين وزارة الصحة من هذه الأدوية التى تباع تحت مرأى ومسمع الجميع على منصات التواصل الاجتماعي؟
إعلانات الموت البطيء يجب أن تكون لها وقفة من قبل كافة الجهات المعنية بالدولة وعلى رأسها الإدارة العامة للمعلومات والتوثيق بوزارة الداخلية حال كونها الجهة المسئولة عن مكافحة الجريمة المعلوماتية وملاحقة القائمين على تلك الصفحات ومن تورطوا معهم فى بيع الوهم بل قتل الأبرياء.