عبّر الدكتور وليد فتح الله، الأستاذ بكلية الإعلام جامعة القاهرة، عن خالص شكره وتقديره للجنة البحثية والباحثين المشاركين في فعاليات مؤتمر كلية الإعلام جامعة القاهرة العلمي الدولي الثلاثين تحت عنوان “الاتصال الصحي وتمكين المجتمعات المعاصرة”، والذي يناقش عددًا من القضايا المرتبطة بالصحة والطب ودور وسائل الإعلام في التوعية في هذا المجال.
وشدد على أهمية تنويع أدوات جمع البيانات في البحوث، موضحًا أنه بالإضافة إلى استخدام الاستبيانات الإلكترونية عبر الصفحات الشخصية على وسائل التواصل الاجتماعي، يجب على الباحثين أيضًا إجراء مقابلات مباشرة مع الأفراد المناسبين للعينة البحثية لضمان الحصول على بيانات أكثر شمولية وعمقًا.
كما شدد على ضرورة الالتزام بالمعايير اللازمة في اختيار العينات لضمان عدم تحيز النتائج البحثية.
أشادت الأستاذة الدكتورة إيمان حسني، الأستاذ بكلية الإعلام جامعة القاهرة، والمعقبة على جلسة “الذكاء الاصطناعي والاتصال الصحي”، بالجهود البحثية المبذولة في البحوث المقدمة من الباحثين في الجلسة البحثية، موضحة أوجه التميز وأبرز الإشكاليات الخاصة بالبحوث.
وأشارت إلى أن البحوث شبه التجريبية اعتمدت على نماذج تجريبية تم إنتاجها باستخدام أدوات وتقنيات الذكاء الاصطناعي، والتي لا يجب أن يعتمد الباحث عليها بشكل أساسي في إنتاج محتوى التجربة.
كما أكدت على ضرورة عرض هذه النماذج على محكمين أكاديميين للتأكد من مدى ملاءمتها للتطبيق على المبحوثين وتحقيق الأهداف المرجوة منها.

أوصت الدكتورة مروة محمود، المدرس بكلية الإعلام جامعة القاهرة، بضرورة وضع مواثيق أخلاقية واضحة لتنظيم استخدام الذكاء الاصطناعي في الإعلام والصحة، والالتزام بالشفافية في الإفصاح عن المحتوى المنتج بواسطة الذكاء الاصطناعي لتعزيز الثقة، وتدريب الكوادر الصحفية والطبية بشكل مستمر على استخدام هذه التقنيات.
كما أكدت على أهمية عدم الاستغناء عن العنصر البشري والحفاظ على البعد الإنساني، مع التركيز على جودة المحتوى المقدم ومصداقيته، وضرورة إجراء مراجعة بشرية للمحتوى.
وشددت على ضرورة تطوير بنية رقمية داعمة داخل المؤسسات الصحية والمستشفيات، وإطلاق حملات توعوية إعلامية لشرح تطبيقات الذكاء الاصطناعي للجمهور، وتحديث التشريعات الصحية بما يتناسب مع متطلبات حماية الخصوصية والأمان، مع تشجيع السرد العلاجي التفاعلي كجزء من الدعم النفسي للمرضى. كما أضافت أنه يجب فتح قنوات التعاون بين الإعلام والقطاع الصحي لتوجيه الجمهور نحو الاستخدام الآمن لهذه التقنيات.
جاء ذلك في إطار رئاستها لجلسة “الذكاء الاصطناعي والاتصال الصحي”، التي انعقدت ضمن فعاليات اليوم الأول لمؤتمر كلية الإعلام جامعة القاهرة العلمي الدولي الثلاثين تحت عنوان “الاتصال الصحي وتمكين المجتمعات المعاصرة”.
وتضمنت الجلسة عددًا من البحوث التي تناولت موضوعات تأثير توظيف الذكاء الاصطناعي التوليدي في إنتاج المحتوى الصحفي الصحي على ثقة المستخدمين، واتجاهات الجمهور المصري نحو توظيف الذكاء الاصطناعي في خدمات الرعاية الصحية، بالإضافة إلى تقنيات الذكاء الاصطناعي المستخدمة في مجال الرعاية الصحية وإشكاليات توظيفها في إطار مبادئ منظمة الصحة العالمية والذكاء الاصطناعي المسؤول والمخاطر المتصورة كما يعكسها خطاب مواقع الصحف العالمية والعربية.
كما تم التطرق إلى توظيف السرد القصصي الرقمي المدعوم بالذكاء الاصطناعي في تثقيف ودعم مريضات سرطان الثدي.

خلصت نتائج دراسة الباحثة سماح عبد الرازق الشهاوي، الأستاذ المساعد بكلية الإعلام جامعة القاهرة، تحت عنوان “تأثير توظيف الذكاء الاصطناعي التوليدي في إنتاج المحتوى الصحفي الصحي على ثقة المستخدمين”، إلى أن أهمية المحتوى الذي يتم إنشاؤه باستخدام الذكاء الاصطناعي بالنسبة للمبحوثين يؤثر بشكل كبير على مستوى ثقتهم في المحتوى نفسه، فكلما زادت أهمية المحتوى بالنسبة للمبحوثين، زادت ثقتهم فيه.
كما أوضحت النتائج عدم تأثير الإفصاح عن مصدر المحتوى على ثقة المبحوثين، حيث أن الموضوع الذي أعلن أنه مكتوب بواسطة الذكاء الاصطناعي لم يحصل على تقييمات أقل بشكل كبير في درجة الثقة مقارنة بنفس المحتوى الذي لم يُعلن عن كونه مكتوبًا بالذكاء الاصطناعي، وبالتالي لم تؤثر الشفافية في الإفصاح عن كاتب المحتوى بشكل كبير على تقييمات المبحوثين.

خلصت نتائج دراسة الباحثة سهر أحمد، المدرس بكلية الإعلام جامعة القاهرة، والدكتورة ندى عبد الله، المدرس بكلية الإعلام جامعة القاهرة، تحت عنوان “اتجاهات الجمهور المصري نحو توظيف الذكاء الاصطناعي في خدمات الرعاية الصحية”، إلى أن مصادر معلومات الجمهور عينة الدراسة عن خدمات الرعاية الصحية المعتمدة على الذكاء الاصطناعي كانت وسائل التواصل الاجتماعي ومواقع الإنترنت هي المصدر الأول للمبحوثين بنسبة 66%، وكانت النسبة الأكبر 41% من العينة يستخدمون هذه الخدمات أحيانًا، مما يؤكد على ضرورة زيادة التسويق الرقمي لهذه الخدمات لزيادة معرفة الجمهور بها وحثهم على استخدامها والاستفادة منها.

خلصت نتائج دراسة الباحثة هبة محمود عباس، المدرس بكلية الإعلام جامعة المنوفية، تحت عنوان “تقنيات الذكاء الاصطناعي المستخدمة في مجال الرعاية الصحية وإشكاليات توظيفها في إطار مبادئ منظمة الصحة العالمية والذكاء الاصطناعي المسؤول والمخاطر المتصورة كما يعكسها خطاب مواقع الصحف العالمية والعربية”، إلى أن أبرز الإشكاليات التي ظهرت في توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي في مجال الرعاية الصحية كانت إشكالية التحيزات والتمييز العنصري، والتي أكد عليها تقرير أخلاقيات وحوكمة الذكاء الاصطناعي.
كما أوصت الدراسة بضرورة توعية الجمهور بدور الذكاء الاصطناعي في مجال الرعاية الصحية للمساهمة في تبني هذه التقنية وتقبلها، وكذلك ضرورة الوعي بإيجابيات ومخاطر هذه التقنيات في المجال الصحي لإنتاج خطاب متوازن، وخاصة برامج الدردشة التي تؤدي دور الأخصائي أو المعالج النفسي.
خلصت نتائج دراسة الباحث إيمان شكري عبد الحميد، المدرس بكلية الآداب جامعة المنصورة، تحت عنوان “توظيف السرد القصصي الرقمي المدعوم بالذكاء الاصطناعي في تثقيف ودعم مريضات سرطان الثدي”، إلى أن استخدام السرد القصصي الرقمي المدعوم بالذكاء الاصطناعي له دور كبير في تثقيف ودعم مريضات سرطان الثدي في مصر، حيث يسهم في إنتاج محتوى مناسب لهم ويلبي احتياجاتهم المتنوعة، التي تختلف وفقًا للتجربة الشخصية للمريض. حيث تلبي هذه الاحتياجات دعمًا نفسيًا وتعايشًا مع المرض، بالإضافة إلى توفير المعرفة الطبية لهم من خلال تقديم معلومات عن المرض والرجيم والعمليات وجلسات العلاج الكيميائي.
الجدير بالذكر أن المؤتمر الدولي الـ30 لكلية الإعلام جامعة القاهرة يُقام يومي 7 و8 مايو 2025، بمقر الكلية، تحت عنوان “الاتصال الصحي وتمكين المجتمعات المعاصرة”، وذلك برعاية الدكتور محمد سامي عبد الصادق، رئيس الجامعة، وبإشراف الدكتورة ثريا البدوي، عميد الكلية ورئيس المؤتمر، والدكتورة وسام نصر، وكيل الكلية لشؤون الدراسات العليا والبحوث وأمين عام المؤتمر، بمشاركة نخبة من الأكاديميين والخبراء والممارسين للمجال الإعلامي.